كيف تختارون رياضة مناسبة لطفلكم؟
من البديهي أن تضعوا النشاطات والالعاب الرياضية بعين الاعتبار إذا ما أردتم أن تمنحوا أطفالكم إنطلاقة بدنية سلمية وصحية ليكتمل نموهم الجسدي بشكل سليم من جهة ولكي يحافظوا على صفائهم النفسي والروحي والذهني من جهة أخرى.
ليس أي رياضة طبعاً، أولاً يجب مراعاة أمور عدة ف الإختيار كحب وإهتمام الطفل برياضة ما. وما يصاحب ذلك من تشجيع ودعم من الاهل لخيارات طفلهم. وفي حال عدم اهتمامه يجب اصطحاب الطفل إلى الفعاليات والأحداث الرياضية وإخباره عن تفاصيلها وعن إهتمام الأهل نفسهم بها فهذا سيحفز الطفل أكثر. ولإختيار سليم عليكم أخذ النقاط التالية بعين الإعتبار:
ضع عمر طفلك بعين الإعتبار
عادة سيقوم الطفل بإختيار رياضات معينة ويفضلها على غيرها لذا يمكن البدء بهذه الرياضات ولكن هنا يجب وضع عمر الطفل وقدراته البدنية والذهنية بعين الإعتبار:
الأطفال في سن (2 إلى 5 سنوات)
في هذا السن وهو سن ما قبل الدخول إلى المدرسة أو سن الحبو لا يمكن للأطفال المشاركة في النشاطات والألعاب الرياضية المنظمة وحتى لو شاركوا فلن يكتسبوا منها أي ميزة على المدى البعيد، لذا عليكم في هذا العمر أن تتخذوا اللعب الحر والنشاطات البدنية غير المنظمة كأفضل خيار لأطفالكم ومنها ما يلي:
الجري، الألعاب البهلوانية، الرمي (الكرة أو الحجار في الريف أو..)، الإمساك بالكرة وركلها، السباحة..
الأطفال من سن (6 إلى 9 سنوات)
عندما يصل الأطفال إلى هذه الفئة العمرية تتطور لديهم حواس النظر والسمع وبالتالي ستتطور لديهم قدرات كالإنتباه والتركيز والقدرة على اتباع التعليمات كما تتحسن قواهم العضلية بشكل كبير، لذا يمكن في هذه المرحلة إعتماد رياضات وأنشطة أكثر تنظيماً كـ:
كرة المضرب والبيسبول، الجري، كرة القدم، رياضة الجمباز، السباحة، التنس، الفنون القتالية ولكن برعاية وانتباه الأهل أو مختصين ودون عنف زائد.
الأطفال من سن (10 إلى 12 سنة)
في هذه المرحلة العمرية يتطور الطفل بشكل كبير على مستوى الحواس والقوة الإدراكية والقدرة على التفاعل مع الآخرين ويصبح أكثر إدراكاً لبعض الإستراتيجيات والخطط الرياضية كما يصبح أكثر قوة بدنياً لذا يمكنه المشاركة في ألعاب إلتحامية (مع الإنتباه لحرفية المدرب والمشاركين الآخرين بالنسبة لأحجامهم وأعمارهم نسبتاً لطفلك)، أو ألعاب تتطلب مهارات عالية وخطط ذهنية وبدنية ككرة القدم وكرة السلة والهوكي والكرة الطائرة. ولكن يجب الإنتباه إلى ان الطفل في هذه المرحلة يعيش طفرات في النمو ويقترب من مرحلة المراهقة وهذا قد يؤثر على اختياراته وآداءه.
كيف أفاضل بين الخيارات؟
عندم تريد حصر الخيارات لتنظيم وقت طفلك مع دخوله للمدرسة عليك الإنتباه لعدة عوامل أهمها:
1. هل يستمتع الطفل بهذه النشطات والرياضات؟
2. هل هذه الرياضة تناسب طفلك عمرياً وهل تساعده على تنمية قدراته المختلفة؟
3. هل سيكون له فرصة في المشاركة بها نسبة لحجمه وقدراته ومدى استقبال هذه الرياضة لمن هم في مواصفاته؟
4. أمر مهم آخر هو أن تحسب خطوات طفلك جيداً قبل جعله ينخرط أو يحترف في رياضة واحدة فقط إذ أن لذلك حد من قدراته لعدم تجربته لرياضات أخرى قد يبرع بها أو ما قد يشكله ذلك من إرهاق وضغط نفسي على الطفل.
شارك طفلك بإستمرار
دائماً ينصح بمشاركة الأهل أطفالهم في نشاطاتهم الرياضية بشكل مستمر وذلك للأسباب التالية:
1.الحفاظ على سلامة الطفل
يجب التأكد من أن الرياضة التي يمارسها طفلك لا تعرضه لأي خطر، ويجب التأكد من أن المشرف على تدريب طفلك يمارس الرياضة بشكل سليم دون أي تعليمات خاطئة أو يتضمنها عنف، وإن كان يراعي الأمور العامة كالتحمية قبل التمرين؟ وهل ينتبه في تدريبهم إلى ظروف مناسبة كالطقس مناسب والمكان مناسب وغيرها من أمور..
2. أسلوب وظروف التدريب
يجب الانتباه لسلوك المدرب اتجاه الأطفال، إن كان يميز طفلاً عن آخر وهل يعطي كل منهم فرصته والوقت اللازم لكي يتأقلم مع المجموعة، وإن كان يهين أو يعامل الأطفال بطريقة لائقة ..
وأخيراً يجدر الإشارة إلى ضرورة بقاء الأهل إيجابيين اتجاه طفلهم، فضلاً عن ضرورة تشجيعه وتحفيزه على بذل جهد أكبر للتألق من جهة وللإستمتاع والانخراط بشكل أكبر من جهة ثانية، وطبعاً يجب على الأهل وخصوصاً من يرافق الطفل أن يكون قدوة له ويحدثه عن تجربته وعن ما يمكن تحقيقه والفائدة من هذه التمارين الرياضية.
وفي نهاية المطاف قد تجد طفلك لا يتأقلم أو يستمتع بالألعاب المنظمة او الألعاب الإلتحامية لذا أمامك خيارات أخرى خلاقة كتعويده على نشاطات بدنية مستدامة كركوب الدراجة والمشي وتسلق الجبال والقفز على الحبل وغيرها من نشاطات فردية ومنزلية عائلية.