الحوثي وعهده لنصر الله: هل تتحضّر المنطقة لحرب القدس؟ قنديل يحلّل ..
– ماذا لو لم يتراجع بنيامين نتنياهو عن قرار زرع البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، بعدما قالت الأجهزة الأمنية «الإسرائيلية» إنّ كلفة حماية البوابات وتحمّل انتفاضة جديدة وتصعيد كبير تفوق كلفة التعامل مع المسجد الأقصى من دون هذه البوابات؟ وكان نتنياهو نفسه قد ربط القبول على المطالبة الأمنية بزرع البوابات بموافقة السعودية والأردن اللتين وفرتاها للحكومة «الإسرائيلية» قبل إقامة المعابر الإلكترونية، وثبت أنّ موافقتهما بلا قيمة عند الشعب الفلسطيني؟
– كلّ شيء يقول إنّ فلسطين عندها ستكون على موعد مع مواجهة مفتوحة تشارك فيها الفصائل المسلحة والتنظيمات الشعبية والشارع وقوى الإنتفاضة في الأراضي المحتلة عام 1948 وشباب المقاومة الجديدة، وأنّ التطرف الصهيوني بين صفوف المستوطنين والجنود سيتكفّل بتحويل المواجهات إلى حمام دم مفتوح سرعان ما تنفجر بتأثيره حرب جديدة مع غزة.
– المنطقة ستكون عندها على موعد مع حدث يفرض إيقاعه على سائر الأحداث التي تبدو متجهة نحو طريق التسويات، رغم العقبات والخلافات والمواجهات الجانبية، فلا إيران ولا سورية ولا المقاومة تستطيع التعامل ببرود، مع حدث بهذا الحجم، وتتفرّغ لتسويات طرفها المقابل هو الأميركي الذي سيكون معنياً بتقديم الدعم لـ«إسرائيل» والسعي لوضع الضغوط الممكنة كلّها لمنع أيّ تعرّض لأمن «إسرائيل».
– أن تكون المنطقة مهدّدة بالانزلاق إلى حرب ليس بالاحتمال البعيد. فالحسابات العاقلة لا مكان لها، عندما يتعلق الأمر بقرار إسرائيلي مبني على حسابات انتخابية ولا يضع المصالح الاستراتيجية في الميزان، وقد سبق لنتنياهو عندما رفض مشروع هيلاري كلينتون عام 2010 أن برّر ذلك للرئيس باراك أوباما بالقول إنه يعلم أنّ هذه التسوية تحمل خلاص «إسرائيل»، لكن كلفتها نزع آلاف المستوطنين. وهذا يعني خسارة الانتخابات. وهو قرّر ألا يخسر زعامته ويسعى ضمن الممكن لحماية «إسرائيل».
– وفقاً لهذه النظرية يجب إبقاء فرضية عناد نتنياهو وتمسكه بالبوابات الإلكترونية، وبالتالي الذهاب للمواجهة. وعندها يكون قد أغلق باب التسويات. فالفرصة متاحة لوقت محدود ما لم يستثمره نتنياهو لنزع البوابات، يكون قد فات الأوان على حلّ سياسي، وعلى المنطقة الاستعداد للأسوأ، وفي طليعة المعنيين قوى المقاومة.
– لا يمكن لأحد تخيّل غياب هذا التوصيف عن قراءة نتنياهو لجدول أعمال المقاومة في لبنان، وتوقعاته أنها تستعدّ لمثل هذه المواجهة، وأنها لن تترك القدس والأقصى للاستفراد «الإسرائيلي» في زمن التخلي العربي المحكوم بالتطبيع مع «إسرائيل»، ولا بدّ أن تضع «إسرائيل» في حسابها فرضيات من نوع دخول المقاومة على خط نصرة القدس والأقصى.
– تصريح لافت للسيد عبد الملك الحوثي بأنّ رهان السيد حسن نصرالله على اليمنيين في مكانه، وأنهم سيكونون عند حسن ظنه في أيّ مواجهة مقبلة، وأنّ اليمنيين سيكونون حيث يجب أن يكونوا إذا ما وقعت مواجهة بين «إسرائيل» والمقاومة في لبنان وفلسطين، كلام يلفت الانتباه بالتوقيت، فهل لفت انتباه «الإسرائيليين» وهم يناقشون الخيارات؟
ناصر قنديل