رئيس أركان الجيش الأميركي: هكذا ستكون حروب المستقبل
قال رئيس أركان الجيش الأميركي مارك مايلي خلال ندوة صحافية في واشنطن إن روسيا تشكل “تهديدا وجوديا” للولايات المتحدة، وإن بلاده تخوض حربا طويلة جدا مع التشدد والإرهاب في العالم، وتحدث عن تغير كبير في مفهوم الحرب في المستقبل.
حروب المستقبل
وأشار مايلي في لقاء مع صحافيين في نادي الصحافة الوطني بواشنطن الخميس، خصص للحديث عن التحديات الأمنية التي تواجه الولايات المتحدة ومدى جاهزية الجيش الأميركي لها، إن الولايات المتحدة تحتاج إلى زيادة حجم جيشها بسبب عدم معرفة ما ستؤول إليه الأحداث في المستقبل.
وقال “في اعتقادي هناك تغير كبير في أسلوب الحرب، وليس في طبيعتها، فطبيعة الحرب سياسية.. وهدفها فرض إرادتك السياسية على خصمك عن طريق العنف.. أما أسلوب الحرب فهو كيفية خوض المعركة وما هي الأسلحة المستخدمة وهذا أمر يتغير”.
وأوضح أن أسلوب الحرب تغير بسبب اتساع رقعة التجمعات العمرانية حول العالم، مشيرا إلى أن نحو 80 إلى 90 في المئة من سكان الأرض يتوقع أن يعيشوا في المستقبل في مناطق حضرية ذات كثافة سكانية عالية.
وقال مايلي إن ذلك يعني أن الجيوش سوف تضطر إلى خوض حروبها في مناطق حضرية على عكس ما كان يحدث في الماضي عندما كانت الحروب تتم في مناطق مثل الصحراء والجبال والغابات وغيرها.
وأشار مايلي إلى أن ذلك سينعكس على شكل الخطط العسكرية بشأن طريقة القتال في تلك الأماكن.
ورأى رئيس أركان الجيش الأميركي أن التطور التكنولوجي سيؤدي أيضا إلى تغير أسلوب الحرب في المستقبل، لافتا إلى تطور صناعة الروبوتات والآلات الموجهة ذاتيا.
وأوضح أن التكنولوجيا أصبح لها تأثير كبير على تغير المفاهيم العسكرية المتعلقة بالتحرك وإطلاق النار والاتصال.
مفاهيم خاطئة
وأشار مايلي إلى أن هناك بعض المفاهيم الخاطئة عن الحروب أولها أن “الحروب قصيرة” ويمكن الانتهاء منها وتحقيق النصر بسرعة. وقال إن الواقع هو أن الحرب تأخذ وقتا أطول مما يتوقع في بداية الحرب، ويمكن أن تأخذ مسارات أخرى لا يمكن توقعها.
أما المفهوم الخاطئ الثاني فهو “الفوز بالحرب عن بعد”، مستشهدا بمعركة الموصل. فعلى الرغم من ضرب مواقع داعش فيها جويا، إلا أن تحريرها احتاج إلى تدخل بري وتطهير المدينة بيتا بيتا.
أما الأمر الثالث فهو الاعتقاد بأن القوات الخاصة تستطيع كسب المعركة، بسب تجهيزها العالي والمهام الدقيقة التي تقوم بها. لكن في الواقع، فإن كسب المعركة ليس من ضمن مهامها، حسب قوله.
وقال إنه في عالم اليوم الذي أصبح يعج بأنظمة تسليح معقدة، صارت مقولة إن “تجهيز جيش أمر سهل” مقولة خاطئة.
وأضاف مايلي أنه من الخطأ الاعتقاد بأن الجيوش تكسب الحروب، ورأى أن الشعوب هي التي تكسبها. وقال “نعم، يمكن أن تقوم بغارة سريعة، لكن خوص الحرب أمر مختلف، فأنت تحتاج إلى شعب ليحارب ويكسب الحرب”.
“تهديد وجودي”
وأكد أن أميركا تواجه تهديدات من قبل أربع دول هي روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، وكذلك الجماعات الإرهابية والمتشددين الذين يمارسون العنف مثل القاعدة وطالبان وداعش وجبهة النصرة.
وقال إن روسيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمثل “تهديدا وجوديا للولايات المتحدة لأن لديها قدرات نووية تستطيع تدمير أميركا وحكومتها وشعبها”.
وأشار إلى أن هناك دولا أخرى تمتلك قدرات نووية لكن روسيا وحدها قادرة على تدمير أميركا.
أما الصين فوصفها بأنها “قوة صاعدة” استطاعت تحقيق طفرة اقتصادية خلال السنوات الـ40 الماضية، وهذه الطفرة واكبتها زيادة في حجم وقوة الجيش.
وقال إن هذا النجاح خلق فكرة الحلم الصيني، فالصينيون يريدون استعادة أمجادهم التاريخية لتكون بلادهم أقوى دولة في آسيا، ويريدون أن يكونوا على قدر المساواة مع الولايات المتحدة، ويعملون على تحقيق هذا الهدف بحلول متصف هذا القرن.
لكنه رفض القول إن الولايات المتحدة تخوض حربا مع الصين أو روسيا، لأنها غير منخرطة في نزاع مسلح مع أي منهما.
أما بالنسبة إلى إيران، فقال إن طموحاتها لامتلاك أسلحة نووية متوقفة حاليا لكنها تسعى إلى إلحاق الضرر بمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وقال مايلي إن كوريا الشمالية تمثل “أكبر تهديد للمجتمع الدولي”، مشيرا إلى أنها طورت قدراتها العسكرية بشكل أكبر مما كان متوقعا، وأصبح بمقدور صواريخها العابرة للقارات الوصول إلى الولايات المتحدة.
“صراع طويل”
وأشار إلى أن الولايات المتحدة “في صراع طويل للغاية مع المتشددين الذين يمارسون العنف والجماعات الإرهابية”. وأعرب عن ثقته في إمكانية هزيمة داعش، وأكد أن فكرة الخلافة التقليدية التي يتبناها هذا التنظيم سوف يتم القضاء عليها في المستقبل.
“حرب مميتة”
وردا على سؤال حول إمكانية نشوب حرب برية مع كوريا الشمالية، قال إن أية حرب في شبه الجزيرة الكورية ستكون “مميتة وفظيعة”.
وتوقع تدمير جيش كوريا الشمالية إذا نشبت حرب هناك شاركت فيها أميركا وكوريا الجنوبية، لكن الثمن سيكون باهظا بالنظر إلى الخسائر في الأرواح التي يتوقع أن تقع، أو البنية التحتية التي ستتضرر.
المصدر: نادي الصحافة الوطني