إيران : قد ننسحب من اتفاقية البرنامج النووي في غضون ساعات
قال الرئيس الايراني روحاني إن إيران قد تنسحب من اتفاقية برنامجها النووي في غضون ساعات، إذا استمرت الولايات المتحدة بتوسيع العقوبات
وذكر رئيس الجمهورية حسن روحاني في كلمته خلال الجلسة العلنية لمجلس الشورى الاسلامي الخاصة بمنح الثقة للوزراء المرشحين، قال ان مرحلة جديدة من العلاقات والتعاون مع العالم بدأت؛ منوها الى ضرورة التعاون مع العالم والحفاظ على عزة وكرامة الشعب الايراني.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان الرئيس روحاني وخلال كلمته للدفاع عن تشكيلته الوزراية اليوم الثلاثاء، اعرب عن شكره للشعب الايراني على مشاركته الملحمية في الانتخابات الاخيرة قائلا ان الحضور الجماهيري للشعب ضمنت الامن الوطني من جهة، وادت من جهة اخرى الى تعزيز اهمية صناديق الاقتراع كمؤشر على الوحدة في البلاد.
واعرب رئيس الجمهورية عن شكره وتقديره لسماحة قائد الثورة على توجيهاته الحكيمة ودفاعه عن استقلال وحرية البلاد والدعم الذي قدمه سماحته للحكومة في سياق الدفاع عن مصالح الشعب الايراني.
ونوه روحاني الى ان الحكومة الثانية عشرة ستقوم خلال الاعوام الاربعة المقبلة بمزيد من اصلاحات الاساسية؛ مضيفا ان الحكومة المقبلة ستعمل وفق الامكانيات والقدرات لتقويض نقاط الضعف.
واردف قائلا، لقد بدأت اليوم مرحلة جديدة على صعيد السياسة الخارجية الايرانية؛ مصرحا ان ايران تعتبر الاتفاق النووي لايشكل تهديدا على الدول وليس استسلاما امام القوى الكبرى وانما ترى فيه وثيقة على مبدأ “الربح – الربح” ومتوازنة والتي اتاحت مجال التعاون والثقة مع العالم.
وتابع، الاتفاق النووي نموذج للسلام والاتفاق؛ ايران ترغب في منطقة آمنة، وتعتبر التعاون الاقليمي الواسع السبيل الوحيد للسلام والامن.
وأضاف روحاني، ايران ملتزمة بتعهداتها وسيتم الرد على اي خرق وانتهاك من قبل الاخرين؛ العالم رأى بوضوح ان امريكا وخاصة في عهد “ترامب” تتجاهل الاتفاقات الدولية، واثبتت للعالم وحلفائها بأنها ليست شريكا جيدا ولا يمكن الوثوق بها في مجال التفاوض.
وفي المقابل، اكد روحاني، ان ايران كانت ولاتزال ملتزمة بجميع تعهداتها، لكنها ستدافع عن حقوق شعبها في مواجهة نقض العهود.
وقال الرئيس الايراني: ان الاشخاص الذين كانوا يتحدثون خلال الاشهر الاخيرة عن تمزيق الاتفاق النووي ادركوا مؤخرا من خلال نصائح بعض المستشارين ان هكذا اجراء سيؤدي الى عزلة امريكا على مستوى العالم؛ هؤلاء يتهمون ايران بانتهاك روح الاتفاق النووي لكن تقارير الوكالة الدولية قد اكدت تنفيذ الاتفاق النووي من قبل ايران.
وتابع، ان العالم رأى بوضوح ان امريكا لاسيما في رئاسة ترامب كيف تتجاهل الاتفاقات الدولية، فإنها بالاضافة الى نكث العهود في الاتفاق النووي تجاهلت اتفاق باريس وكوبا واثبتت للعالم وحلفائها ان امريكا ليست شريكا جيدا وليست اهلا للثقة في التفاوض، في المقابل،.
وصرح رئيس الجمهورية، في كلمته خلال جسلة منح الثقة للوزراء المرشحين اليوم الثلاثاء، قائلا “اذا ارادت امريكا ان تعود الى تلك التجارب بالتأكيد ايران ستعود في وقت قصير جدا؛ ليس خلال اسبوع او شهر بل خلال ساعات ستعود الى ظروف اكثر تقدما من فترة بدء المفاوضات”.
وقال روحاني مخاطبا الحكومة الامريكية، “عليكم ان تعلموا ان تجربة العقوبات والحظر الفاشلة قادت حكوماتكم السابقة الى طاولة المفاوضات في نهاية المطاف.
واستطرد قائلا ان الاتفاق النووي شكل نموذجا لانتصار الدبلوماسية والسلام على الحرب والمواقف اوحادية الجانب؛ ورغم انه ذلك ما تفضله الجمهورية الاسلامية لكنه لم ولا يشكل الخيار الوحيد للبلاد.
وفي معرض الاشارة الى الوضع الاقليمي الراهن، شدد رئيس الجمهورية بالقول ان ايران تصف العنف والمجموعات التكفيرية اهم تحد امني في المنطقة؛ مضيفا ان مشاكل المنطقة توجد لها حلول، وايران تمدّ يد العون وترغب في التعاون الثنائي والشامل (مع بلدان العالم).
ونوه روحاني الى ان منطقة غرب آسيا المتوترة تعيش بسبب التدخل الاجنبي وانتشار التطرف والعنف اوضاعا خطيرة للغاية؛ مصرحا ان ايران ترغب في منطقة امنة وقوية ومستقرة ومتقدمة، وتعتبر التعاون الاقليمي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والامنية السبيل الوحيد لتحقيق الاهداف المشتركة ومواجهة التذبذبات الداخلية والمفروضة على المنطقة.
ولفت رئيس الجمهورية الى ان الفوضى في المنطقة ستسفر عن نتيجتين؛ انتشار التطرف وزيادة التبعية؛ مبينا ان ايران تعتبر عنف المجموعات التكفيرية ومحاولات توفير الامن عبر الانصياع للقوى الاجنبية، يشكل تحديا رئيسيا للامن الاقليمي، وان ايران تسعى للاستقرار والسلام في المنطقة بحسن نية وارادة حاسمة.
واردف، مشاكل المنطقة حلها اقليمي لاغير وايران بوصفها مصدر الاستقرار تمد يد الصداقة الى دول الجوار.
وقال روحاني ان الاولوية الرئيسية في الحكومة الجديدة تكمن في تعزيز التعاون الاقليمي الثنائي والشامل؛ مردفا ان الاولوية الرئيسية الاخرى في السياسة الخارجية ترتكز على تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية في سياق دعم سياسات “الاقتصاد المقاوم”.
واكد رئيس الجمهورية ان الحكومة الثانية عشرة وضعت على راس اولوياتها التواجد المؤثر في المحافل الدولية وتيسير عملية استقطاب الاستثمارات والتقنية والسياحة وتعزيز اسواق الصادرات غير النفطية والخدمات التكنولوجية والهندسية وتوفير الظروف لتعزيز حضور القطاع الخاص.