مسؤول كوردي : ندرس احتمال تأجيل الاستفتاء مقابل تنازلات مالية وسياسية من حكومة بغداد
قال مسؤول كوردي بارز إن اقليم كوردستان قد يدرس احتمال تأجيل استفتاء على الاستقلال من المقرر إجراؤه في 25 سبتمبر أيلول مقابل تنازلات مالية وسياسية من الحكومة المركزية في بغداد.
وقال ملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني إن وفدا كورديا يزور بغداد للاطلاع على مقترحات من قادة عراقيين قد تقنع الكورد بتأجيل التصويت.
وتتخوف الولايات المتحدة ودول غربية أخرى من أن يشعل التصويت صراعا جديدا مع بغداد وربما دول مجاورة ويصرف الانتباه عن الحرب الدائرة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وطلب وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون رسميا من مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان قبل عشرة أيام تأجيل الاستفتاء.
وقال بختيار في مقابلة عن المحادثات مع الائتلاف الحاكم الذي يقوده الشيعة في بغداد “كبديل لتأجيل الاستفتاء بغداد مستعدة أن تحقق أي شيء للإقليم (كوردستان)”.
وأضاف في مدينة السليمانية الكوردية إن على بغداد أن تكون مستعدة لمساعدة الكورد على تخطي أزمة مالية وتسوية ديون مستحقة على حكومتهم، وفق ما نقلت عنه رويترز.
وقدر حجم تلك الديون بما يتراوح بين عشرة و12 مليار دولار بما يساوي تقريبا الميزانية السنوية لكوردستان وهي ديون مستحقة لمقاولين نفذوا أشغالا عامة وموظفين حكوميين ومقاتلين من البيشمركة لم تصرف رواتبهم كاملة منذ شهور.
وعلى الصعيد السياسي قال إن على بغداد الالتزام بالموافقة على تسوية مسألة المناطق المتنازع عليها مثل منطقة كركوك الغنية بالنفط التي يقطنها عرب وتركمان أيضا.
وقال إن الوفد الكردي سينقل المقترحات التي سيتلقاها إلى الأحزاب السياسية الكوردية لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت كافية لتبرر تأجيل التصويت، مشددا على احتفاظ الكورد بالحق في إجراء التصويت في موعد لاحق حال التأجيل.
وقال “نحن لا نقبل أن يُطرح علينا أن نؤجل الاستفتاء من دون بديل وبدون أن يحددوا أجلا آخر للاستفتاء أو وقتا آخر”.
وأوقفت بغداد دفعات التمويل من الميزانية الاتحادية العراقية لحكومة كوردستان في 2014 بعد أن بدأ الكورد في تصدير النفط بشكل مستقل عنها عبر خط أنابيب إلى تركيا.
ويقول الكورد إنهم كانوا بحاجة للإيرادات الإضافية للتعامل مع زيادة النفقات التي تسببت فيها الحرب على داعش وتدفق أعداد كبيرة من النازحين على كردستان.
وانهارت الشهر الماضي عمليا دولة “الخلافة” التي أعلنها التنظيم عندما نجحت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة في استعادة السيطرة على الموصل بالكامل من قبضته بعد حملة استمرت تسعة أشهر شاركت فيها قوات البيشمركة الكردية.
لكن التنظيم المتشدد ما زال يسيطر على أراض في غرب العراق وشرق سوريا. وتعهدت الولايات المتحدة بمواصلة دعمها للقوات الحليفة في الدولتين لحين هزيمة الدولة الإسلامية تماما.
* منذ الحرب العالمية الأولى
ويسعى الكورد لإقامة دولة مستقلة منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى على الأقل عندما قسمت القوى الاستعمارية الشرق الأوسط لتترك الأراضي التي يسكنها الكورد منقسمة بين تركيا وإيران والعراق وسوريا.
وتعارض تركيا وإيران وسوريا، وتقطنها مجتمعة أعداد كبيرة من الكورد، استقلال كوردستان عن العراق. ورفضت حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاستفتاء المزمع ووصفته بأنه غير دستوري.
وكان بارزاني أبلغ رويترز في يوليو تموز أن الكورد سيتحملون مسؤولية نتيجة الاستفتاء المتوقعة وهي تأييد الاستقلال وتطبيق ذلك عبر الحوار مع بغداد وقوى إقليمية لتجنب الصراع.
وقال في المقابلة التي جرت في أربيل عاصمة كوردستان العراق “علينا تصحيح تاريخ سوء المعاملة بحق شعبنا ومن يقولون إن الاستقلال ليس جيدا فإن سؤالنا لهم هو… إذا لم يكن الاستقلال جيدا لنا فلماذا سيكون جيدا لك؟”.