بعد بغداد .. الوفود الأجنبية تتجه الى بارزاني !! ما سر ذلك ؟ محمود الهاشمي يكتب ..
وفقا للاعراف والبروتوكولات الدولية , ما الشرعية الدستورية التي يتجه فيها رؤساء ووزراء ومسؤولين دوليين بعد بغداد الى اربيل للقاء بمسعود بارزاني؟
أولا ان السيد مسعود ليس بأكثر من زعيم حزب ( الديمقراطي الكوردستاني) وهذا الحزب قبل عشرين يوما قد انشق على نفسه , واصدرت الجهة المنشقة بيانا بذلك , رفضت به استفتاء كوردستان !!
ثانيا ان السيد مسعود لايملك منصبا حكوميا لا بالحكومة الاتحادية ولا في الاقليم , فما سبب اللقاء به؟ , وان عدم تجديد البيعة لولاية جديدة له لرئاسة الاقليم , جاءت عبر عملية ديمقراطية في الاقليم , وبحضور كل الاطراف , وفي عاصمة الاقليم (اربيل)!! ولما كان البرلمان يمثل الشعب , فالمفروض ان جميع دول العالم ان تحترم تقاليد الديمقراطية ونتائجها .
وهل هناك دولة -سواء لديها تجربة ديمقراطية أو ديكتاتورية – ان توافق على زيارة الوفود القادمة لها الى محافظاتها أو أقاليمها وتلتقي بزعماء الاحزاب ؟ واذا كان هنالك (بروتكول ) يكفل مثل هذه الزيارات , لماذا لايتم اللقاء بأحزاب اخرى مثل الاتحاد الوطني الكوردستاني والتغيير ؟,اليست الدولة اسمها ( اتحادية ) وهذا يعني انها ممثلة لجميع المحافظات والاقاليم ؟ والا ما الجدوى من وجود نواب ممثلين عن الحزب الديمقراطي والاقليم في البرلمان الاتحادي ؟واذا احتاجت الدولة يوما لمثل هذه الزيارة (للقاء بمسؤوليها ) فيتم التنسيق مع الحكومة الاتحادية , وهذا ما يحدث نادرا ولاسباب معلومة .
لم يأت وفد دولي لزيارة بغداد الا وزار بعد ذلك الاقليم والتقى بمسعود
ويعلق الاعلام عن الزيارة ( للتنسيق او التعاون بين أربيل وتلك الدولة!!)
ولا أعرف هي دولة واحدة أم دولتان ؟ والغريب أن دولا عديدة تزور الاقليم وتغادر دون حتى أن تزور بغداد , بل أن حكومة بغداد لم تبلّغ بالزيارة قط !! ترى ما هذا الصمت من قبل رجال الدولة والحكومة عموما في العراق؟ وهذا الامر بات يشكل حجّة لكل الداعمين الى مشروع مسعود ودعواته , حيث كلما حاججناهم , بأن مسعود لايملك منصبا في الاقليم , حتى يتصرف بمصيره , أجابونا (ألم تشهدوا ان الحكومة تستقبله كزعيم للاقليم , وان رؤساء العالم يتعاملون معه بذات بذات الصيغة ؟)
والحرج الاكبر للذين يقفون ضد مشروعه داخل الاقليم من احزاب سياسية مناهضة ومن شخصيات اجتماعية واسلامية, فهم لايرون به سوى زعيم حزب وسوى رجل طامح هو وعشيرته بالسيطرة على ممتلكات ومصير الاقليم !!
لاشك ان الذي شجع مسعود على الاستفتاء ثم على الانفصال , هو شعوره أن العالم يتعامل معه كرئيس لدولة , والدليل أن جميع الدول التي تزور بغداد تتجه له بعد ذلك , والأفضع من ذلك أذا زار مسعود أو من يمثله بغداد , هرع رئيس الوزراء بنفسه لأستقباله , ومعه كبار المسؤولين الحكوميين وهو ألاعلم من غيره بمنصبه ,!!وفي هذا تجاوز على:-
1- الادارة المركزية ببغداد كونه دليل ضعفها , وعدم قدرتها على
أن تكون ممثلة لجميع خارطة البلد .
2- سيادة العراق لان العالم سينظر لنا على اننا مجموعة دويلات وليست دولة واحدة .
3- الاحزاب السياسية العراقية واحزاب اقليم كوردستان بالذات لان اللقاء يتم مع زعيم له خلافات مع الاحزاب الاخرى فكيف يكون ممثلا عنها ؟
4- الصيغ الدبلوماسية , لانهم يصفونه في لقاءاتهم على انه (زعيم اقليم كوردستان العراق ) وهوليس بزعيم الاقليم بل زعيما لحزب لاغير !
5- التجربة الديمقراطية سواء في الاقليم أو في الدولة العراقية عموما , لان البرلمان في الاقليم هو أعلى سلطة وعندما رفض مسعود رئيسا للاقليم , فمن المفروض ان يحترم القرار.
6- الشعب العراقي عموما , لان القرارات الصادرة عن البرلمان هي قرارات شعب عبر ممثليهم .
نقول أن الحكومة العراقية , هي من تتحمل هذه النتائج , وهي التي شجعت مسعود على ان تكون أربيل عاصمة (لدولة ثانية), ومن المفروض أن تقف ضد تطلعاته , خاصة بعد أن تمادى على الدولة العراقية , في تصديره للنفط دون علم الحكومة الاتحادية , وفي ايوائه للفارين والمطلوبين للقضاء , ولاقامة المؤتمرات التي ترعى المعارضين للعملية السياسية , وفي مشاركته في دعم الارهاب في الدخول الى نينوى , وفي السماح بوجود منظمات صهيونية في أربيل وفي تشجيعه لاقامة خمس قواعد عسكرية أمريكية في الاقليم , وغيرها من الشؤون , وعلى الحكومة ايضا ان تصدر بيانا توزعه على السفارات ونسخة الى الامم المتحدة تؤكد فيه , أن مسعود ليس سوى زعيم حزب ولا يجوز التعامل معه بغير ذلك . أما اذا كان للحكومة رأي اخر فلتأتنا بسلطان !!