بارزاني يقترح أن تكون “دولة كوردستان” فيدرالية
أكد رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني خلال لقائه بأساتذة الجامعة والأكاديميين في جامعات محافظة اربيل الذي جرى يوم الأربعاء في قاعة سعد عبدالله، بأن الإستفتاء سيجري في موعده، مقترحا بأن تكون “دولة كوردستان” فيدرالية.
وقال بارزاني “ان تجربتنا مع العراق خلال المئة عام الماضية فشلت، ولايمكن ان نعيد تلك التجارب الفاشلة لذا قررنا ان نبلغ بغداد رغبتنا في ان نكون جارين جيدين مع بعض”.
واضاف ان الموضوع الآني والأهم هو مسألة الإستفتاء والسؤال لماذا اقدم الإقليم على الإستفتاء في 25/ 9 ، موضحا ان الحقيقة هي ان قرار الإستفتاء اقدم من هذا التاريخ بكثير، لكن تعيين الفترة الزمنية كان باقتراح من المفوضية العليا للإنتخابات والإستفتاء.
وتابع ان قرار إجراء الإستفتاء كان قراراً جريئاً، لافتا الى ان الحضور سطروا “مفخرة وطنية لأنفسهم” باتخاذ هذا القرار.
واستعرض بارزاني تاريخ العلاقة بين شعب كوردستان مع الدولة العراقية بالقول، ان شعب كوردستان يعاني منذ تأسيس العراق 1921 ومرت تلك المعاناة بمرحلتين حتى 2003، موجها كلامه للحضور بالقول “نحن نتعلم منكم انتم الأساتذة والأكاديميين وانتم ادرى بما جرى ويجري، ان المشكلة الكبيرة كانت مشكلة ولاية الموصل حيث صوت الكورد حينها لإنضمام الموصل الى العراق وكانت حصتنا من تلك الشراكة القتل والنفي والأنفال والقصف الكيمياوي”.
واضاف بارزاني “وفي كل مرة كنا نجنح للسلم اعتقاداً منا بأن الحكومة الجديدة قد تفكر بشكل مختلف، لكنهم كانوا كسابقيهم، استمرت المرحلة الأولى من 1921 وحتى 2003”.
واشار بارزاني الى انه “بعد هذا التاريخ الذي كنا فيه شبه مستقلين، قلنا لنعد الى بغداد لنؤسس دولة ديمقراطية تضم الجميع وتضمن حقوق الجميع وكانت مشاركتنا فعالة في إعادة بناء العراق لكنهم تنصلوا عن كل مواثيقهم وتعهداتهم مرة اخرى”.
وعن الدستور العراقي الجديد قال بارزاني انه “بالنسبة لمسألة الدستور لو لم يكن الكورد لما ظهر الدستور العراقي الحالي، لم نتوقع من الحكومات العراقية السابقة سوى القتل والحرق والدمار، لكن كان املنا بشركائنا في النضال ان نكون شركاء حقيين بعد 2003 واتفقنا على مبدأ الشراكة والتوافق والتوازن لكنهم تجاوزوا عليها جميعها وتجاوزوا على الدستور وانتهكوا 55 مادة دستورية واخطرها التجاوز على الشراكة واتباع نظام الأكثرية وتعني ذلك الإلتفاف على الشراكة حيث هم الأغبية في بغداد في كل الحالات”.
واضاف بارزاني انهم “تجاوزوا ايضاعلى التوازن وعملوا على إبعاد الكورد من جميع المؤسسات الحكومية في بغداد”، موردا امثلة على ذلك بالقول “المادة 140 كان المفروض تطبيقها خلال عام 2007، حصة الپيشمرگة كان المفروض تسليح وتجهيز الپيشمرگة كونها جزء من المنظومة الدفاعية العراقية لكنهم لم يسمحوا بتزویدها بإطلاقة واحدة، وما أعد للپيشمرگة من الأسلحة والعتاد من المساعدات العسكریة الدولیة كلها وقعت بيد داعش”.
وعن قطع قوت شعب كوردستان تساءل بارزاني “كيف يمكن لرئيس وزراء بلد ان يقطع قوت شعب بكامله بجرة قلم وقطع حليب الأطفال؟ انها انفال بشكل آخر”، مشيرا الى انه “كان اتفاقنا تشكيل دولة ديمقراطية فيدرالية لكن النظام في بغداد اصبح نظاماً دينياً فردياً طائفياَ، جربنا كل انواع الشراكة من لامركزية وحكم ذاتي وفيدرالية لكنها كلها فشلت واثبتت فشلها. كون إدارة الحكم في بغداد مزاجي وشخصي ولايجوز العمل بالمزاج والعلاقات في الحكم”.
ولفت بارزاني الى انه “ذهبنا الى بغداد وتحدثنا مع العبادي والمسؤولين الآخرين حول الشراكة وقلنا بما اننا فشلنا في الشراكة تعالوا لنكن جيران جيدين متعاونين، حسب المعاهدات والمواثيق الدولية والدستور العراقي الذي يقول الإلتزام بهذا الدستور ضمان لبقاء العراق موحداً. حاولنا كثيراً لكن بغداد رفضت، وتعتبرنا ضيوفاً ولسنا اصحاب البيت”.
وشدد بارزاني الى انه “وبعد كل هذه المعاناة قرر شعب كوردستان بأجمعه إجراء الإستفتاء وتقرير مصيره وهذه عملية ديمقراطية والكل أحرار؛ فليقرر الشعب بنعم او لا، لافتا الى ان “الكثير من اصدقائنا زارونا وعقدنا اجتماعات عدة ولا احد منهم يعترض على الإستفتاء وكل منهم يقول ان ذلك من حقكم لكنهم متخوفون من ان الإستفتاء يؤثر سلباً على الحرب ضد داعش ويقولون لو يتم تأجيل الأمر، ونقول وقلنا لهم جميعاً وزراء الخارجية الأمريكية والفرنسية والتركية وغيرهم هل لديكم بديل افضل؟ ليس لديهم بديل .. الحوار لايجري حول التأجيل، الحوار مع بغداد يجري على نتائج الإستفتاء ورأي شعب كوردستان .. احب ان اقول للجميع بأننا لا ولن نتراجع عن قرار الشعب ولم اقل يوماً بأن هذه الدول ستأتي وتبارك لنا على الفور، لكن الحقيقة ان تلك الدول تتعامل مع الأمر الواقع ونتوقع التأييد من كثير من الدول وهذه المجازفة اسلم بكثير من البقاء والسكون، حيث سيأتي يوم ليقولوا لنا اخرجوا من خانقين وكركوك والمناطق الأخرى عندها ماذا سنقول لعوائل الشهداء؟ ماذا نقول لشعبنا بعد كل هذه التضحيات؟ وبعد القتال لو وقع لاسمح الله ماذا سنطلب، الفيدرالية؟”.
واضاف بارزاني ” لذا علينا ان نحسم هذه الأمور، الزمن تغير ولسنا في زمن الخمسينات والستينات والسبعينات ومستعدون لتقديم جميع التضحيات من اجل استقلال كوردستان. ودولة المستقبل لايجوز ان تكون دولة قومية، بل هي دولة للكورد والعرب والتركمان والمسيحيين والجميع وان يكون الكل شراء ويعتبرونها بيتهم وملكهم ويجب ان تكون جمهورية ديمقراطية واقترح ان تكون دولة فيدرالية محلية لكل محافظة نظامها الخاص بها عدا الجيش والمالية والخارجية، مطالبا اساتذة الجامعات والأكاديميين التعاون والمشاركة في صياغة الدستور الكوردستاني.
وقال “علينا ان نعمل على تحسين الأوضاع في كل المجالات، وقلت ذلك لعلماء الدين ايضاً لنجر الإستفتاء فإن نجحنا فذلك خير وان لا، فأنني على استعداد ان اضحي بحياتي من أجل شعبي ووطني”، منوها الى انه “نسمع كثيرا وخاصة من بغداد ان مسألة الإستفتاء ليست دستورية، اقول وقلت لهم ان ماتقومون به هو غير دستوري وليس استفتاءنا والدستور يسمح لنا بذلك”.
وذكر بارزاني انه “بعد 2003 ذهبنا الى بغداد وكان ذلك خطأً كبيراً كانت نيتنا بناء عراق على اساس الشراكة الحقيقية، وقلت للإتحاد الأوربي ايضاً لماذا انفصال بقية الدول كدول الإتحاد السوفيتي والبلقان وغيرها مسألة اعتيادية وقضيتنا غير دستورية وقانونية؟ لافتا الى ان “كل الإتفاقات الدولية ظلمتنا، فكفى ظلماً على الكورد”.
وشدد بارزاني على انه “لايمكن إعادة تجربة فاشلة منذ اكثر من مئة عام والمجازفة اسلم بكثير مما نحن عليه”. مرجحا ان “نعم للإستفتاء يكون نسبته عالية، لكن ذلك لايعني قطع العلاقة مع بغداد، بل يجب الإستمرار بالحوار والتفاهم مع بغداد حيث هناك قضايا متشابكة ومتراكمة معها”.
واستدرك بازاني انه “لو كان التصور ان المفاوضات هي من اجل زيادة عدد الوزراء الكوردستانيين او الموظفين في بغداد او مناصب او إرسال مبلغ من المال، هذا غير صحيح”، لافتا الى “ان هدفنا من المفاوضات هو كيف يجب ان نكون جيراناً وعمقاً لبعض مع العراق”.
واوضح “ان اجراء الإستفتاء والإستقلال هو لملمة جرح الشهداء والمؤنفلين وابارك لمجلس محافظة كركوك لقراره الجريء بطلب إجراء الإستفتاء في محافظتهم، ويجب ان يكون كركوك مدينة التعايش الأخوي وعدم السماح بخلق البلبلة فيها والعيش بروح الأخوة”.
المصدر : شفق