زعيمة ميانمار تخرج عن صمتها متهمة “الإرهابيين” بالتضليل وتركيا تقدم مساعدات للروهينغا
خرجت زعيمة ميانمار سان سو كي الحائزة على جائزة نوبل للسلام عن صمتها، بتوجيه اتهام لـ”الإرهابيين” بالتضليل. لكنها امتنعت عن الحديث عن فرار نحو 125 ألفا من مسلمي الروهينغا عبر الحدود إلى بنغلادش.
اتهمت زعيمة ميانمار أونغ سان سو كي في بيان نشر اليوم الأربعاء (السادس من أيلول/ سبتمبر 2017) “الإرهابيين” بأنهم وراء “جبل جليدي ضخم من التضليل” بشأن العنف في ولاية راخين لكنها التزمت الصمت إزاء فرار نحو 125 ألفا من مسلمي الروهينغا عبر الحدود إلى بنغلادش منذ 25 أغسطس/آب الفائت. وأشارت إلى تغريدات لصور أعمال قتل نشرها نائب رئيس الوزراء التركي وحذفها فيما بعد لأنها لم تكن حتى من ميانمار. وذكر البيان الذي نشره مكتبها على فيسبوك “قالت (سو كي) إن هذا النوع من المعلومات الزائفة الذي ابتلي به نائب رئيس الوزراء كان مجرد طرف جبل جليدي ضخم من التضليل الذي يهدف إلى إثارة مشكلات كثيرة بين الدول المختلفة بهدف الترويج لمصالح الإرهابيين”.
وتتعرض زعيمة البلاد ذات الغالبية البوذية لضغوط من دول إسلامية بشأن الأزمة. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الثلاثاء من مخاطر حدوث تطهير عرقي أو زعزعة استقرار المنطقة. وفي رسالة نادرة عبر فيها عن قلقه من احتمال تحول العنف المستمر منذ أسبوعين في الولاية الواقعة بشمال البلاد إلى “كارثة إنسانية”، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى الضغط من أجل ضبط النفس والهدوء.
وتحدثت سو كي عبر الهاتف أمس الثلاثاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي دعا قادة العالم لبذل المزيد من أجل مساعدة نحو 1,1 مليون شخص يقول إنهم يواجهون إبادة جماعية. وفي البيان الذي نشره مكتبها على فيسبوك قالت سو كي إن الحكومة “بدأت بالفعل في الدفاع عن جميع الناس في راخين بأفضل طريقة ممكنة” وحذرت من أن التضليل قد يفسد العلاقات مع دول أخرى.
من جانبها قالت تركيا إنها ستبدأ توزيع أول مساعدات خارجية اليوم الأربعاء في شمال غرب ميانمار حيث قتل مئات الأشخاص وفر نحو 125 ألفا عبر الحدود إلى بنغلادش في الأيام العشرة الماضية. وقال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إن سلطات ميانمار أقرت توزيع المساعدات بعد أن أجرى إردوغان اتصالا هاتفيا مع أونغ سان سو كي زعيمة البلاد أمس الثلاثاء.
وقال المتحدث إبراهيم كالين إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش ستوزع ألف طن من المواد الغذائية والملابس والأدوية.
وأضاف أن ميانمار أبلغت موافقتها لمسؤولين من هيئة المساعدات الحكومية التركية على دخولهم البلاد وتسليم المساعدات بالتنسيق مع السلطات المحلية في ولاية راخين.
من ناحية أخرى، قال مصدران بحكومة بنغلادش إن ميانمار تقوم منذ ثلاثة أيام بزرع ألغام أرضية عبر قطاع من حدودها مع بنغلادش وأضافا أن الغرض من ذلك قد يكون للحيلولة دون عودة الروهينغا المسلمين الذين فروا من العنف في ميانمار.
وقال المصدران اللذان على معرفة مباشرة بالموقف لكنهما طلبا عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الأمر، إن بنغلادش ستتقدم باحتجاج رسمي على زرع الألغام الأرضية على مسافة قريبة جدا من الحدود.
وكانت أحدث حلقات العنف في ولاية راخين قد بدأت قبل 12 يوما عندما هاجم مسلحون من الروهينغا عشرات المواقع للشرطة وقاعدة للجيش. وأسفرت الاشتباكات التي أعقبت ذلك والهجوم المضاد الذي شنه الجيش عن مقتل ما لا يقل عن 400 شخص وأدت إلى نزوح القرويين إلى بنغلادش.