خضر اليتيم.. هل يكون أول عضو عربي بمجلس بلدية نيويورك؟
يسعى القس الأميركي من أصل فلسطيني خضر اليتيم أن يكون مدافعا عن الجالية العربية ونشر ثقافة التسامح والوحدة من خلال ترشحه لانتخابات مجلس بلدية نيويورك.
وإذا تجاوز خضر الانتخابات التمهيدية التي ستجرى في 12 أيلول/سبتمبر الجاري، فقد يصبح أول عضو عربي في مجلس بلدية نيويورك، علما أن الانتخابات النهائية ستعقد في تشرين الثاني/نوفمبر القادم.
واليتيم قس في كنيسة السلام اللوثرية العربية التي أسسها عام 1995 بمنطقة باي ريدج في نيويورك، يؤمن بفصل الدين عن الدولة.
وقال في تصريح لـ”موقع الحرة” إنه هاجر من بيت لحم حيث ولد وترعرع، في أواخر عام 1992 بهدف بناء كنيسة في منطقة بروكلين.
ويأمل اليتيم الذي ينتمي إلى الحزب الديموقراطي أن تكون الـ22 سنة التي عاشها في حي بروكلين، كافية للتعرف على انشغالات الجالية العربية وأيضا الجاليات الأخرى التي يهتم أيضا بخدمتها.
ويرى اليتيم أن حجم الجالية العربية في نيويورك أو غيرها من المدن الأميركية متزايد، إلا أنها غير ممثلة سياسيا بالحجم الكافي.
وقال في هذا السياق “من بين أهدافي أيضا محاولة اكتشاف القوة السياسية للجالية العربية وفتح الطريق أمام الآخرين ليترشحوا في مناصب أكبر”.
وأوضح أنه كان دائما منخرطا في النشاط السياسي والاجتماعي في بروكلين، لكنه قرر الترشح لأنه يرغب في تحسين وضع الأقليات في الولايات المتحدة.
وقال إن الدائرة الانتخابية 43 حيث ترشح تضم جالية عربية وإسلامية كبيرة، مشيرا إلى أنها تدعمه بشكل كبير في حملته الانتخابية.
انشغالات الجالية
زار اليتيم مع المتطوعين العاملين معه أكثر من 65 ألف عائلة خلال الأشهر السبعة الأخيرة. ويقول إنه لقي تجاوبا كبيرا من مختلف الجاليات بالإضافة إلى العربية، كالإيطالية واليونانية وغيرهما.
وقال في هذا الشأن إن “الجالية العربية متحمسة جدا لكونها ترى أخيرا عربيا يسعى لتمثيلها سياسيا”.
ولقي اليتيم بالخصوص دعما من الجالية الإسلامية. وقال إن “دعم هذه الجالية كان أكثر من رائع. لقد فتح العديد منهم لي بيوتهم ولم يخلق كوني مسيحيا أي عائق”.
ويرى هذا القس أن السر وراء ذلك هو عمله بشكل قريب مع المسلمين ومساندتهم له في مختلف الفترات الصعبة التي مروا بها، خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
وتعهد اليتيم وهو أب لأربعة أبناء، بوضع الناخبين وقضاياهم فوق انتمائه الديني. وقال إنه سيعمل في حال فوزه على توفير سكن يكون في متناول ذوي الدخل المحدود، ومحاربة ظاهرة المخدرات المتفشية بشكل كبير بين الشباب، حسب تعبيره.
ووعد أيضا الجالية العربية والأقليات الأخرى بإعادة بناء العلاقات مع الشرطة، وخصوصا “المسلمين الذين طالتهم عمليات تجسس واسعة في نيويورك” حسب وصفه، وهو “ما يتعارض مع الدستور الأميركي”، يتابع اليتيم.
التسامح والتعايش
وإلى جانب الحرص على الدفاع عن تحقيق انشغالات سكان المنطقة بمختلف انتماءاتهم، يسعى اليتيم إلى بناء مركز اجتماعي “يجمع الكل من أجل الحوار والتبادل الثقافي في أجواء تساهم في بناء جسور بين الجاليات المختلفة في المنطقة”.
وكانت قيم التسامح والتعايش والحوار من أهم النقاط التي اعتمد عليها اليتيم في برنامجه الانتخابي، يدافع عن كل الأقليات الذين “يعانون من التفرقة العنصرية أحيانا”.
ويقول في هذا السياق إنه حرص خلال حملته الانتخابية على توضيح أصوله العربية، بهدف كسر حاجز الخوف بين الأقليات وفتح الباب أمام ثقافة الحوار والتسامح والعيش المشترك.
المصدر: موقع الحرة