الأمم المتحدة تقترح على بارزاني بديلا عن الاستفتاء
عرضت الأمم المتحدة على رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني العدول عن الاستفتاء حول استقلال الإقليم، في مقابل المساعدة على التوصل لاتفاق شامل حول مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل.
وبحسب الوثيقة التي قدمها المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيش، الخميس الماضي، بارزاني، فإن المقترح يقضي بشروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على الفور بـ”مفاوضات منظمة، حثيثة ، ومكثفة (…) من دون شروط مسبقة وبجدول أعمال مفتوح على سبل حل كل المشاكل، تتناول المبادئ والترتيبات التي ستحدد العلاقات المستقبلية والتعاون بين بغداد وأربيل”.
مقترح دولي على بارزاني
وردا على سؤال لـ”فرانس برس”، قال كوبيش: “هناك عرض، إذا وافق (الأكراد) على هذا البديل فسيتم إجراء مفاوضات”، مشيرا إلى أنه يتوقع ردا من بارزاني خلال “يومين أو ثلاثة”.
ويتعين على الجانبين اختتام مفاوضاتهما خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، ويمكنهما الطلب “من الأمم المتحدة، نيابة عن المجتمع الدولي، تقديم مساعيها الحميدة سواء في عملية التفاوض أو في وضع النتائج والخلاصات حيز التنفيذ”. في المقابل، “تقرر حكومة كردستان عدم إجراء استفتاء في 25 أيلول/سبتمبر الموعد المقرر”.
وتحدد الوثيقة أن “يبقى مجلس الأمن متابعا لتنفيذ هذا الاتفاق من خلال تقارير منتظمة يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة”.
وصادق برلمان كردستان العراق، الجمعة، كما كان متوقعا، على إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم الشمالي في موعده المقرر.
فيما أعاد الرئيس الكردستاني التأكيد، اليوم السبت، خلال تجمع جماهيري في دهوك، أن “لا إلغاء ولا تأجيل” للاستفتاء. وأضاف “لم نتلق حتى الآن أي بديل حقيقي للاستفتاء”. مع ذلك لم يغلق بارزاني الباب أمام التفاوض منذ بدأ الجدل حيال عقد الاستفتاء. وقال في خطاب آخر في وقت سابق في الموصل “إذا كان هناك بديل أفضل، فأهلا وسهلا”.
ضغوط كثيفة
وتخضع كردستان لضغوط كثيفة للعدول عن هذا الاستفتاء الشعبي، الذي لن يؤدي من حيث المبدأ إلى إعلان الاستقلال، بل يشكل وسيلة للضغط على السلطة المركزية للحصول على تنازلات في الخلافات النفطية والمالية.
وأعلنت بريطانيا في بيان، السبت، أنها لا تدعم الاستفتاء الذي “يهدد الاستقرار في المنطقة، فيما يجب أن ينصب التركيز على هزيمة داعش”.
كما اعتبر البيت الأبيض أن الاستفتاء سيكون “مستفزا” و”مزعزعا للاستقرار”. وأعادت واشنطن التأكيد على اعتقادها بأن الاستفتاء سيكون عقبة أمام محاربة تنظيم الدولة الإسلامية واستقرار المناطق التي عادت إلى سيادة السلطات العراقية.
كما أعربت دول أخرى، مثل تركيا وإيران، عن قلقها إزاء فكرة أن تثير أربيل النزعات الانفصالية لدى الأقلية الكردية على أراضيها.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إجراء الاستفتاء “أمر سيء جدا”، مشيرا إلى أن مجلس الأمن التركي سيجتمع في 22 سبتمبر/أيلول لتبني موقف رسمي.