صحيفة اسرائيلية : كيف أصبح حزب الله مسيطراً على حرب المعلومات؟

صحيفة اسرائيلية : كيف أصبح حزب الله مسيطراً على حرب المعلومات؟

سلّطت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية الضوء على القدرة المميزة لحزب الله في حرب المعلومات، معتبرةً أنّ” هذا الحزب وضع الأساس للاستخدام الفعال للحرب المعلوماتية، والتي هي القدرة على كسب التفوق على العدو من خلال إدارة المعلومات”.

وتابعت الصحيفة “لقد خضعت عمليات حزب الله منذ فترة طويلة لسيطرة شعار “إذا لم تصوّر العملية لم تقاتل”. وقد استحوذت المجموعة على أهمية توثيق نجاحاتها في وقت مبكر من عام 1994، عندما تسلل مقاومو حزب الله ومصور إلى موقعٍ للجيش “الإسرائيلي” في لبنان ورفعوا العلم بداخله، وصوّر حزب الله الحدث – وسجّل انقلابا دعائيا كبيرا”حسب تعبير الصحيفة.

وأضافت الصحيفة “لعل تاريخ جهود حزب الله في مجال الحرب الإعلامية هو الأفضل من خلال قصة تطور ذراعه الإعلامية الناشطة، “المنار”، وهي محطة تلفزيونية فضائية تبث من بيروت ويمكن رؤيتها في جميع أنحاء العالم. بعد البث الأول للمنار في عام 1991، بدأ حزب الله ببثها بانتظام بعد ثلاث سنوات، وأدت دورا حاسما كنقطة نشر رئيسية لأخبار حزب الله والدعاية. كما تشمل العملية الإعلامية الواسعة التي يقوم بها حزب الله محطات إذاعية ومطبوعات وشبكة تضم أكثر من 50 موقعا بلغات متعددة”.

وأردفت “جيروزاليم بوست” “بدأت “المنار” في محاولة للتأثير على الرأي العام “الإسرائيلي” من خلال بث لقطات ساحة معركة فعلية تُظهر الجنود “الإسرائيليين” الذين قتلوا وأصيبوا”، معتبرةً أنّ “وحدات حزب الله القتالية تستخدم القوة كأداة نفسية في محاولة لإسقاط معنويات الجيش و”الشعب” “الإسرائيليين”.

وفي معرض حديثها، قالت الصحيفة “شملت الجهود إنشاء “قسم الرصد العبري” لمراقبة البث الإذاعي والتلفزيوني “الإسرائيلي” على مدار الساعة. وقد ساعدت شعبية “المنار” في أن تنمو لتصبح واحدة من المؤسسات الإخبارية الرائدة في العالم العربي. ومما يثير الإعجاب أيضا أن إنتاج حزب الله في التلفزيون والفيديو هو استخدامه الواسع لوسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات الجديدة، بما في ذلك وجود كبير على الإنترنت”.

وتستذكر الصحيفة كيف أطلّ الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عبر “المنار” بعد دقائق على إصابة الصواريخ المدمرة “الإسرائيلية” “حانيت” خلال حرب عام 2006. برأيها، استخدم التلفاز لتحقيق رصيد من الضربة، وقدّم لقطات مصاحبة لتوزيعها من قبل وسائل الإعلام الإقليمية وموقع “يوتيوب””.

وأضافت الصحيفة “لتعزيز دعايته ورسائله، يستخدم حزب الله مجموعة من التكتيكات التي تشمل البطاقات البريدية والملصقات وأشرطة الفيديو وعلّاقات المفاتيح واللوحات الإعلانية وألعاب الفيديو ومواقع الانترنت المبنية بشكل متقن. تعكس مواقع حزب الله على شبكة الإنترنت أجندة “المجموعة” المتنوعة، وتهدف إلى أن تكون متعددة الأجيال في نهجها، جذابة للشباب وللكبار”، حسب تعبير الصحيفة.

ووفق الصحيفة العبرية فإنّ “حزب الله يعمل باستمرار على تحسين قدراته التقنية، كما يتضح من انتقاله إلى شبكات الألياف البصرية الأسرع التي يمكن أن تعزز قدرة المجموعة على تدفق البيانات وتوفر دفعاً أكثر قوة ضد قدرات الحرب الإلكترونية “الإسرائيلية”. ولم يمنع حزب الله الوحدات “الإسرائيلية” من التشويش على شبكاته جنوب نهر الليطاني في حرب تموز/يوليو 2006 فحسب، بل أفادت التقارير بأن لديه أجهزة للتشويش على الرادار “الإسرائيلي” وأنظمة الاتصالات”.

وتوقفت الصحيفة عند استخدام حزب الله لشبكات هاتفية مغلقة، قائلة “لأسباب أمنية تشغيلية، انتقل حزب الله إلى هذه الشبكات. أثناء القتال في بلدة القصير السورية في عام 2013، أظهر حزب الله مرة أخرى ميله لأمن العمليات من خلال وضع نظام معقد يسمح لمقاتليه بالتحدث بحرية عبر الاتصالات اللاسلكية المفتوحة دون أن يكونوا قلقين للغاية بشأن اعتراض المكالمات”.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول” لقد كان حزب الله واقعاً حياً منذ أوائل الثمانينات. ونظراً لقدرته المثيرة للانطباع على العمل في بيئة المعلومات، من المرجح أن يظل المجموعة “المسلحة” الأكثر هيمنة وقدرة في الشرق الأوسط على مدى عقود قادمة”.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com