بارزاني: وقت المطالبة بتأجيل الاستفتاء انتهى ولست ذلك الشخص الذي يخذل شعبه
دعا رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، اليوم الجمعة، 22 أيلول، 2017، شعب كوردستان إلى التوجه لصناديق الاقتراع يوم الإثنين المقبل، للمشاركة في استفتاء استقلال كوردستان، مضيفاً: “لقد نفذ وقت المطالبة بتأجيل الاستفتاء ولست ذلك الشخص الذي يخذل شعبه”.
وقال البارزاني في كلمة ألقاها خلال مشاركته في مهرجان عاصمة كوردستان لدعم الاستقلال والذي أقيم في ملعب فرانسو حريري بأربيل “أقدم شكري اللا محدود لكم وأوجه من هنا التحايا لأرواح الشهداء وأربيل ستبقى كما عهدناها دائماً”، مضيفاً: “تجمعنا هنا لنقول بصوت واحد نعم للاستقلال وكل التضحيات تهون من أجله”.
وتابع: “بعد عام 2003 اعتقدنا أن هناك فرصة لعراق جديد بعد كل الظلم الذي تعرض له شعب كوردستان لكن للأسف تبين لنا بعد فترة قصيرة أن أغلبية السياسيين الموجودين في بغداد ينتهجون ذات ممارسات النظام السابق وتوصلنا منذ سنوات لقناعة بعدم امكانية البقاء مع بغداد”.
ورداً على من يدعي عدم دستورية استفتاء الاستقلال أشار البارزاني إلى المادة الأولى من دستور جمهورية العراق لعام 2005 والتي تنص على أن “جمهورية العراق دولةٌ اتحادية.. وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق”، لافتاً إلى انتهاك الدستور العراقي عدة مرات من قبل الحكومة المركزية يعني حق شعب كوردستان في تقرير مصيره.
ومضى بالقول إن “قرار الاستفتاء اتخذ قبل 7 حزيران لكنهم كانوا يظنون أنه مجرد ورقة ضغط أو مخرج للخلاص من الأزمات الداخلية وعوّلوا على انقسام كوردستان لكن الاستفتاء خرج عن كونه قرار حزب أو جهة واحدة”، مشيراً إلى أن بغداد عمدت إلى التهديد بعد الإعلان عن الاستفتاء دون محاولة تصحيح سياساتها الخاطئة.
ولفت رئيس إقليم كوردستان إلى أنه: “تساءلتُ كثيراً عن سبب محاولات منع الاستفتاء ولا جواب على ذلك سوى الرغبة بكسر إرادة وكرامة شعب كوردستان”، مبيناً أن “لقد انتهى وقت المطالبة بتأجيل الاستفتاء ولست ذلك الشخص الذي يخذل شعبه”.
وبشأن الحوار مع بغداد قال البارزاني: “مستعدون للتحاور بشأن كافة المسائل بعد 25 أيلول لكن قبول طرح العودة للخط الأخضر غير وارد أبداً”، موضحاً أن “معاناة شعبنا عميقة جداً ومنذ تأسيس الدولة العراقية ونحن نطالب بالشراكة لكن ما حصل هو قصفنا بالكيمياوي وتعرضنا للانفال، وكوردستان تعرضت لهجمات الأعداء عدة مرات في الماضي لكنها لم تسمح للأعداء بأن يبقوا فيها مطمئنين”.
وحول الحرب على داعش قال: “أتحدى وجود أي قوة كانت تستطيع تحدي داعش مثل البيشمركة بالأسلحة التي كانت تمتلكها”، مبيناً أنه “منذ بدء الحرب على داعش استشهد 1789 مقاتلاً من أبطال البيشمركة ولكن حتى في الحرب الطاحنة مع التنظيم كانت بغداد لا تسمح بإيصال طلقة واحدة للبيشمركة دون المرور بها”.
وروى رئيس إقليم كوردستان ما دار بينه وبين الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش في قاعدة عين الأسد قبل عدة سنوات بالقول: “في أحد لقاءاتي مع بوش شبه كوردستان بتكساس وقال إنها كلاها تتمتع بالنفط وبالذكاء لأنها ترى أنه من مصلحتها البقاء مع واشنطن وبغداد، فقلت له: لو تعرضت تكساس لما تعرضنا له على يد بغداد لما بقيت مع واشنطن دقيقة واحدة”.
ورداً على القرار الذي أصدره مجلس الأمن رفضاً للاستفتاء بزعم أنه يؤثر سلباً على الحرب ضد الإرهاب ويعيق عودة النازحين إلى منازلهم، قال البارزاني: “أقول لمجلس الأمن إننا سنكون أكثر إصراراً على محاربة داعش”، مضيفاً: “نحن نرحب بالنازحين فهم ضيوف أعزاء لدينا ومشاكل عودتهم ترتبط بمناطقهم وليس بنا”.
ووجه البارزاني كلمة إلى تركيا بعد التصريحات المناوئة للاستفتاء والتي أطلقها مسؤولون أتراك خلال الفترة الماضية بالقول: “لماذا تخاطبوننا بلغة التهديد؟ ألم تكفِ السنوات الـ25 الماضية لإقناعكم بأننا عامل استقرار وأمن؟!”.
وتابع: “أقول للجهات المهددة هذه 100 مئة سنة وأنتم تفرضون العقوبات على كوردستان ألم تشبعوا من معاقبة شعبنا؟!”، لافتاً إلى أنه “إذا شئتم أن تعاقبوا أحداً فتعالوا وافرضوا العقوبات علي شخصياً لا على شعب كوردستان”.
واختتم كلمته قائلاً: “في 25 أيلول توجهوا إلى صناديق الاقتراع وقولوا نعم للاستقلال، دعونا نعبر عن رأينا في الاستفتاء ولنتعرض لعمليات أنفال أخرى”، مبيناً: “أردّ على من يقول إن المضي في إجراء الاستفتاء مجازفة إن المجازفة الأكبر هي السماح للآخرين بالتحكم في مصيرنا”.