مفكر أردني: مسعى مسعود بارزاني سيكون كارثياً على الأكراد
أعرب الكاتب والمفكر الأردني، عوني فرسخ، عن رأيه بأنه لا يمكن اعتبار كردستان العراق بمثابة “إسرائيل جديدة” في المنطقة، لكنه يرى أنها “مجرد مستعمرة إسرائيلية مآلها أن توظف في خدمة الولايات المتحدة وأدواتها الإسرائيلية”، وأن مسعى رئيس الإقليم مسعود بارزاني سيكون “كارثيا على الأكراد”.
وقال فرسخ في محاضرة له، يوم الثلاثاء، حملت عنوان “المسألة الكردية”: “ليس صحيحا أن دويلة كردستان العراق بمثابة إسرائيل جديدة في الإقليم كما يقول بذلك كثيرون، وإنما هي مجرد مستعمرة إسرائيلية مآلها أن توظف في خدمة الولايات المتحدة وأدواتها الإسرائيلية”.
وأوضح خلال محاضرته التي انعقدت في المنتدى العربي، أنه “ليس للدويلة الكردية إمكانيات وقدرات وأهمية إسرائيل ومكانتها الدولية، ولم تكن موضوع حرص الإدارة الأميركية، وإنه لمن دواعي خداع الذات الظن بأن إسرائيل قادرة على حماية الدويلة الكردية”، وذلك في ضوء أنها باتت “محكومة بالرعب المتبادل في شمالها وجنوبها”.
لذا فإن فرسخ يرى بأنه وعند “إحكام الحصار الإقليمي حول كردستان العراق، وبالذات الحصار التركي ومنعها من تصدير ما تستولي عليه من نفط العراق”، فإن ذلك سيسهم في “خنقها اقتصاديا، وسيدفع باتجاه تفاقم حدة تناقضاتها الداخلية”، الأمر الذي سيؤدي إلى “تفجرها من الداخل”.
ومن هذا المنطلق يرى أن “مسعى مسعود بارزاني سيكون كارثيا على الأكراد بمثل ما آلت إليه كل حالات التمرد الكردية السابقة”.
واستعرض في محاضرته حالات التمرد الكردية، التي “كان يتم استغلالها من قبل الاستعمار بهدف تحقيق أهدافه، وعندما تنتهي حاجة الاستعمار من الأكراد فإن قادته يبدأون بتقليص نفوذ زعماء الأكراد”، ويتمثل لذلك لحالة تمرد كردية بدأت “في مطلع القرن العشرين عند استغلال بريطانيا فكرة تأسيس دولة كردية تتولى حمايتها لتحقيق أهداف عدة”، أولها “المساعدة في دفع النفوذ البريطاني شمالا إلى المنطقة الاستراتيجية على الحدود مع القوقاز”، والثانية “إبقاء القضية الكردية احتياطا تكتيكيا توظفه عندما تنشأ إشكالات مع كل من بغداد وطهران”، والهدف الثالث “إبعاد التغلغل الأجنبي الروسي والألماني”، لكن وعندما تراجعت أهمية الزعيم الكردي حينها “عند صناع القرار البريطاني بدأوا بتقليص نفوذه”.
وأشار فرسخ إلى أن “الأكراد في العراق كما في سوريا، جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني، ومواطنون لهم، كبقية مواطنيهم كامل حقوق المواطنة”. وأضاف أن “الثابت تاريخياً أن علاقات العرب والأكراد في العراق اتسمت بقدر كبير من الإيجابية حتى نهاية العهد العثماني، وليس في تاريخ الطرفين حينها أثر لصراع عرقي أو قومي”.