معصوم : يجب اللجوء إلى الحكمة في حل ازمة استفتاء كردستان ويدعو الى الحوار
دعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، السبت، إلى الشروع بوضع حلول “عاجلة ومقنعة” لتجاوز الأزمة الراهنة في المناطق المتنازع عليها، ووقف “التهديدات” العسكرية و”الاعتداءات”، مؤكدا ضرورة اللجوء لحوار يحقق “تفاهما عميقا” ويضمن وحدة وسيادة العراق.
وقال معصوم في كلمة ألقاها خلال حفل أقيم اليوم في بغداد بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس المجلس الأعلى الإسلامي ، “لا بد أن اشدد بهذه المناسبة على الأهمية المطلقة للحوار لدرء مخاطر التفرقة والتشظي والاحتراب ولاسيما في هذه الفترة الاستثنائية الخطورة، والمقترنة باندلاع خلافات عميقة وأبرزها الأزمة الناتجة عن استفتاء الشهر الماضي في إقليم كردستان”.
وأضاف معصوم “لقد حرص الرئيس الراحل مام جلال دائما على استذكار مقولة شهيد المحراب الشهيرة “نعم للاختلاف وكلا للخلاف”، معتبرا أنها تقتضي من جميع الأطراف التصارح كأساس للتصالح، والاتفاق الثابت على الالتزام بالدستور كمرجعية جامعة وحامية للتفاهمات والاتفاقات والمبادرات، كما أنها ضامنة للقدرة على بناء وطن للجميع بدون تمييز، وعلى تفعيل مكاسب التعددية في إطار الوحدة العراقية، بما تتضمنه من تجسيد للمعاني الديمقراطية، وبما تتيحه من تنوع في الأفكار والطموحات والرؤى دون الحض على التشاحن والتلاسن والفرقة”.
وتابع أن “هذه المبادئ تحتفظ بأهميتها الحيوية وبقوة مضاعفة اليوم، بينما نحن نمر بمرحلة شديدة الحساسية والتعقيد، فالاستمرار في الحوار بين الأطراف المختلفة وتكثيفَه والحرص على الوصول إلى تفاهمات حقيقية على اساس الالتزام التام بالدستور تهدف الى حماية حقوق الجميع دون استثناء واحترامهم كشركاء متساوين في الوطن وفي بناء المستقبل لا الى تحجيمهم أو تركيعهم بأي شكل كان، هو الضمان الفعلي الوحيد للتوصل الى حلول ملموسة وعاجلة تكفُل تجاوز هذه الازمة، والتوجه للعمل معا على تحقيق الاهداف المشتركة، ومعالجة النواقص والاخطاء، مهما كانت شدة الاختلاف في وجهات النظر والمواقف”.
وأشار معصوم إلى أن “هذا التوجه يستوجب الشروع فورا بوضع حلول عاجلة وعادلة ومقنعة للجميع تهدف الى تجاوز الازمة الراهنة في المناطق المتنازع عليها لاسيما وقف التهديدات العسكرية وحفظ حياة المدنيين وإيقاف التجاوزات والاعتداءات وطمأنة المواطنين بالحرص على حمايتهم ورعايتهم على وجه المساواة مع كافة العراقيين دون أدنى انتقاص من حقوقهم الدستورية وكرامتهم”.
وأردف قائلا: “لنمنح الحوار كل فرصة وطاقة من أجل تفاهم عميق يؤدي إلى ضمن ازدهار وانتصار العراق ووحدته وسيادته، واننا على ثقة تامة بقدرة شعبنا على تجاوز هذه الازمة والخروج منها اقوى شكيمة واعمق وحدة واشد عزما على المضي قدما لمعالجة مشاكله الحالية وتطوير نظامه السياسي الديمقراطي وحماية دستوره وبناء مستقبله المشرق، وهو ما ندعو كافة ابناء شعبنا الى العمل من اجله”.