تيلرسون يرعى في الرياض تقاربآ سعوديآ عراقيآ
يرعى وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، في الرياض، اليوم، اجتماعا تاريخيا لتحسين العلاقات بين مسؤولين من السعودية والعراق، في مسعى من واشنطن لشد أزر وتعاضد حلفائها في المنطقة.
ووصل تيلرسون السبت إلى قاعدة الملك سلمان الجوية في السعودية، بعد نحو أسبوع من كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استراتيجية لاحتواء إيران وإجبار حكومتها على سد ما سماه ثغرات في الاتفاق متعدد الأطراف الذي أبرم في العام 2015 بهدف منع إيران من تطوير أسلحة نووية.
وكان الاجتماع الرسمي الوحيد المقرر لتيلرسون، أمس السبت، هو عشاء عمل مع وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أي أن زيارته ليست مخصصة للقاء مسؤولين سعوديين فقط.
ووصل تيلرسون إلى السعودية في مستهل جولة تستمر 6 أيام، وتشمل قطر وباكستان والهند وسويسرا.
وتتزامن زيارة الوزير الأمريكي للمملكة مع إجراء العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، يوم السبت، محادثات مع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في مدينة الدرعية بضواحي الرياض الغربية.
وقالت وكالة “واس” السعودية الرسمية إن الملك سلمان أقام مأدبة عشاء تكريما للعبادي في إطار مراسم الاستقبال، الذي جرى في قصر العوجا بالدرعية، وذلك دون ذكر أي تفاصيل عن مضمون اللقاء.
ومن المقرر أن يحضر تيلرسون اليوم الأحد الجلسة الافتتاحية لمجلس التنسيق السعودي العراقي وهو مجلس روجت له إدارة ترامب لتعزيز العلاقات بين السعودية، المنافس الرئيسي الإقليمي لإيران، والعراق الذي ترتبط حكومته بعلاقات وثيقة مع طهران.
ومن المقرر أن يهيمن تنامي النفوذ الإقليمي لإيران على أجندة محادثات تيلرسون في السعودية وقطر.
وتتفق واشنطن والرياض على أن إيران تدعم جماعة الحوثي في اليمن، في مواجهة القوات الموالية للحكومة، والتي يدعمها تحالف عسكري تقوده السعودية وتدعمه الولايات المتحدة. ومن المتوقع أيضا أن تتصدر الحرب الأهلية الطاحنة في اليمن أجندة تيلرسون.
وقد ساعدت الفصائل التي تدعمها إيران في توجيه دفة الحرب الأهلية في سوريا لصالح الحكومة. ولعبت تلك الفصائل أدوارا بارزة فيما يتعلق بمعركة العراق لاستعادة معقل تنظيم “داعش” في العراق.
وقبل أيام ساعدت هذه الفصائل كذلك، قوات الأمن العراقية على استعادة مدينة كركوك الغنية بالنفط في شمال البلاد، في إطار جهود لإنهاء مسعى الأقلية الكردية للاستقلال.
ومن المتوقع أيضا أن يناقش تيلرسون خلال زيارته إمكانية تجديد مسعى لإنهاء المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية لقطر من جانب السعودية وعدد من الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة رغم اعترافه بأنه غير متفائل.
وفي مقابلة مع بلومبرغ، يوم الخميس، انتقد تيلرسون السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بسبب عدم إحراز تقدم فيما يتعلق بإنهاء الأزمة التي بدأت قبل 4 شهور.
وتتهم السعودية وحلفاؤها قطر بدعم جماعات إسلامية متشددة والتقارب مع إيران على حساب المنطقة. وتنفي الدوحة تلك الاتهامات.
وقال تيلرسون، الذي كون علاقات وثيقة مع دول الخليج عندما كان رئيسا تنفيذيا لشركة إكسون موبيل النفطية: “الأمر يعود إلى زعماء الدول الأربع فيما يتعلق بتحديد متى يريدون التحدث مع قطر لأن قطر كانت واضحة للغاية باستعدادها لذلك”.