موقع أمريكي يكشف تفاصيل صفقة بن سلمان وواشنطن قبيل حملة الاعتقالات الاخيرة بالسعودية
تتابع وسائل إعلام عالمية، الحملة التي أطلقتها السلطات السعودية والتي طالت رجال أعمال سعوديين رفيعي المستوى وشخصيات إعلامية وأفراداً من العائلة المالكة.
وذكر موقع “إنترسبت” الأميركي، في تقرير له، أنه مهما كان التفسير الرسمي للاعتقالات الأخيرة للأمراء السعوديين ورجال الأعمال، فإن ما حدث تتم قراءته في جميع أنحاء العالم باعتباره انتزاعاً للسلطة من قبل ولي العهد في المملكة.
وقال الموقع إن هذا التحرك يمثل لحظة حساب لمصلحة واشنطن، التي دخلت في صفقة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، حيث أفاد بانه كان مقررا بان تقوم الإمارات والسعودية بضخ ملايين الدولارات في واشنطن، بينما تتحدث الأخيرة عن “الإصلاح”، وستدّعي واشنطن بأنها تتفهم ذلك، كما حظيت سياسات ولي العهد ببعض الثناء من الإدارة الأميركية، مثل الانفتاح على قيادة المرأة للسيارة.
وأضاف الموقع أنه “في الوقت نفسه، فإن بن سلمان اتبع سياسة إقليمية متهورة وخطيرة، شملت زيادة التوتر مع إيران وحرباً كارثية على اليمن، وحصاراً على قطر، وكانت تلك السياسات الإقليمية كوارث بالنسبة للملايين الذين عانوا من العواقب، بما في ذلك الشعب الجائع في اليمن، فضلاً عن السعودية”.
كما واجهت التفاؤلات حول الإصلاح تحدياً بسبب الاعتقالات الجماعية الأخيرة لعلماء ودعاة في المملكة، وقمع أي شخص ينتقد، ولو من بعيد، سياسة ولي العهد.
وأشار الموقع الأميركي إلى ان “عملية التطهير الأخيرة، جاءت بعد أيام قليلة من زيارة مستشار البيت الأبيض غاريد كوشنر، إلى الرياض وبعد ساعات فقط من تغريدة غريبة من ترمب”.
وتابع انه “بغض النظر عن الجدل حول ما يفعله بن سلمان، فإن ما حدث يؤكد محاولته توطيد سلطته، وهو ما بات واضحاً جداً، وهذا يضع واشنطن في وضع صعب، لأنها تعتمد بشكل كبير على إتمام السعودية والإمارات للصفقة”.
واوضح انه على مدار العامين الماضيين، أدخل السفير الإماراتي في واشنطن، ولي العهد السعودي إلى واشنطن، وقدم تأكيدات بالتزامه بتحديث وإصلاح المملكة، وفقاً لما قاله الأشخاص الذين تحدثوا معه، مؤكداً ذلك برسائل البريد الإلكتروني التي تسرّبت من قبل مجموعة التسريبات العالمية، كما استأجرت السعودية مؤخراً شركة العلاقات العامة في الإمارات، وهي مجموعة هاربور.
وختم الموقع تقريره بالقول ان “ولي عهد الإمارات، والسفير الاماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، اعترفا منذ فترة طويلة بمعاداة الأمير محمد بن نايف، الذي كان في طريق الصعود للعرش السعودي، ووصل الأمر إلى حد أن يطلق عليه علناً اسم قرد”. ورأى محمد بن زايد والعتيبة، أن “محمد بن سلمان هو الطريق الوحيد لإخراج بن نايف عن السيطرة، وأن يمارسا السيطرة على البلد الأكبر من خلال رفع الأمير الصغير”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز”، أشارت في وقت سابق، إلى ان “حملة الاعتقالات الواسعة هي الخطوة الأخيرة لتعزيز سلطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الابن المفضل والمستشار الأول للملك سلمان”، وأضافت أن “الملك قرر تشكيل لجنة جديدة لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد، قبل ساعات فقط من أمر اللجنة بحملة الاعتقالات”.