أخطر داعشي يروي عشرات العمليات أبرزها تفجير “اكبر” الأسواق بالعراق
يُصنّف الإرهابي المكنى “أبو آمنة” أحد أخطر الإرهابيين في ما يسمى بـ”ولاية بغداد” حيث شغل منصب “أمير قاطع ابو غريب” وكوّن مفرزتين للقيام بالعمليات الإرهابية.
قام بالعديد من العمليات الإجرامية أبرزها استهداف سوق الشورجة وعمليات قتل للمواطنين واستهداف للسيطرات العسكرية في مناطق أبو غريب وبقية أنحاء العاصمة، كما عمل على تطوير العبوات الناسفة حتى تمكن من تصنيع عبوة من مادة “الكلور” كانت معدة لاستهداف إحدى مناطق العاصمة بغداد.
يشير الإرهابي المكنى “أبو آمنة” خلال اعترافاته أمام قاضي محكمة التحقيق المركزية: “اعتقلت لمدة عام واحد لدى القوات الأميركية وبعد خروجي من السجن التقيت بأحد الأشخاص والذي عن طريقه انتميت لتنظيم داعش”.
ويقول “كنت أسكن قضاء أبو غريب حتى انتقلت إلى الفلوجة بعد سقوط الموصل لأردّد البيعة إلى المدعو (ابو عبد الله) الذي يشغل منصب الحاكم الشرعي لمناطق الفلوجة والكرمة والسجر وهناك انتميت إلى التنظيم فعلياً ومارست العمل الإرهابي”.
ويوضح أبو آمنة “بعد ذلك طلب منى مسؤول قاطع أبو غريب الرجوع والعمل ضمن القاطع وبعدها رجعت الى المدينة والتقيت بأفراد مفرزتي حيث عملنا على تقسيم ابو غريب إلى عدة قواطع للعمل”، مشيراً إلى أن “أفراد المفرزة الذين يعلمون معي يجهلون اسمي وأي شيء عني سوى الكنية التي عرفت بها”، مؤكداً “إني كنت أتنقل بواسطة هوية أحوال مدنية مزورة تحمل اسم شقيقي”.
وعن الأعمال الإرهابية التي نفذها، اضاف أبو آمنة “بدأنا العمل في قاطع أبو غريب ونفذنا العديد من العمليات وأصبحت الأسلحة والمعدات تصل إلينا عن طريق الفلوجة والكرمة بواسطة أشخاص يحملونها سيراً على الأقدام مروراً بطرق نيسمية”.
ونوه إلى أن “احد قيادات التنظيم بدأ بإرسال أرقام هواتف لي تعود لأشخاص يرغبون بالانضمام للتنظيم وممارسة العمل لغرض اللقاء بهم لتقييم مدى صلاحيتهم للعمل”.
ويذكر الإرهابي أن “القوات الأمنية ألقت القبض على افراد مفرزتي السابقة التي كانت تعمل معي والمكونة من 4 أشخاص لكني استطعت الهرب وبدأت بالتنقل حتى أني لم استقر أو اسكن في منزل”.
ويستطرد ابو امنة “اتخذت من الأنهار (المبازل) ملاذاً لي أنام فيها ليلاً واستيقظ صباحا لمزاولة العمل في الأيام الاعتيادية في حال عدم وجود توقيت لتنفيذ عملية”، مؤكداً انه لم يلتق بأفراد عائلته منذ أربع سنوات وليس لديهم علم بما يقوم به لكنهم يعلمون فقط بأنه مطلوب للقوات الأمنية.
وعن الاحتياطات التي كان يقوم بها الارهابي خشية ملاحقته والقبض عليه أجاب “كنا نستخدم برنامج التواصل (التيليغرام) لأجل التواصل فيما بيننا كونه متعارفا عليه بين افراد التنظيم من الصعب اختراقه فضلاً عن أني لم اقم بالاتصال بواسطة الموبايل إلا عند الضرورة القصوى خوفاً من التعرف علي وملاحقتي وكذلك حرصت على عدم التقاط الصور حتى ان الأجهزة الامنية بحثت عن صوري ولم تحصل على أي شيء”.
ويسهب الإرهابي أبو آمنة في الحديث عن ابرز العمليات الإرهابية التي نفذها وأفراد مفرزتيه ولعل أبرزها “استهداف سوق الشورجة في بغداد بواسطة زرع عبوة ناسفة أسفل أحد الأكشاك وتفجيرها عن بعد”، فيما يذكر عملية أخرى تتعلق بـ”بهجوم مزدوج لنقاط تابعة للجيش العراقي في أبو غريب بالاتفاق مع مفرزة اخرى عن طريق المراسلة بالهاتف وتحديد وقت واحد للهجوم وبالفعل تم تنفيذ العملية”.
ويروي أبو آمنة تفاصيل عملية أخرى “قمنا باستهداف منزلين يعودان لمواطنين في أبو غريب”، حيث أفاد بأن “اوامر صدرت بضرورة تصفية من في هذه المنازل بتهمة التعاون مع القوات الامنية وبالفعل تم تحديد موعد الهجوم وتم قتل 4 فتيات ضمن العملية”.
وينوه الإرهابي إلى أن “أوامر صدرت بتشكيل مفرزة أخرى في منطقة حي الجامعة لتوسعة نطاق العمليات وتم تكليفي لاختبار أعضاء هذه المفرزة وبالفعل زودتهم بعبوات ناسفة وأسلحة بغية تنفيذ عمليات في بغداد”، مشيراً إلى أن “من بين هذه العمليات التي تم تنفيذها استهداف دورية للشرطة في منطقة الغزالية بعبوة ناسفة موضوعة داخل كرة للقدم تم رميها على الدورية من فوق الجسر الذي كانت أسفله”، ويضيف أن “المفرزة نفذت أيضاً عملية تفجير عبوة ناسفة داخل حافلة لنقل الركاب في منطقة ساحة عدن في بغداد”.
وعن تقسيم المناطق إلى قواطع بحسب المفارز الإرهابية يقول إن “توجيهات صدرت من احد القيادات بضرورة تقسيم المناطق، وان نستخدم رموزا أو الغازا أثناء تواصلنا وكذلك الأسلحة والعبوات يرمز لها برموز أو الغاز معينة مثلا صندوق طماطة يعني عبوة ناسفة وكذلك الحال مع بقية الأسلحة”.
وتحدث أمير قاطع أبو غريب عن عملية انتحارية كان مخططا لها لكنها فشلت، يقول “اتصل بي أحد قيادات التنظيم واخبرني بأنه أرسل لي انتحاريين اثنين بغية إيصالهم إلى الطريق السريع (بغداد ـ حلة) لكني تعذرت لصعوبة إيصالهم”، متابعاً “أرجعت الانتحاريين وأخذت الأحزمة الناسفة وتم تحويلها إلى عبوات ناسفة واستهدفنا بها دوريات تابعة للجيش العراقي”.
وعن العملية التي كان مخططا لها لاستهداف المواطنين بمادة الكلور، أوضح الإرهابي “تم تزويدي بجهاز هارد يوجد فيه تفاصيل وإجراءات صنع العبوات الناسفة من قبل احد أفراد التنظيم بغية التعلم على كيفية صناعتها”، ويضيف “بالفعل بدأت بصناعة العبوات حتى صدر توجيه من احد القيادات بضرورة تطوير العمل وتنفيذ عملية اكبر حتى وقع الاختيار على صنع عبوة من مادة الكلور”.
واردف قائلا “تم ارسال خطوات صناعتها عن طريق برنامج التليغرام فذهبت بعدها الى الكرادة واشتريت مسحوق الكلور ومواد أخرى تخلط معه وصنعت عبوة صغيرة على سبيل التجربة وفعلا تم تجربتها في منطقة ريفية ضمن مناطق ابو غريب وكانت النتيجة غير مرضية”.
وأضاف “بعد مراسلات مع خبير في التنظيم قمت بصناعة عبوة اكبر وبكميات أكبر وكنا نخطط لاستهداف إحدى مناطق بغداد وتم تحديد موعد لتنفيذ العملية”، لكن الإرهابي يستدرك بأن “قوة من استخبارات لواء 24 الجيش العراقي ألقت القبض علي وأفراد مفرزتي بكمين اعد لنا خلا تجمعنا في احد الأماكن”.