نصر الله: الحريري محتجز في السعودية وممنوع من العودة إلى لبنان
لفت الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في كلمة له في ذكرى أربعين الإمام الحسين ويوم شهيد “حزب الله”، إلى “أنّنا نلتقي في هذه المناسبة في اليوم الّذي أفتتح فيه أحمد قصير عصر الإستشهاديين، ليبدأ عصر جديد من المقاومة والجهاد، وهو أمير الإستشهاديين وأمير في الفداء والعطاء والبذل والجود بالنفس، من أجل عزّة وكرامة لبنان وشعب لبنان وكلّ الأمة”، مشيراً إلى “أنّنا نجحنا في تحرير أرضنا وإيجاد قوة ردع من الأطماع الإسرائيلية والتهديدات الإسرائيلية، واستطعنا أن نحافظ على أمننا واستقرارنا، واليوم نساهم في إجهاز أعظم مؤامرة على شعوب المنطقة ودول المنطقة وعلى الدين الإسلامي والقيم الأخلاقية الّتي جسّدها تنظيم “داعش” الوهابي الّذي صنعته الإدارة الأميركية والسعودية، وهي تلفذ أنفاسها الأخيرة اليوم”.
وركّز السيد نصرالله، على أنّ “ما لدينا في لبنان من كرامة وعزّة وقوّة وقدرة، هو ببركة كلّ الشهداء في كلّ حركات وفصائل المقاومة وشهداء الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والشهداء من الشعب”، مركّزاً على مؤتمنون على إرث هؤلاء الشهداء ومسؤوليّتنا مسؤوليّة الجميع لأنّ عطائهم كان للجميع وليس للحزب أو لطائفة أو لمنطقة جغرافيّة معيّنة، بل كان لكلّ اللبنانيين دفاعاً عن كلّ لبنان وعن الأمة”.
ونوّه إلى أنّ “منذ يوم السبت الماضي، تمّ إدخال لبنان في أزمة سياسيّة ووضع لبنان أمام مرحلة جديدة ومهمّة، وخطورتها تتوقّف على كيفيّة تصرّف اللبنانيين، ونسمع تهديدات وتهويلات من هنا وهناك”، مبيّناً أنّ “خلال سنة، دخل لبنان في حالة استقرار سياسي وكان لدينا حالة جيّدة حيث تم إنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية بدأت العمل بشكل فعّال وجاد، وتمّ تفعيل عمل مجلس النواب ووضع قانون للإنتخابات وإقرار موازنة وتعيينات عسكرية وأمنية وإدارية وقضائية، وكان هناك حوار بين القوى السياسية بعد سنوات من الخصومة، وكان لدينا أمن واستقرار لا مثيل له في العالم”، مذكّراً “أنّني في السابق قلت إنّ لبنان أكثر أمناً من أميركا، وما يحصل في أميركا منذ ذلك الحين إلى اليوم يؤكّد ذلك”.
وأشار نصرالله، إلى أنّ “هناك أيضاً حالة من الهدوء النفسي عند الشعب اللبناني، لكن هذا لا يعني أنّ ليس لدينا مشاكل، ورئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري بنفسه، كان يتحدّث عن حركة مطار بيروت الّتي تعكس حالة الأمن والإستقرار الّتي عرفها لبنان في هذه السنة”، مؤكّداً أنّ “المشهد الإيجابي للبلد يعود الفضل فيه لتعاون كلّ القوى السياسية والتنازلات الّتي قدّمها الجميع وتوّج هذا العام بتحرير الجرود عند الحدود الشرقية”.
وبيّن أنّ “في ظلّ هذا الوضع الجيّد والطيّب والمعقول، وفي ظلّ النوايا الحسنة عند مختلف القوى السياسيّة لمواصلة العمل في الحكومة حتّى موعد الإنتخابات النيابية، قامت السعودية على عجل باستدعاء رئيس الحكومة بلا معاونيه، وأُجبر على تقديم الإستقالة وعلى قراءة البيان الّذي كتبته هم، وتمّ وضع لبنان أمام مرحلة جديدة وبدأت مجموعة من التصاريح السعودية وصولاً إلى ما نشهده اليوم”.
في ظل هذا الوضع الجيد والطيب والمعقول وفي ظل النوايا الحسنة عند مختلف القوى السياسية لمواصلة العمل في الحكومة حتى موعد الإنتخابات النيابية قامت السعودية على عجل باستدعاء رئيس الحكومة وتطلب بلا معاونيه ويجبر على تقديم الإستقالة وعلى قراءة البيان الذي كتبه هم وتم وضع لبنان أمام مرحلة جديدة وبدأت مجموعة من التصاريع السعودية وصولاً إلى ما نشهده اليوم”.
وأكّد أنّ “ما تقوم به السعودية تدخّل علني غير مسبوق لإجبار الحريري على الإستقالة، وجميع اللبنانيين باتوا على يقين من خلال المعلومات والمعطيات وكلّ العالم بات يعرف، حتّى وزارة الخارجية الأميركية تقول إنّها لم تكن تعلم”، مؤكّداً أنّ “الحريري محتجز في السعودية وممنوع من العودة إلى لبنان، وهناك محاولة لشطبه من زعامته لـ”تيار المستقبل”، وهذا أمر يجب التوقّف عنده ومحاولة فرض زعامة جديدة من دون استشارة “تيار المستقبل”، وهناك محاولة فرض رئيس حكومة جديد على رئيس الجمهورية واللبنانيين جميعاً”.
ولفت إلى أن “السعودية تعتقد أنّها تستطيع فرض رئيس حكومة جديدة على لبنان، وفي ما فعلته وتفعله تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، وعندما لا تجد استجابة تتّهم اللبانيين بالضعف والجبن، بالإضافة إلى تحريض الدول العربية والخليجية خاصّة لأخذ خطوات تصعيديّة ضدّ لبنان وسحب الرعايا، لكن الأخطر هو تحريض إسرائيل على ضرب لبنان”، موضحاً “أنّني لا أتحدّث عن تحليل، بل عن معلومات أنّ السعودية طلبت من إسرائيل ضرب لبنان واليوم هناك نقاش في الكيان الإسرائيلي حول هذا الموضوع”، مركّزاً على أنّ “من الواضح أنّ السعودية أعلنت الحرب على لبنان و”حزب الله” في لبنان، ويجب أن نفهم ما قيمة ما نحن فيه في لبنان، والسعودية تدعوكم لتدميره وإسقاطه وإلى أن تخربوا بيوتكم بأديكم”، متسائلاً “هل سيفعل اللبنانيون ذلك؟ وهل فعلا السعودية تريد مصلحة لبنان؟”