ألعاب إلكترونية قاتلة مصدرها مجهول تنتشر على الإنترنت
نتشر على شبكة الإنترنت في السنوات الأخيرة ألعاب إلكترونية تروج للتشويه والتعذيب والانتحار، تلحق بمستعمليها وفي مقدمتهم الأطفال أضرارا بالغة وصلت إلى حد الانتحار من خلال تعليمات افتراضية تؤثر بهم.
ذكرت صحيفة “الشروق” الجزائرية في تقرير لها حول هذه “الألعاب” القاتلة أن الجزائر كغيرها من الدول لم تسلم من الظاهرة، حيث انتحر الطفل عبد الرحمان البالغ من العمر 11 سنة بتعليمات افتراضية من “الحوت الأزرق”، وقائمة الضحايا لا تزال مفتوحة، حسب المختصين، إذا لم تٌسارع الدولة والمدرسة والعائلة إلى احتواء الظاهرة عبر قوانين وضوابط وحملات احترازية.
وأضافت الصحيفة أن الألعاب الخطيرة منتشرة بكثرة عبر الإنترنت، وأودت بحياة كثير من الشباب والمراهقين عبر العالم، والغريب أن من قوانين هذه الألعاب أن يستعملها المستخدِم منفردا، وكأنها تدفعه للموت دون أن ينقذه أحدا… وتتصدر القائمة لعبة “الحوت الأزرق” التي ظهرت عام 2015 من جهات مجهولة، وتسبّبت في حالات انتحار صادمة لما يفوق الـ 100 شخص عبر العالم. حيث تجبر لعبة “الحوت الأزرق” المستخدمين على مشاهدة أفلام الرعب لمدة 24 ساعة يومياً، وتدفعهم إلى تشويه أجسادهم باستخدام آلات حادّة، وتحثهم على الاستيقاظ في ساعات متقطعة من الليل وتصوير أنفسهم، بالإضافة الى تقطيع أجساد صغيرة من أجسادهم، وكلما قطع الطفل جزءا صغيرا وصور نفسه ينتقل إلى المرحلة الموالية حيث يتلقى تشجيعا وثناءا من القائمين على اللعبة ويوهمونه أنه بطل، وعند بلوغ اليوم الخمسين من ممارسة اللعبة، يٌقدم اللاعب على الانتحار فوراً.
ولعبة “الحوت الأزرق” تعتمد على غسل دماغ المراهقين الضعفاء لمدة تصل 50 يوما، فيأمرهم بعمل مهمات معينة مثل مشاهدة أفلام رعب، والاستيقاظ في ساعات غريبة من الليل، وإيذاء النفس، وبعد أن يتم استنفاد قواهم في النهاية، يتم أمرهم بالانتحار.
وتوجد أيضا لعبة ” البوكيمون” التي تسببت في حالات هوس وجنون ووفاة، أما لعبة “جنية النار” فتوهم الأطفال بتحويلهم إلى مخلوقات نارية خارقة، وتدعوهم إلى التواجد منفردين في الغرفة حتى لا يزول مفعول كلمات سحرية يرددونها، ومن ثم حرق أنفسهم بالغاز، ليتحولوا الى “جنية نار”، واللعبة مصممة بشكل يجذب الأطفال. ولعبة “مريم” المرعبة، ومضمونها وجود طفلة صغيرة تدعى “مريم” تاهت عن منزلها، والمشترك يساعدها للعودة إليه، وأثناءها تطرح عليه مجموعة أسئلة شخصية عن حياته وأخرى سياسية، وفى إحدى المراحل تطلب مريم التي تشبه الشبح، الدخول للغرفة لمقابلة والدها، وألعاب أخرى تشيد بالإرهاب، ومنها لعبة “آرما 3” التي تمجد “داعش”. وفقا للشروق.
وقالت الصحيفة أن الأولياء غير مبالين بإجراءات حماية الأطفال من الانترنت.
ونوهت الصحيفة أن خطر هذه الألعاب على المجتمع الجزائري سيكون أكبر في ظل انفتاح الانترنت، وأورت “إذا كانت هذا الألعاب نشرت الرعب في الدول المتطورة، رغم القيود التي تفرضها ومع التطور المذهل في المجال الرقمي، فكيف سيكون الحال بمجتمعنا، أين تعتبر الإنترنت عالما مفتوحا على كل المخاطر، لا رقيب ولا حسيب عليه، خاصة وأن المشاهد المرئية، تؤثر في ثقافة الطفل بنسبة 40 في المئة، حسب آخر الإحصائيات”.
وأكد المقال، “أن الجزائر سجلت عدة حالات إيذاء للنفس من أطفال ومراهقين أدمنوا الألعاب الالكترونية، ولم ينتبه أولياؤهم للأمر، ما صنّف هذه الظاهرة في خانة “المجهول” عندنا، وغيّب إحصائيات دقيقة حول الموضوع”.
ونقل المقال عن مختصون أن الألعاب الإلكترونية تصنع طفلا “بليدا وبارد العواطف وعنيفا”. حيث اعتبر مختص نفساني أن الألعاب الالكترونية العنيفة والمرعبة، التي يدمن عليها الأطفال، تقتل فيه “الأحاسيس والانفعالات” وتجعلهم يقبلون على إيذاء أجسادهم دون تفكير في العواقب، من دون نسيان أن دماغ الطفل يشبه الإسفنجة، كل ما يراه يمتصه ويشغله، فيقوم بتقليد كل ما يتلقاه من سلوكيات، خاصة من العالم الافتراضي وينقلها إلى واقعه الحقيقي، كما أن تعود الطفل على رؤية أدوات خطيرة وأسلحة في الألعاب الإكترونية، يجعل عقله الباطن يتقبلها، على غرار السكين والسيف والمسدس، ويقرر استعمالها من دون خوف منها. ونصح المتحدث بضرورة تربية الأولاد على المراقبة الذاتية وتحمل المسؤولية، لاسيما أن التطور التكنولوجي أزاح مراقبة الأولياء مقابل خروج الانترنت عن معناها التقليدي، فصارت ترافق الفرد في كل مكان، مع عدم التردد في اصطحاب الطفل المدمن على الألعاب الإلكترونية إلى مختص نفساني، لضمان تنشئة طفل سليم الشخصية