ولادة قوة إقليمية – دولية عملاقة .. كيف وأين ؟
المَشرق العَربيّ والإسلامي يَعيشُ هذهِ الأيام “صحوةً” غير مَسبوقةٍ، ويُبلور قياداتٍ جديدةٍ، تَعكف على إعادة ترتيب أوضاعه الداخليّة وفنائِه الخارجيّ، على أُسسٍ جديدةٍ، بمُساعدةٍ روسيّةٍ، ولإقامة سُدودٍ عاليةٍ في وَجْه التدخّلات الأمريكيّة والغَربيّة.
العالم – مقالات وتحليلات
قمّة سوتشي الثلاثيّة التي بَدأت أعمالها اليوم بحُضور السيد حسن روحاني، رئيس إيران، ونَظيره التركي، رجب طيب أردوغان، برعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هي العُنوان الأبرز لهذا التحوّل الجديد، ولا يستبعد أن تتطوّر إلى قِمَمٍ خُماسيّةٍ، تَضُم سورية والعراق في المُستقبل القريب.
إنّها قمّةٌ تأتي ردًّا قويًّا على مَشاريع التّقسيم والتّفتيت الأمريكيّة التي تَستند إلى “فِتنٍ طائفيّةٍ”، تُريد إغراق العالم الإسلامي في بُحورٍ من الدّماء، وبِما يَخدم المَصالح العِدائيّة الإسرائيليّة، ويَستنزف ثَروات المِنطقة وخَياراتها، وبِما يُؤدّي في نهاية المَطاف إلى عَرقلة نُموّها، وتَطوّرها، وامتلاكها أسباب القُوى الحقيقيّة.
اللّقاء الثّلاثي في سوتشي الذي جاء لإعلان نهاية الحَرب في سورية، وبعد ثلاثةِ أيّامٍ من قمّةٍ سوريّةٍ روسيّةٍ، سيُعيد تَرتيب أوضاع المِنطقة، وسيُؤسّس لقوّةٍ جبّارةٍ جديدةٍ، تَستند إلى لاعبين إقليميين كِبارًا، وتُخطّط لنَهضةٍ على الصّعد كافّة، العَسكريّة والاقتصاديّة والسياسيّة.
انعقاد اللّقاء، وفي مَوعدٍ استراتيجيٍّ على درجةٍ عاليةٍ من الأهميّة من حيث المَكان والتّوقيت، هو النّجاح الأكبر في حَد ذاته، أمّا ما يَتم التوصّل إليه من نتائجٍ فيظلُّ في خانة التّفاصيل.
نُبارك هذهِ القمّة الثلاثيّة، وكل ما يُمكن أن يَتلوها من قِمم لهذهِ المَنظومة الجديدة، مُحذّرين في الوَقت نَفسه من أن ضخامة أهميّتها وطُموحاتِها، سيُضاعف من حَجْم المُؤامرات ضِدها، أملاً في إجهاضها، وما أكثر المُتضرّرين منها، سواء في المِنطقة أو خارِجَها.