إسرائيل : بن سلمان لن ينجح من دوننا .. وهذا هو الدليل !! كاتب سوري يتحدث ..
يبدو أن ردود الفعل الإسرائيلية التي رحبت كثيراً بمؤتمر محمد بن سلمان في الرياض وبيانه الختامي بـتأسيس تحالف إسلامي «لمحاربة الإرهاب» يدل حقاً على أن إسرائيل ستدعم الأهداف الحقيقية لابن سلمان ودعوته هذه.
ففي مجلة «مركز القدس الإسرائيلي للشؤون العامة – JCPA» قال يوني بن مناحيم في 28 تشرين الثاني الجاري: «إن هذا التحالف لن يكون بمقدوره تحقيق أي نجاح ضد المنظمات التي يستهدفها وضد الدول الداعمة للإرهاب إلا إذا تعاون مع إسرائيل في هذا الموضوع»، وأفرد بن مناحيم، وهو أحد أهم المتابعين للشؤون العربية في هذا المركز وضابط سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية ومدير عام الإذاعة السابق، أهمية للدور الإسرائيلي حين أضاف أن «العمل الإسرائيلي مع قيادة هذا التحالف يجب أن يبدأ حتى لو جرى ذلك من خارج الدائرة» أي بشكل سري.
ورأى بن مناحيم أن هذا التحالف سيقدم لإسرائيل فرصة لتمتين العلاقة مع العائلة المالكة الحاكمة في السعودية لأنها بحاجة لإسرائيل، وقال: «إن إسرائيل لها تجربة عسكرية واستخباراتية في الحرب على الإرهاب الفلسطيني والعربي خلال سبعين سنة من وجودها، ويمكن للسعودية وقيادة حلفها، العمل مع إسرائيل دون أن ترى الأعين ما يجري، ودون إبلاغ الإعلام بالدور الإسرائيلي».
بن مناحيم في الحقيقة يكشف بعبارات واضحة أن إسرائيل التي كان رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو واثنان من وزراء الدفاع الإسرائيليان وعدد من قادة الجيش قد أعلنوا بمناسبات كثيرة خلال ست سنوات عن تقديمهم الدعم العسكري والاستخباراتي للمجموعات الإرهابية من داعش وجبهة النصرة أمام شاشات القنوات العربية والأجنبية، تريد الآن توظيف خبراتها هذه لشن جولة أخرى من الحرب على نفس من استهدفتهم هذه المجموعات.
فإسرائيل التي جمعت خبراتها العسكرية والاستخباراتية في مواجهة الجيشين السوري والمصري والمقاومة الفلسطينية واللبنانية، تطلب الآن من ابن سلمان أن تنضم إليه لكي تجابه نفس هذه القوى والأطراف باسم شعار ابن سلمان ضد الإرهاب، وهو نفس ما فعله الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش حين هدد سورية وإيران والمقاومة بعد احتلال العراق، لكن بوش لم يجرؤ على السماح لإسرائيل بالانضمام إلى الجيش الأميركي في احتلال العراق أو في أي مواجهة أعدها ضد سورية والمقاومة، فهل يستطيع ابن سلمان أن يفعل مع إسرائيل ما لم يفعله بوش والولايات المتحدة معها؟ وهل يتحمل ابن سلمان أن يعلن أن أعداء إسرائيل سيكونون نفس أعدائه؟ الى جانب ذلك، هل ما زالت داعش والنصرة وكل من كانت إسرائيل وغيرها من الدول العربية تقدم الدعم لها، قادرة على الاستمرار في الميدان لكي يقيم ابن سلمان مؤتمرا بالرياض لمحاربتها؟ أو أليست السعودية وعدد من الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من أعضاء هذا التحالف؟
يبدو أن إسرائيل تريد أن تضمن لها مع قيادة ابن سلمان، مقعداً سريا تنسق معه من خلاله في كل ما ترغب به ولا يعلم هو وغيره، أنه يتجاوز، إن سار في هذا الطريق، كل المحرمات العربية والإسلامية، وأن المستقبل سيثبت له أن إسرائيل التي هزمتها المقاومة اللبنانية وتتصدى لها سورية وإيران والفلسطينيين، لن تقدم له شيئاً، لأنها حتى لو وظفت دوراً سعوديا معها فلن يفيدها كثيراً وهي التي هزمت برغم الدعم الأميركي لها في أكثر من حرب ومواجهة ولذلك انخفض مستوى توظيفها عند الإدارة الأميركية.
إسرائيل في النهاية تدرك أن الأمة العربية ترى فيها عدوا، ولن يكون بمقدور أي ملك أو ولي عهد، تبرير التحالف مع إسرائيل أمام هذه الأمة، ولينظر ابن سلمان إلى حقيقة أن شعب مصر وشعب الأردن وشعب فلسطين مازال يندد بإسرائيل ويقاطعها ويحاربها على طريقته، رغم اتفاقات سلام علنية وقعها مسؤولون في هذه الدول معها.
تحسين الحلبي