واشنطن تزعم أن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل لن يؤثر على وضع جبل الهيكل !
أعلن متحدث باسم البيت الأبيض، أن بلاده ستواصل الاعتراف بالوضع الراهن في جبل الهيكل في القدس بالرغم من اعترافها بالمدينة عاصمة لإسرائيل، دون ذكر تفاصيل أخرى.
ويتهم ممثلون عن المجتمع المحلي العربي والإسلامي، إسرائيل بمحاولة السيطرة على جبل الهيكل، حيث تدعي وجود أطلال لمعابد يهودية قديمة دمرت وتم بناء المسجد الأقصى على أنقاضها. وأكد القادة الإسرائيليون بقاء الوضع الراهن، الذي يشير إلى أن الأماكن المقدسة تتبع لصناديق إسلامية خاصة بالإدارة الذاتية، والمسلمون وحدهم لهم حق الصلاة هناك، ولكن يسمح لممثلي الأديان الأخرى بزيارة هذه الأماكن بحرية.
وادعى ممثل البيت الأبيض في مؤتمر صحفي خاص “أن هذا الإعلان (أي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل) لا يغيّر السياسة الأمريكية بشأن قضية الحدود”، على الرغم من أن إسرائيل احتلت القدس عام 1967، أي أن الحدود التي تعترف بها الولايات المتحدة هي التي كانت قائمة قبل الاحتلال.
وزعم المسؤول الأمريكي، أنه ” ليس في هذا القرار ما يؤثر على التسوية النهائية للقضية والوضع والحدود والسيادة على القدس … لا تغيير في الوضع الراهن فيما يتعلق بالقدس فهي قضية حساسة للغاية … إننا نترك مجالا لإجراءات الفلسطينيين وللنهوض بعملية السلام”.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أبلغ رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بنيته نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس. وبحسب المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة “فإن الرئيس عباس حذر من العواقب الخطيرة لهذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.
ووفقا للمتحدث باسمه، أكد عباس الموقف التقليدي بأن الدولة الفلسطينية مستحيلة من دون القدس الشرقية.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الرئيس الأمريكي أبلغ قادة الدول العربية بأنه يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وكما كتبت الصحيفة، سيتم الإعلان رسميا عن ذلك اليوم الأربعاء. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، إن القرار سيتخذ وفقا للمصالح الأمريكية.
أما وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي، إسرائيل كاتز، فقد وصف القرار الأمريكي المحتمل بشأن القدس بالخطوة الأكثر عدلا والصحيحة تاريخيا.
من جهتها، حذرت رئيسة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيرينى من أن تغيير وضع المدينة قد يضر بالجهود الرامية إلى حل مشكلة الشرق الأوسط.
وكانت إسرائيل قد زعمت في وقت سابق أن القدس عاصمتها “الوحيدة وغير القابلة للتجزئة”، بما فيها مناطقها الشرقية ومركزها التاريخي، بعد أن احتلتها قبل نصف قرن من الأردن وضمتها لاحقا. لكن العالم لا يعترف بضمها للمدينة المقدسة، باعتبار أن وضعها هو أحد المشاكل الأساسية للصراع في الشرق الأوسط، وهو أمر ينبغي حله على أساس اتفاق مع الفلسطينيين الذين يعتبرون شرق القدس عاصمة لدولتهم الموعودة. ولهذه الأسباب، فإن جميع السفارات الأجنبية تقع في تل أبيب.
واعتمد الكونغرس الأمريكي في عام 1995 قانونا حول نقل السفارة في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. ولكن بسبب الوضع المتنازع عليه للمدينة وحساسية هذه المشكلة لدى العالم العربي الإسلامي، فإن جميع الرؤساء الأمريكيين، بمن فيهم ترامب، يوقعون وثيقة كل ستة أشهر بتأجيل تنفيذ هذا القرار.
المصدر: نوفوستي