صحف عربية تنتقد “العجز العربي” تجاه قرار أمريكا بنقل سفارتها للقدس
عكست عناوين الصحف حالة الغضب في العالم العربي والإسلامي والانتقادات الواسعة للخطوة الأمريكية بنقل سفارتها في إسرائيل للقدس.
كما عبر عدد كبير من الكتاب عن أسفهم لما وصفوه بحالة “العجز العربي” تجاه ما يحدث.
“عجز عربي”
ينتقد عمر كلاب في الدستور الأردنية ما يصفه باستمرار “سقوط العواصم العربية في وحل الفشل والعنف والتطرف والفقر”.
يقول: “لن تتحرر القدس وصنعاء تستوطنها الكوليرا والحروب القبلية، لن تتحرر القدس والفقر يستوطن الصعيد المصري والجنوب الأردني فيما تخرّ عواصم من ثِقل الأصفار المودعة في حسابات الغرب، لن تتحرر فلسطين وسوريا تنهشها الحلول الخارجية، لن تتحرر فلسطين ونحن نعيش خلافاً ضروساً بين الضفة وغزة وبين مجلس التعاون وبين الأنبار والبصرة”.
يقول: “لن أتضامن أو أتظاهر إلا من أجل وطن ديمقراطي ومن أجل مواطن يعيش بكرامة، لأن ذلك هو من يحرر فلسطين كلها”.
ويرى محمد أمين المصري في الأهرام أن “الوضع تغير شعبيا، لأن أي قرار أمريكي ضد القدس لم يكن يمر مرور الكرام لو أن الشعوب العربية تعيش حالة طبيعية، خاصة قطاع الشباب”.
ويشير الكاتب إلي الأزمات التي تجعل معظم الشعوب العربية مشغولة بأزماتها الداخلية عن قضية القدس، لكنه يقول “لكن الشئ المؤكد أن الفلسطينيين مهما كانت أفعالهم السياسية والشعبية وهي متوقعة بالمناسبة، فهي لن تضاهي رد فعل أي طفل فلسطيني في المستقبل”.
يقول حازم صاغية في الحياة اللندنية أن التحول الكبير لأمريكا “هو مصلحة فلسطينية… يزداد الإلحاح على هذه الأمريكا في ظلّ هذا العجز العربيّ المقرون بتأهّب إيرانيّ واضح لجني ثمار الغضب”.
ويقول فاروق جويدة في في الأهرام المصرية “إن كارثة القدس تأتي والعالم العربي غارق في دماء شعوبه وحشود الإرهاب تطيح به من كل جانب والقرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس بداية بركان جديد لا أحد يعلم من الضحايا فيه”.
ويرى جويدة أن “العرب كل العرب لا يستطيعون الآن اتخاذ موقف موحد في أي شئ والدول الإسلامية خارج السياق لأن لها مصالحها مع أمريكا، والغب لا يستطيع أن يعارض قرارا أمريكيا خاصة إذا كان في صالح إسرائيل”.
وتحت عنوان “الانقسامات العربية وجريمة تهويد القدس” يقول وجدي زين الدين في الوفد المصرية إن “الخلافات الشديدة وتآمر بعض الدول العربية هي التي جرأت الكيان الصهيوني الأمريكي أن يرتكب جريمة تهويد القدس مدينة الأنبياء”.
ويشدد الكاتب في ختام مقاله إلي أن “الوئام الفلسطيني والعربي قضية لا تحتمل أدنى تأجيل من أجل التصدي لجرائم الصهيونية”.
وتشير الراية القطرية إلي أن “العرب قد أثبتوا ضعفهم بخلافاتهم”.
وتدعو الصحيفة إلي استغلال الرفض الدولي الواسع وسيلة ضغط علي الإدارة الإمريكية للتراجع عن القرار”.
يقول رامي مهداوي في الأيام الجديدة الفلسطينية: “أصبحت القضية الفلسطينية الضحية التي تذبح مرتين، تذبح بيد الاستعمار الإسرائيلي مرة وبيد الأنظمة العربية والإسلامية مرةً أخرى”.
ويشير إلي أن ما حدث هو نتيجة “واقع الأنظمة العربية ما بين حروب داخلية، وارتباطات مع أجندات سواء كانت ‘صهيوأمريكية’ أو محوراً إيرانياً، محوراً تركياً، محوراً روسياً” علي القضية الفلسطينية.
يرى حسين لقرع في الشروق الجزائرية ثلاث فوائد لقرار ترمب، أولها أنه “عرّى كل المهرولين المطبِّعين الذين طالما بشّرونا بـ ‘صفقة القرن’ قبل أن يوجّه لهم ترامب صفعة مدوّية ويُجبرهم على التواري خجلاً من سوء ما بُشِّروا به”.
والفائدة الثانية هي أنه “قد يكون أيضاً سبباً في عودة الوعي إلى الشارع العربي والإسلامي بالقضية الفلسطينية كقضيةٍ مركزية أولى بعد أن غطّت عليها الفتنُ الطائفية والحروب العربية الداخلية”.
أما الفائدة الثالثة هي أن هذا القرار “وحد الفلسطينيين بشكل يبشّر بنجاح المصالحة التي تعرّضت لهزات عنيفة في الأسابيع الأخيرة على خلفية سلاح المقاومة في غزة”.
وفي السياق ذاته، يرى محمد سويدان في الغد الأردنية “أن قرار ترامب ينسف حل الدولتين الذي يتمسك به الفلسطينيون والعرب، ما يعني، أن ترامب وإدارته سيذهبان باتجاه فرض حل لتصفية القضية الفلسطينية، لايكون مقبولاً فلسطينياً وعربياً، ولايحقق العدالة أو يحقق الحل الشامل”.
وكتب عبدالحكيم القرالة في الرأي الأردنية: “هذا القرار المتهور لا المتأخر علي حد قول الرئيس ترامب أوقع ظلماً علي الفلسطينيين بالدرجة الأولى قبل أن يخالف القوانين والأعراف الدولية بما يخص مدينة القدس المحتلة”.
تقول القدس اللندنية إن “الانتفاضة الفلسطينية الجديدة هي، بالضرورة، انتفاضة عربية” في ضوء أن “القضيّة الفلسطينية كانت، وما تزال، موضوع تضامن وتعاطف ومشاركة فعلية من الشعوب العربية بدون استثناء”.
وتوجه الصحيفة انتقادات للأنظمة العربية “التي حاولت مصادرة الطاقة التغييرية الهائلة التي أطلقتها تلك القضية، من خلال محاولة السيطرة على مقدّرات حركاتها السياسية وفصائلها لوأد نضالها أو حرفه عن وجهته أو تسويقه في قضايا أخرى تسيء للفلسطينيين وقضيتهم”.
يقول برهوم جرايسي في الغد الأردنية إن “هذه فرصة لأن تتجه أنظار العرب والعالم، إلى واقع الإنسان المقدسي البائس، فالاحتلال ارتكب ويرتكب جرائم منهجية ضد المقدسيين على مدار خمسين عاماً، جرائم لا تقل بمستواها عن الجرائم ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية”.
ويشدد علي أن المقدسيين “بحاجة لدعم مادي مباشر، في كافة نواحي الحياة، في العلم والتعليم، وأيضا في المسكن، فالاحتلال يفرض عليهم كلفة حياة، من الأغلى في العالم، لا تتناسب إطلاقاً مع معدل مداخيلهم المتدنية”.