طهران : ترامب قدّم خدمة غير مقصودة الى العالم الاسلامي
اعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني أن “فلسطين هو بلد واحد وعاصمتها واحدة؛ واصفا القرار الأمريكي الجديد بنقل سفارة هذا البلد الى القدس، سيؤدي الى إعادة القضية الفلسطينية الى صدارة القضايا الأساسية للعالم الإسلامي ويزيد من الانسجام بين المسلمين في مواجهة الكيان الصهيوني القاتل للأطفال.
وأفادت وسائل اعلام إيرانية أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني استقبل، عصر أمس السبت، وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وبحث معه في مختلف التطورات الدولية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وقالالاميرال شمخاني خلال اللقاء : “في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي، فإن التعاون الاقتصادي بين إيران وبريطانيا ليس في المستوى المطلوب؛ مصرحا ان تسهيل العلاقات المصرفية في هذا المجال قد يشكل مقدمة لتعزيز التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة”.
الأميرال شمخاني انتقد عدم تنفيذ الدول الأوروبية والأمريكية لتعهداتهم تجاه الاتفاق النووي؛ مؤكّدا أن السلوك الأمريكي في مواجهة الاتفاق النووي هو سلوك مفجع.
وأضاف: “استمرار أمريكا في هذا السلوك سيؤدي الى خفض مستوى الثقة السياسية بهذا البلد كما سيطرح علامات استفهام حول جدوى الاتفاقات الدولية”.
ولفت إلى أن عدم تأييد ترامب لالتزام إيران بالاتفاق النووي يُعدّ بمثابة عدم التزام أمريكا بالاتفاقات الدولية؛ واردف : “الجمهورية الإسلامية وفي مواجهة السلوك السلبي والمتهور لباقي الأطراف و واشنطن، سوف تتصرف حسب ما تمليه عليها مصلحتها الوطنية ومسؤوليتها الشخصية. وقد اتّخذت قرارات من أجل تنفيذها عند اللزوم ومن ضمنها العودة الى مرحلة ما قبل الاتفاق النووي”.
كما وانتقد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي مواقف بعض الدول التي لا أساس لها في مواجهة السياسة الإقليمية لإيران وقال: “نحن نواجه ونكافح الإرهاب بكل جدية، ولولا خطوات الجمهورية الإسلامية الجدية في هذا المجال وتقديم تضحيات بمئات الشهداء، لكان داعش اليوم يسيطر على حكومتي العراق وسوريا وامتد ليصل الى حدود أوروبا”.
وحول قرار ترامب القاضي بالاعتراف بالقدس كـ “عاصمة للكيان الصهيوني”، فقد لفت شمخاني إلى أن ترامب قدّم خدمة غير مقصودة الى العالم الإسلامي، وأضاف: “فلسطين هو بلد واحد وعاصمتها واحدة، والقرار الأمريكي الجديد سيؤدي الى إعادة القضية الفلسطينية الى صدارة القضايا الأساسية للعالم الإسلامي وسيؤدي الى مزيد من الانسجام بين المسلمين في مواجهة الكيان الصهيوني القاتل للأطفال من أجل إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم”.
وشدد شمخاني على حق الشعب الفلسطيني في اختيار دولته وحكومته، مضيفا: بالتأكيد فإن الشعب الفلسطيني لن يختار اسم “إسرائيل” لدولته، وهذا ما يعني حذف إسرائيل من خريطة العالم.
كما وانتقد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي صفقات بيع السلاح والتجهيزات الأمنية التي تعقدها بريطانيا مع الدول التي تنتهك حقوق الانسان مثل السعودية والبحرين، وقال: “في الوقت الذي تدين فيه المؤسسات الدولية للحصار والقصف السعودي للشعب اليمني المظلوم والبريء، فإن محكمة الرأي العام العالمي سوف تدين بكل تأكيد شركاء السّعودية في جرائمها”.
وقال شمخاني: “الدول الغربية ليست فقط على تعطل دور المؤسسات الدولية في القيام بواجب إجراء التحقيقات في الجرائم السعودية، بل إن هذه الدول ليست مستعدة أيضا من أجل إيقاف بيع شحنات الأسلحة الى السّعودية”.
من جهته اكد وزير الخارجية البريطاني على ضرورة رفع العوائق أمام تنفيذ كامل الاتفاق النووي خصوصا فيما يخص العمليات المالية والعلاقات المصرفية، وقال: “الاتفاق النووي هو اتفاق متعدد الأطراف ودولي، كما أن تنفيذه الكامل يعود بالنفع لصالح السلام والاستقرار العالمي”.
واشار جونسون الى معارضة لندن للقرارات الامريكية حول الاعتراف بالقدس كعاصمة “لإسرائيل” ونقل السفارة الأمريكية الى القدس، قائلا : “هذا القرار الأحادي الجانب يصعّب من عملية التوصل الى السلام”.
وأكّد جونسون على ان بريطانيا لا تريد نقل سفارتها الى القدس وسوف تبقيها في تل أبيب.