صورة رفعها مشجعو كرة كادت تتسبب في أزمة بين السعودية والجزائر
خلَّفت صورة كبيرة، رفعتها جماهير رياضية جزائرية بأحد ملاعب شرق البلاد، قبل يومين، تضامناً مع قضية القدس، جدلاً كبيراً، بعد أن أعلن السفير السعودي لدى الجزائر، سامي بن عبد الله الصالح، “انزعاج” المملكة من ظهور الملك سلمان بن عبد العزيز إلى جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
والسبت 16 ديسمبر/كانون الأول 2017، رفع مشجعون بمدينة عين مليلة (شرق)، خلال مباراة جمعت فريقهم مع نادي غالي معسكر (غرب)، “لافتة كبيرة”، حملت صورة فيها وجهاً واحداً نصفُه للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والثاني للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإلى جانبهما مجسم للمسجد الأقصى بالقدس مرفوق بعبارة “وجهان لعملة واحدة”.
وجاءت هذه الخطوة من المشجعين؛ للتعبير عن احتجاجهم على قرار الرئيس الأميركي باعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
والأحد 17 ديسمبر/كانون الأول، تداول ناشطون جزائريون وسعوديون هذه الصورة على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وسط تراشق بسبب ما اعتبره مغردون سعوديون “إساءة” إلى الملك، فيما قال جزائريون إنها عفوية وتعبر فقط عن تضامنهم مع القدس.
الناقد الرياضي السعودي تركي الغامدي شن هجوماً عنيفاً على الجزائريين عبر حسابه على تويتر:
وتناقلت وسائل إعلام سعودية هذا الخبر على نطاق واسع أيضاً، واعتبرته “إهانة” للملك سلمان بن عبد العزيز، بعد أن ظهر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكتب السفير السعودي لدى الجزائر، سامي الصالح، على موقع “تويتر” تغريدة رد فيها على أحد النشطاء من بلاده احتج على الصورة، بالقول: “جارٍ التأكد من ذلك، وسنقوم بما يجب”.
ولم يصدر أي تعليق من السلطات الجزائرية على القضية إلى حد الآن.
وكتب أنيس رحماني، مدير فضائية “النهار”، المقربة من دوائر الحكم، تغريدة على “تويتر”، جاء فيها “حكمة الدبلوماسية الجزائرية ستحبط هذه المناورة الخبيثة للتشويش على المواقف المتزنة للجزائر”.
وجاءت هذه الحادثة بالتزامن مع زيارة سيقوم بها، الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول، عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي، تدوم 4 أيام؛ لبحث العلاقات بين البلدين مع عدة مسؤولين محليين.
ويُظهر الجزائريون عادة تعاطفهم مع القضية الفلسطينية منذ عقود؛ إذ تفاعلوا مع أهالى غزة خلال فترة الحصار، كما رتبوا العديد من الفعاليات خلال حروب غزة التي اندلعت طوال العقد الأخير.
الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي، دافع عن موقف جماهير بلاده بالقول إن إمام الحرم المكي، عبد الرحمن السديس، قال إن ترامب والملك سلمان هما قطبا سلام العالم، “يقودان العالم معاً إلى السلام”، ولم يتحرك أحد في السعودية -على حد تعبيره- بل فرح الجميع.
وأضاف: “عندما قام جمهور نادٍ محلي في الجزائر بتجسيد هذه المقولة في صورة مشتركة، غضب البعض، وانتفض البعض الآخر، على غرار سفير المملكة لدى الجزائر، الذي توعد بالرد”.
ودافع الإعلامي الجزائري عن نية الجماهير، وقال عبر حسابه على “فيسبوك”: “نية المناصرين كانت حسنة للتأكيد، ولم تكن للإساءة للسعودية لما رفعوا هذه اللافتة.. ومن يتوعد بالرد أكيد سيأتيه الرد أقوى”.