الرايات البيضاء… أمتداد لـ ” داعش ” أم ” صناعة بارزانية “!!
ان معظم الاراء التي تحدثت عن مجموعة (الرايات البيضاء) تقع في دائرة التكهن, وفيها من الاثارة الاعلامية, خاصة من وسائل الاعلام (المضادة ) التي تحاول بشكل وباخر أن تديم وجود التنظيمات الارهابية في العراق بعد سحقها على يد قواتنا الامنية, وتحرير جميع الاراضي التي كانت تحت سيطرتهم, لكن ولكي نخلص الى الراي بشأن هذه المجموعة الارهابية, وكيف تأسست ومن وراء تأسيسها, واسباب ظهورها في هذا الوقت دون سواه.
حاول السيد مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني, الاستفادة من المليون ونصف المليون عربي الذين تواجدوا في الاقليم بعد عام 2003م والذين غالبيتهم من:
– الذين فروا من الحرب مع الارهاب
– رجال الامن والمخابرات العراقية السابقين
– المطلوبون للقضاء العراقي وعليهم مذكرات القاء قبض
– من الناقمين على التجربة السياسية الجديدة في العراق
– ضباط الجيش العراقي السابقين
– مجاميع فدائيي صدام (تشكيلات أمنية اجرامية كانت بعهدة عدي ابن صدام حسين )
– من الباحثين عن فرص للعمل
كما حاول مسعود ايضا الاستفادة من السوريين الاكراد الذين دخلوا الى الاقليم بعد احداث سوريا واستطاع أن يشكل منهم مجاميع (أمنية) هدفها:
– جلب المعلومات عن العرب والاكراد عموما داخل الاقليم وخارجه
– تنفيذ عمليات الاغتيال لاي شخصية سياسية أوغير سياسية تعارض سياسة مسعود داخل الاقليم أو خارجه
فيما جعل ادارة هذه المجاميع تحت سيطرته ودون علم الاحزاب السياسية الحاكمة في الاقليم ومنحهم الراية البيضاء المرسوم عليها رأس اسد, حتى يسهل مرورها وتنقلها بين سيطرات الاقليم, دون أن تعلم هذه السيطرات مهامها ودورها, وربما تكون هي المسؤولة عن اختطاف (5000)شخص من أهالي كركوك, مازال أهاليهم يطالبون بهم ويجهلون مصيرهم, حيث كانت هذه المجاميع تقوم بعمليات مداهمات ليلية واعتقال المعارضين لسياسة مسعود وتوجهاته, كما انهم هم من قاموا بعمليات التهجير والتجريف للقرى والمناطق العربية في كركوك وكذلك بعض جرائم الاعتداء على الاعراض.
أن اسم (الرايات البيضاء) منحه أهالي مناطق طوزخورماتو وداقوق القريبون من مناطق تحركهم لهم, بأعتبار أن هذه التشكيلات لم يعرفوا عنها شيأ من قبل, اما اسمهم الحقيقي فهو الذي منحه لهم مسعود نفسه في اللغة الكوردية بمعنى (المضحون ) أو (الفدائيون ) فيما خلط الاعلام بينهم وبين (السفيانيين) وهي مجاميع تدربت في الاردن وتحمل توجهات ارهابية تهدف للسيطرة على مناطق في بلاد الشام والعراق .
كما خلط الاعلام ايضا بينهم وبين المجاميع التي تتواجد في صحراء المناطق الغربية في العراق وفي جبال حمرين من عصابات ارهابية تضم بقايا “داعش”، و”القاعدة” و”النصرة” تحت مسمى “أحرار السنّة”.
تتحرك مجاميع (الرايات البيضاء) في مناطق محصورة بين طوزخورماتو وبين داقوق وكفري وتقوم بعمليات قتل وتعذيب وتمثيل بالجثة, وكذلك بعملية السلب, فيما اطلقت لعدة مرات صواريخ باتجاه القوات الامنية العراقية المتواجدة في كركوك أو على منطقة طوزخورماتو وأدت الى استشهاد عدد من المواطنين, الدلائل التي بين يدينا تؤكد أنهم ليسوا بامتداد للتنظيمات الارهابية من الدواعش والقاعدة وأمثالهم أنما لديهم نزعة قومية (كوردية), وخطابهم الاعلامي لايتعدى المطالبة بكركوك وضرورة استعادتها من (القوات الاتحادية) ثم ان الجماعات المتطرفة لاتتخذ من اللون الابيض شعارا لها كما انها تعتبر كل ذي روح محرمة صورته اضافة الى ان صورة الاسد لاعلاقة لها بالمبادئ والشعارات التي ترفعها الجماعات الاسلامية .
ان نوع العجلات التي يستخدمونها في تنقلهم ليست عجلات عسكرية بل معظمها سيارات الدفع الرباعي ويرتدون ملابس معظمها مدنية وبأسلحة خفيفة, وهو دليل انهم ليسوا تشكيل عسكري بل تشكيل أمني يقوم بأعمال سريعة وخاطفة ويهدد المدن والمواقع العسكرية بطريقة الكر والفر, ومما يساعده على الاختفاء التضاريس المعقدة للمنطقة وامتداداتها على اكثر من محافظة, وكذلك انهم يتحركون في منطقة محصورة بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة التي تجعل متابعتهم من قبل قواتنا الامنية صعبة, في ذات الوقت فقد وفر لهم مسعود مجموعة طائرات مروحية تعاجل في نقلهم عند تعرضهم الى أي هجوم وقد رصدتها قواتنا الامنية وهي تقوم بمثل هذه المهام .
قيادات (اصحاب الرايات البيضاء) من قادة البيشمركة السابقين المحترفين لحرب العصابات والذين يحملون عقداعرقية وكراهية للعرب والتركمان .
ولايمكن أن يكون لهم مثل هذا العدد الذي الذي يتحدثون فيه عن (450) مقاتلا, فالعدد محصور بين المائة والمائة والخمسين, واذا استمروا في تواجدهم فسيزداد العدد حتما .
بقلم الكاتب والمحلل السياسي محمود الهاشمي