هل حقا يوجد زر لإطلاق “النووي” ؟
صرح زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، يوم الاثنين 1 يناير/كانون الثاني، بأن بلاده أكملت قوتها النووية في 2017 وأن على الولايات المتحدة معرفة أن ذلك أصبح واقعًا، أن زر إطلاق السلاح النووي الكوري الشمالي أصبح جاهزًا على مكتبه.
في المقابل رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نظيره الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في تغريدة على “تويتر”، أمس الأربعاء، بأنه أيضا يمتلك زر نووي ولكنه أكبر وأكثر قوة ويعمل بكفاءة.
السؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذه الحرب الكلامية، “هل حقًا يوجد زر لإطلاق السلاح النووي؟”، وهل إطلاق سلاح يسبب حجم تدمير مهول كالسلاح النووي يمكن اختزال عملية إطلاقه في زر أحمر يوجد على مكتب الزعيم أو القائد؟ هذا ما تناولته مجلة فوكاس الإيطالية في تقرير لها.
وأوضحت المجلة أنه لا يوجد زر يمكنه تولي عملية إطلاق الأسلحة النووية، كما أنه لايوجد ذلك الزر في حقيبة سوداء يحملها الزعماء، وأضافت إنه إذا كانت إجراءات إطلاق النووي في كوريا الشمالية مجهولة إلى حد كبير، ففي الولايات المتحدة الأمور أكثر وضوحًا.
وتابعت المجلة، إنه في الولايات المتحدة فإن الرئيس باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة فإنه الوحيد الذي يملك قرار إطلاق الرؤوس النووية، أو إعطاء إشار إطلاقها، ويتم إطلاق ترسانة السلاح النووي من خلال تفعيل شفرات خاصة، يتم حفظها في حقيبة يطلق عليها “كرة القدم النووية”، ويتم حملها إلى أي مكان يذهب إليه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، عندما يكون بعيدًا عن مراكز قيادة العمليات.
حقيبة “كرة القدم النووية” هي حقيبة من الجلد الأسود، يتم تعيين عليها حراسة مشددة من فريق مكون من خمسة حراس من مختلف فروع القوات المسلحة، وتم التعرف على محتويات هذه الحقيبة عام 1980، عن طريق بيل غويلي، والذي كان في هذا التوقيت مدير المكتب العسكري للبيت الأبيض.
وأوضح غويلي إن الحقيبة لا تحتوي على زر أحمر كبير كما يتوهم البعض، لكنها لا تحتوي في الواقع إلا على مستندات ورقية، أكثرها أهمية على الإطلاق هو ما يسمى بالكتاب الأسود أو Black Book، وهو مكون من 75 صفحة تحتوي على وصف للأهداف المحتملة، والضحايا المحتمل وقوعها جراء الضربات النووية.
وتتضمن الحقيبة ملفين آخرين، يحتويان على قائمة بالأماكن السرية التي يمكن أن ينتقل إليها الرئيس حال وقوع هجمات نووية، والإجراءات الإذاعية والتلفزيونية اللازم اتخاذها كي يتواصل الرئيس مع الشعب.
يبلغ وزن الحقيبة 20كغم، ويتم نقلها بواسطة الحراس الذين تلقوا تدريبا خاصا لمساعدة الرئيس على إعطاء إشار إطلاق السلاح النووي، وأخيرًا فإن من محتوياتها أيضًا جهاز اتصال عبر الأقمار الصناعية لفتح قناة اتصال بين الرئيس ومركز قيادة العمليات العسكرية الوطنية الذي يدير جميع عمليات إطلاق القنابل النووية.