المغرب أول دولة عربية تربط الاتصال مع محطة فضائية دولية
ربط المغرب الاتصال مع محطة الفضاء الدولية (إي.إس.إس)، ليكون بذلك أول اتصال فضائي تجريه دولة عربية، وذلك في مؤتمر فضائي احتضنته المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم، التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، الأربعاء.
وتأتي هذه البادرة تخليدا للذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس المدرسة الوطنية، وفي إطار برنامج راديو الهواة (إي.إس.إس/ أريس)، بشراكة مع مؤسسة “ك.إس.إف” للفضاء، ووكالة ناسا الأمريكية، ووكالة الفضاء الأوروبية (إسا)، واتصالات المغرب.
وجرى الاتصال الفضائي، الذي تم بث أطواره بشكل كامل ومباشر على الشبكات الاجتماعية لمؤسسة “ك.إس.إف” للفضاء، بحضور كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، خالد الصمدي، والمدير العام لمؤسسة “ك.إس.إف” للفضاء، محمد الكيالي، ومدير المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم، محمد السعيدي، وكذا ممثلين عن وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية (إسا)، والعديد من الباحثين، مغاربة وأجانب، حسب ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء (رسمية).
واهتمت جلسة الأسئلة والأجوبة بالعديد من المواضيع بشأن الحياة داخل المحطة الفضائية والبحث في مجال الفضاء، وعلاقته بالمجال الطبي الإحيائي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة حاليا في هذه البعثات الفضائية، والجهود المبذولة لاستكشاف الفضاء، وأيضا المهمات المستقبلية لـ(إي.إس.إس)، خاصة الوقاية من الكوارث الطبيعية؛ من خلال مراقبة الشظايا الفضائية ومخاطر المذنبات، حيث شكل اللقاء فرصة للعديد من طلبة المدرسة الوطنية للتبادل مع أفراد طاقم المحطة الفضائية الدولية (إي.إس .إس) حول قضايا صناعة الفضاء.
الوزير الصمدي قال، في تصريح صحفي، إن هذا الاتصال الفضائي “سيمكن المغرب من تكثيف شبكاته العلمية، والانخراط أكثر في استكشاف الفضاء. كما سيمكن المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم من الانفتاح أكثر على التعاون في مجال تكنولوجيا الفضاء، في انسجام مع توجهات وكالة التنمية الرقمية، وبمساهمة من الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات في مجال تمويل البحث التكنولوجي”.
وأوضح الصمدي أن الأسئلة التي طرحها الطلبة “تؤكد المستوى الرفيع للمدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم”، مؤكدا أن “المغرب يتمتع بمصداقية مهمة في مجال البحث العلمي واستكشاف الفضاء، خصوصا بعد الإطلاق الناجح للقمر الصناعي محمد السادس-أ ومشاركة المغرب في وضع أكبر تيليسكوب في أعماق البحر، وذلك في البحر الأبيض المتوسط”.
من جهته، أشار مدير المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم، محمد السعيدي، إلى أنه من شأن هذه المبادرة، الأولى من نوعها في العالم العربي، أن تشجع على الانخراط في الاستكشاف والبحث في مجال الصناعة الفضائية، وهي تشكل نموذجا يحتذى بالنسبة لبلدان المنطقة في مجال البحث التكنولوجي والاستكشاف الفضائي.
واعتبر أنه “سيكون لهذا الاتصال مع رواد الفضاء وقع مهم على طلبة المدرسة، وسيساعد على النهوض أكثر بالعلوم والتكنولوجيات داخل المدارس والثانويات، في محاولة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من التلاميذ نحو التخصصات وتكنولوجيا الفضاء”.
يشار إلى أن محطة الفضاء الدولية (إي.إس.إس) توجد في مدار أرضي منخفض، على ارتفاع يبلغ حوالي 400 كيلومتر، وتدور 16 مرة حول الأرض في اليوم الواحد منذ إطلاقها في عام 1998. ويشتغل في هذه المحطة بصفة دائمة طاقم دولي مكرس للبحث العلمي في مجال الفضاء.
أما مؤسسة “ك.إس.إف” للفضاء، التي ترعى هذا الحدث التاريخي الذي تحتضنه المملكة المغربية، فهي مؤسسة غير ربحية مسجلة بالمملكة المتحدة، تأسست في الأصل لإتاحة ولوج اقتصادي للمدار الأرضي المنخفض. واختارت المؤسسة المغرب كوجهة لتشجيع الجامعات على تطوير والقيام بمهام فضائية من خلال استخدام أقمار صناعية صغيرة وصغيرة جدا؛ بهدف الاضطلاع بأدوار أكثر أهمية في تطوير المهام الفضائية العلمية.
ويهدف هذا الاتصال الفضائي، غير المسبوق في تاريخ العالم العربي، أساسا إلى النهوض بالبحث العلمي والابتكار في مجال الاتصالات الفضائية، ما من شأنه تعزيز مكانة المملكة باعتبارها فاعلا جديدا في مجال الابتكار التكنولوجي والفضائي. كما يؤكد مجددا ريادة المملكة على الصعيدين الإقليمي والعربي، ويكرس دخول المغرب إلى نادي البلدان التي تتوفر على تكنولوجيا للاتصالات الفضائية.