لماذا يجب منع زعماء العالم من استعمال تويتر؟
نشرت مجلة “الأتلنتك” الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن مساوئ استخدام كبار السياسيين ورؤساء الدول في العالم لموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، على غرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اشتهر بتغريداته المثيرة للجدل.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن سخرية رئيس دولة من القوة النووية لدولة أخرى عبر “تويتر”، كان ليثير الاستهجان قبل انتهاء سنة 2017، مشيرة إلى أن “ترامب ورّط نفسه في نزال جيوسياسي مع كوريا الشمالية سعيا منه إلى جذب الانتباه، ومضحيا بذلك بإمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي بين البلدين”.
وبيّنت المجلة أن “تغريدة دونالد ترامب، التي أورد فيها أن ترسانة بلاده النووية أكبر وأقوى من ترسانة كوريا الشمالية، قد تعتبر أكثر التغريدات سخافة في التاريخ”.
من جانبه، قدم الكاتب جوليان سانشيز، أفضل سيناريو للأحداث الجارية، موضحا أن “الخبر الجيد هو أن معظم الدول الأخرى لن تأخذ تصريحات ترامب على محمل الجد، ويعود السبب في ذلك إلى أنهم يعلمون أن ترامب مجرد رجل يصدر التهديدات ليشعر بالرضا عن نفسه”.
وأضاف سانشيز أنه “في الآن ذاته، يعد ذلك خبرا سيئا نظرا لأننا لن نجد أي منصة نريد أن نعلن من خلالها أننا جديون حيال أمر ما، وهو ما يعتبر نتيجة مباشرة لتغريدات ترامب”.
ونقلت المجلة تساؤل مقدم البرامج الإذاعية في غيملت ميديا، بي جي فوخد، الذي قال: “تخيل لو أنك كنت الشخص الذي ابتكر تويتر؟”، ليجيب كاتب التقرير أنه في حال كان ذلك الشخص لمنع دونالد ترامب على الفور من استعمال تويتر، فضلا عن منع جميع قادة العالم.
وأوردت المجلة عدة حقائق أصبحت بديهية بشأن تويتر، حيث أن الغاية من إنشائه تمثلت في التقليل من الحواجز المفروضة على التواصل والتشجيع على إبداء الرأي دون قيود، وهو ما نجح الموقع في تحقيقه بشكل كبير.
في المقابل، لعب تويتر دورا هاما في إثارة نزاعات لا داعي لها، فضلا عن قيام بعض المستخدمين بنشر تصريحات يغلب عليها التهور، ونتيجة لذلك، لا يمكن اعتبار تويتر مكانا مناسبا لكي يتواجد فيه قادة العالم، حسب المجلة الأمريكية.
وأوضحت المجلة أن المزايا المتعددة لموقع تويتر تطغى على سلبياته بالنسبة لمعظم الأشخاص، حيث أن الفكرة الأساسية للموقع تتمثل في منح هؤلاء القدرة على خلق ونشر الأفكار والمعلومات بشكل فوري، دون أن يكون لذلك عواقب وخيمة.
واستدركت قولها إن “الأمر يختلف بالنسبة لكبار السياسيين، حيث ينبغي لهم التأني قبل الإدلاء بأي تصريح عبر تويتر نظرا للتبعات الفورية للكلمات التي يشاركونها وتأثيرها على المليارات من الأشخاص”، مؤكدة أنه “من هذا المنطلق، يمكن لكلمات غير مناسبة حول حرب نووية وضع حدّ للحضارة البشرية حرفيا”.
ونوهت إلى تناقض تصريحات دونالد ترامب، الذي أفاد أنه في حاجة إلى تويتر من أجل الوصول إلى ناخبيه، في حين لا يمتلك أغلب مناصريه حسابات على تويتر.
وتابعت بقولها: “يستطيع كل القادة السياسيين، بمن في ذلك ترامب، الظهور على التلفزيون أو الراديو من أجل الإدلاء بأي تصريح، وعلى الرغم من أن كلا من رونالد ريغان وجورج بوش الابن اعتبرا أن وسائل الإعلام تكن لهما العداوة، إلا أنهما كانا يتوجهان إلى هذه الوسائل كلما اقتضى الأمر ذلك”.
وأفادت المجلة أن “الرئيس الأمريكي الحالي يستمتع بكونه مندفعا، لكن سواء أحببناه أم كرهناه، يجب علينا حثه (فضلا عن قادة الدول التي تمتلك أسلحة نووية) على توخي الحذر عند الإدلاء بأي رأي”.
وعموما، لا يرتقي ترامب إلى تطلعات الكثيرين عندما يتعلق الأمر بظهوره الإعلامي سواء على التلفزيون أو المحطات الإذاعية أو فيسبوك، كما أن تويتر يمثل مكان ترامب المفضل للتصرف بطريقة عشوائية وغير متوقعة، ويعود ذلك بالأساس إلى الطريقة التي تمت بها برمجة تويتر، وفق قول المجلة.
وذكرت المجلة أن دونالد ترامب قد يكون أسوأ من يستخدم تويتر حاليا، لكن الأمر المؤكد هو أن العالم سيشهد قادة آخرين يسيرون على خطاه في المستقبل، كما أن منع قادة العالم من استعمال تويتر قد يعد خسارة بالنسبة لهم، لكنه يمثل مكسبا ثمينا للإنسانية، وهو ما يمكن اعتباره ثمنا صغيرا مقابل فوائد كبيرة تضمن استمرارية الجنس البشري.
وقالت المجلة إنه من السذاجة السماح لدونالد ترامب بمواصلة كتابة التغريدات على موقع تويتر، وفي الوقت الذي يُحظر فيه على العديد من الأشخاص الذين يتابعهم الآلاف من استخدام الموقع لمنع المضايقات الإلكترونية، يُسمح للرئيس ترامب بالسخرية من ديكتاتور يمتلك ترسانة نووية قادرة على القضاء على الملايين من الأشخاص خلال دقائق في حال اندلاع حرب عالمية.
وأوردت المجلة استطلاع رأي أجرته مجلة “الإيكونوميست”، بالشراكة مع شركة يوجوف، توصل إلى أن حوالي 59 بالمئة من الأشخاص يرون أن تصريحات ترامب غير لائقة، وبالتالي، يجب على تويتر تحقيق مطالب الشعوب ومنع قادة العالم من استخدامه بصفة نهائية.