برهم صالح يطرح رؤية لإنهاء دوامة الأزمات في العراق
كشف برهم صالح رئيس تحالف الديمقراطية والعدالة، عن رؤيته لإنهاء دوامة الأزمات في العراق، وفيما اكد إن العراق بحاجة ماسة إلى حوار داخلي صريح لمعالجة الخلل البنيوي الكامن في صلب العملية السياسية، بين ان العمل على تجفيف مستنقع الفساد بات ضرورياً لمنع ظهور الإرهاب مجدداً، مشددا على ان التعامل مع الأزمات العراقية في شكل مجتزأ وبعيد من السياق البنيوي العام، أثبت فشله طوال السنوات الماضية.
وقال برهم صالح، ان الهزيمة العسكرية لتنظيم “داعش” الارهابي في العراق، وتداعيات الاستفتاء في إقليم كردستان والانتخابات النيابية المقبلة، تمثّل لحظات فارقة في تاريخ العراق المعاصر، فهناك فرصة لتصحيح المسار وإطلاق البلاد نحو الازدهار والاستقرار المنشودين.
وأضاف برهم صالح، إن العراق في حاجة ماسة إلى حوار داخلي صريح لمعالجة الخلل البنيوي الكامن في صلب العملية السياسية التي تشكلت في أعقاب 2003، وأقحمت العراق في دوامة من الأزمات المترابطة والمتلازمة مضموناً، والمختلفة شكلاً.
وأوضح برهم صالح، ان الفساد ينخر في جسد الدولة العراقية، والمال السائب هو الذي موّل العنف والأزمة المستدامة، مؤكدا ان العمل على تجفيف مستنقع الفساد بات ضرورياً لإنهاء هذه الدوامة ومنع ظهور الإرهاب مجدداً، وهو شرط أساسي لاستعادة ثقة المواطن بمنظومة الحكم.
ولفت برهم صالح إلى أن المبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء حيدر العبادي، لمحاربة الفساد بداية، يمكن البناء عليها بمنهجية قانونية وعلمية تتصدّى للفساد الكامن في منظومة الدولة وإدارة المال العام.
وأشار الى إن الغموض في بعض بنود الدستور، وسوء تطبيقه في ضوء التجربة العملية، يجعلان مراجعة الدستور واردة، لكن من خلال الآليات الدستورية الذي ارتضاها العراقيون، فالدستور يجب أن يكون المرجعية في حسم الخلافات.
وفي هذا السياق، اكد الدكتور برهم صالح إن التعامل مع الوضع الكردي لا يمكن أن يكون من موقع المنتصر تجاه المهزوم.
كما اكد برهم صالح، ان الخلاف بين بغداد والقادة السياسيين الكرد يجب أن لا يتحول إلى عقوبة بحق الناس، وإلى تجاهل الحقوق الدستورية لكردستان، فالدولة مطالبة بمنع وقوع الأذى على المواطنين، وتجب المباشرة بدفع رواتب موظفي القطاعات الخدمية والبيشمركة الذين تصدّوا ببسالة لـ “داعش”، وفتح باب المفاوضات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، ومكاشفة الملفات المالية والنفطية، من خلال البرلمان الاتحادي وبرلمان إقليم كردستان.
وأوضح برهم صالح أن العراق في حاجة إلى نهضة اقتصادية شاملة تقود الحلول المترابطة لأزماته، وتؤسس لثقافة التنافس والتكامل الاقتصادي بديلاً من التنابذ والتصادم السياسي.
وشدد برهم صالح على ان التعامل مع الأزمات العراقية في شكل مجتزأ وبعيد من السياق البنيوي العام، أثبت فشله طوال السنوات الماضية، مبينا ان العراق أمام فرصة عبر حلول شاملة تضع الأمور في نصابها الصحيح، موضحا ان الانتخابات المقبلة في العراق وإقليم كردستان، يمكن أن تكون مناسبة يتبارى فيها الفرقاء في مدى جدية الالتزام بحل شامل لدوامة الأزمة العراقية.