قصة “إمبراطور الأثاث”.. من أعواد الثقاب إلى 46 مليار دولار
برحيل إينغفار كمبارد، مؤسس شركة الأثاث السويدية العملاقة “إيكيا” يكون رجل اقتصاد فذّ قد أنهى مسيرة من العمل العصامي الدؤوب، بعدما انتقل من طفل متواضع يبيع أعواد الثقاب إلى ثري تقدر أمواله بمليارات الدولارات.
وتملك الشركة السويدية، اليوم، 412 متجرا في 49 دولة في العالم، ووصلت ثروة أمبراطور الأثاث السويدي إلى 46 مليار دولار في سبتمبر 2017 حسب تقديرات بلومبرغ.
ووصفت إيكيا مؤسسها، في بيان النعي، بواحد من أعظم مقاولي القرن العشرين، وأوضحت أنه توفي السبت في بيته، في إقليم سالاماند، جنوبي البلاد.
ونعى رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفتين، كمبارد وقال إنه كان رجل أعمال استثنائيا، بعدما جعل التأثيث في متناول أناس كثيرين لا حكرا على قلة قليلة فقط.
وصنع كمبارد ثروته، بطريقة أثارت تنويها وإعجابا كبيرين رغم انتقاد ما قال البعض إنه “بخل”، فالرجل بدأ مسيرة عمله حين كان في السادسة من عمره، واستطاع أن يتابع دراسته بتميز ويوصل مشروعه الأول إلى آفاق رحبة.
وبدأ الطفل العصامي مساره في سن السادسة، ببيع أعواد الثقاب والأسماك ومعدات الزينة، كما برهن على الذكاء، في وقت مبكر، فكلما كان يجني قدرا من الربح لم يكن يتردد في إعادة الاتجار به وتنميته.
وفي سنة 1943، وحين كان عمره لا يتجاوز 17 سنة، أسس مشروع “إيكيا”، وأخذ الاسم، وقتئذ، من أحرف اسمه واسم منطقة ألمولت نشأ فيها، وفق ما نقلت “غارديان”.
واعتمد كمبارد في بدء المشروع على مبلغ أهداه والده، نظير تفوقه في الدراسة، واستهل نشاطه في مجال الأثاث على نطاق محدود في المنطقة التي كان يعيش فيها، وافتتح أول فرع في الخارج سنة 1963، أما المتجر الأول في الولايات فافتتح في 1985.
وتوقف كمبارد عن إدارة كمبارد منذ العام 1988، وظل منذ ذلك الوقت بمثابة مستشار، وفي 2013 غادر الشركة وأصبح ابنه الأصغر رئيسا للشركة.
وقال المحلل في شركة التحليل “غلوبال داتا”، إن كمبارد جاء بأشياء جديدة ومختلفة تمام الاختلاف في مجال الديكور، حين بدأ مشروعه الطموح، في النصف الأول من القرن الماضي.
وقال نايل ساندرز إن مقاربة الابتكار لدى (الراحل) لم تحدث تغييرا في قطاع الأثاث فقط، بل إنها غيرت الطريقة الطريقة التي يعيش بها الناس حياتهم.
وواجه كمبارد انتقادات بسبب “ماضيه النازي”، واعترف في كتاب صدر سنة 1999، بارتكاب خطأ موالاة النازية، في أيام شبابه، وقال إن ذلك كان أكبر خطأ يرتكبه، كما طلب الصفح عما وصفه بالغباء في تلك الفترة