الأجداد يؤثرون بشكل إيجابي في حياة الأحفاد
أثبتت الدراسات، أهمية الأجداد في حياة الأطفال، وغالبا ما يتعلق الأجداد بالأحفاد والعكس صحيح، ويتطور التعلق العاطفي بينهم فتصبح العلاقة مهمة للأحفاد والأجداد.
تنبع أهمية العلاقة بالنسبة للأطفال من أسباب عدة؛ وهي:
– أغلب الأطفال يجدون في الأجداد الحضن الدافئ، ويشعرون بالحب والأمان والعاطفة، فهم يتلقون الحب الذي يشمل الثقة والتقبل والتفهم، ويقوم الأجداد بدورهم بدفء وعاطفة أكثر وسلطة وقوة أقل، وبعض الأجداد يقومون بدور فعال في حياة الأحفاد حتى بعد انفصال آبائهم.
– يساعد الأجداد أحفادهم عادة على فهم الآخرين والتعرف إليهم والثقة فيهم، وأيضا من الممكن فهم تصرفات بعض أفراد الأسرة تجاههم، كما يتعلم الأحفاد أن الأفراد الآخرين في الأسرة يمكن أن يكونوا مريحين كما هم آباؤهم وأمهاتهم، فيكتشف الطفل أن بيت الجد آمن وسعيد، ويتعلمون كيفية التكيف مع طريقة وشعور الأجداد، ويتعلمون قواعد أخرى غير التي يعتبرها والداهم مهمة، فهذه التجربة تساعد الأحفاد على أن يكونوا مرنين ومتكيفين مع سلوكيات الآخرين.
– يسهم الأجداد في تضييق الفجوة بين الماضي والحاضر لإعطائهم حس التاريخ، الكثير من الأحفاد يستمتعون بسماع قصص حدثت مع أجدادهم خلال مراحل حياتهم، فيسأل الأحفاد أجدادهم عن الأوقات التي كانوا فيها أطفالا بسماع هذه القصص، ويشكلون قاعدة لحياتهم ومعرفة جديدة.
هذه المعرفة هي بالأساس عن ثقافتهم والموروث الأسري الذي يساعد الأحفاد على تطوير هوية خاصة بهم مع خبرتهم الحالية.
– يزود الأجداد الأحفاد بالتجارب والملاحظة والخبرة التي اكتسبوها على مر السنين، والتي ربما لا تتوافر عند والديهم، ومعظم الأجداد يُستدعون للجلوس مع الأبناء ويستمتعون بذلك، وبعض الأجداد يساعدون بالاعتناء بالمنزل والأطفال في فترة عمل الآباء، وفي هذه الحالة يقوم الأجداد بدور الآباء بالإنابة.
– مع مرور الوقت، يمكن أن يكتسب الأحفاد من أجدادهم حس القيم وفلسفة الحياة. ليس كل ما هو جديد بالضرورة جيدا، ولا كل قديم سيئا، فأحيانا بعض القيم القديمة يجب زرعها، في هذه الحالة يقوم الأجداد بدور تقليدي في تكوين القيم عند الأحفاد.
– يستطيع الأجداد إعطاء أحفادهم توجيها إيجابيا نحو كبار السن في مجتمعنا، الذي يقدس الشباب، والأطفال بحاجة لأن يعلموا ويتعلموا أهمية الأشخاص الأكبر سنا. كبار السن يعطوننا معنى غنيا لحياة الأطفال ويزودونهم بنموذج لكيفية سلوك الأجداد ونموذج للعلاقة الأسرية، فيتعرف الأطفال مع العمر ما هو التقدم بالعمر ويحبونهم ويحترمونهم كفرد في الأسرة.
إن للأجداد أهمية كبيرة في حياة الأحفاد وأبنائهم، فهم دوما يتصفون بالحكمة والصدق والدفء والمحبة والاحترام ومراعاة احتياجتهم.
لكن قد توجد بعض المشكلات للأجداد
– اللجوء للأجداد في الأمور كافة وبالتالي إهمال دور الآباء.
– يميل بعض الأجداد الى إعطاء الأحفاد النصائح وتوجيهات كانت تصلح لأيامهم ولَم تعد صالحة لجيل الأحفاد.
– أحيانا يغار الآباء من العاطفة التي تخلق بين الأجداد والأحفاد.
– قد يفقد بعض الآباء السيطرة على أبنائهم بسبب لجوئهم المستمر إلى الاحتماء بالأجداد.
الدكتورة مرام بني مصطفى
أخصائية نفسية وتربوية