لماذا يرش الكاثوليك رؤوسهم بالرماد في عيد الحب هذا العام؟
يتم كل عام في مثل هذا اليوم، احتفال العالمين الكاثوليكي والبروتستانتي بعيد الحب، ولكن يوم الحب هذه السنة تزامن مع احتفال الطوائف الكاثوليكية ببداية الصوم الكبير، أي أربعاء الرماد.
ولذلك بدلا من اعترافات الحب وضرب المواعيد الرومانسية، سوف يضطر المؤمنون الكاثوليك اليوم إلى طلب التوبة والغفران حرفيا، واللجوء لرش الرماد على رؤوسهم، حسب الطقوس والعادات الإيمانية المعمول بها عند المؤمنين التائبين في يوم أربعاء الرماد.
في اليوم الأول من الصوم الكبير عند الكاثوليك يقوم الكاهن الذي يخدم القداس برسم علامة الصليب على جبين المؤمنين كدليل على توبتهم، ويرسم الكاهن هذه العلامة من رماد سعف النخيل، قائلا: “أنتم من التراب وإلى التراب تعودون”، أو “أدركوا وصدقوا الإنجيل”.
وهذا العرف له جذور في العهد القديم، حيث يلبس التائبون أنفسهم أردية طويلة مصنوعة من شعر الماعز، ويرشوا رؤوسهم بالرماد في علامة على التناقض والتوبة من الخطايا. ويقوم الكهنة في هذا اليوم بأداء الليتورجيات وهم يعتمرون أثوابا أرجوانية اللون، على اعتبار أن هذا اللون يعبّر عن التوبة والأمل بالتغيير في حياة الرعية نحو الأفضل.
وبالإضافة إلى ذلك، على المؤمنين في أربعاء الرماد الالتزام بصوم قاس. وأولئك الذين لم يتمكنوا من المشاركة في القداس في ذلك اليوم، فإن الأسرة عادة ما تجلب رمادا مكرّسا من عند الكاهن وترش رؤوسهم به.
أما فالنتين، الذي كان أسقف مدينة إنتيرامنيا (تيرني)، والذي عاش في القرن الميلادي الثالث، فتعترف بيوم ذكراه في 12 أغسطس من كل عام، ليس فقط الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، ولكن أيضا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. ووفقا للأسطورة، يرتبط تقليد الاحتفال بعيد الحب في 14 فبراير/شباط باسم فالنتين، الذي يزعم أنه قام سرا بتكليل أزواج غارقين في الحب في مثل هذا اليوم، لذلك يرتبط تقليد الاحتفال بيوم كل العشاق بتاريخ 14 فبراير/شباط من كل عام.
ويحتفل بيوم جميع عشاق خاصة في العالم الغربي من قبل الكاثوليك والبروتستانت. ومنذ تسعينيات القرن الماضي تجذر هذا العيد في روسيا بين العلمانيين فقط، على الرغم من أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تنأى بنفسها عن عيد 14 فبراير، وتعتبر أن الاحتفال بعيد الحب أمر بعيد عن واقع الكنيسة.
يحب بابا الكاثوليك الحالي فرانسيس أن يبارك العرسان ويدعو لهم بزواج سعيد. وفي عيد الحب، خاصة كل يوم أربعاء، يطل البابا في روما على جمهور من الأزواج القادمين من جميع أنحاء العالم ويدعو لهم بالمحبة. الجزء الإلزامي من هذا الاجتماع هو نعمة العروسين.
في عيد الحب، يحاول البابا أن يبارك أكبر عدد ممكن من الأزواج. وفي عام 2014، لم يكن بإمكان جميع العرسان القادمين الجلوس في قاعة الجماهير التي سميت قاعة بولس السادس، والتي كانت مخصصة لهذه الاجتماعات.
بناء على طلب من البابا نفسه، تم نقل الحدث الرسمي في نهاية المطاف إلى الساحة المركزية للفاتيكان أمام كنيسة القديس بطرس. عندها بارك البابا خلال حفل خاص تكريما لعيد الحب حوالي 20 ألفا من المحبين ينتمون لـ 28 بلدا.
ولكن هذا العام سوف يضطر البابا إلى التخلي عن هوايته. فوفقا للتقاليد، في اليوم الأول من الصوم الكبير، يقوم أقدم الكرادلة خلال الخدمة الإلهية في كنيسة سانت سابينا، على تل أفنتين في روما، برش رأس البابا بالرماد، وعندها يصبح رأس الكنيسة من التائبين أكثر منه من المباركين للأحبة.
المصدر: نوفوستي