الولايات المتحدة بصدد عرض صفقة نووية على السعودية
أفادت وسائل إعلام بأن الإدارة الأمريكية تنوي إطلاق مفاوضات مع السعودية لعقد صفقة خاصة بالتعاون النووي، وذلك مع ارتباط بالاتفاق الموقع بين إيران والمجتمع الدولي عام 2015.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس”، في تقرير نشرته أمس الاثنين، عن مسؤولين اثنين في البيت الأبيض وثلاثة مستشارين تأكيدهم أن المباحثات ستنطلق في العاصمة البريطانية لندن الجمعة القادم، حيث سيترأس وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري الوفد المشترك بين الوكالات من الجانب الأمريكي.
وذكرت الوكالة أن الرهان في هذه المفاوضات على عقود بقيمة مليارات الدولارات للشركات الأمريكية من جانب، ومزيد من التساؤلات بشأن قدرة الولايات المتحدة على منع أصدقائها وحلفائها من امتلاك الترسانة النووية العسكرية من جانب آخر.
وأفادت الوكالة بأن رحلة بيري تتعلق بإمكانية إبرام ما يعرف بـ”اتفاقية 123″، وهذه اتفاقية خاصة بالصفقات النووية بين الولايات المتحدة ودول أجنبية.
من جانبها، أوضحت وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية أن الصفقة المفترضة تتيح للشركات الأمريكية، أكبرها “Westinghouse Electric Co” بناء مفاعل نووي في السعودية، مؤكدة أن البيت الأبيض ينظر في إمكانية السماح للسعوديين بتخصيب وإعادة معالجة اليورانيوم في تطوير برنامجهم النووي السلمي.
ونقلت الوكالة عن مصدرين مطلعين تأكيدهما أن بيري ألغى زيارته المقررة إلى الهند الأسبوع الجاري، بغية حضور المشاورات بخصوص الصفقة مع السعودية في البيت الأبيض، مضيفة أن وزير الطاقة الأمريكي سيجتمع في لندن مع نظيره السعودي خالد الفالح، ما يعتبر خطوة هامة في المشاورات المستمرة بين الطرفين على مدار الأشهر الأخيرة.
إلى ذلك، أشارت “أسوشيتد برس” إلى أن المفاوضات بين واشنطن والرياض مرتبطة إلى حد كبير مع الصفقة النووية المبرمة بين إيران ومجموعة “5+1” عام 2015، ونقلت عن مسؤولين سعوديين لم يكشف عن أسمائهم قولهم إن المملكة قد تقبل قيودا على برنامجها النووي، في حال جعل الاتفاق النووي مع طهران أكثر صرامة.
وأوضحت الوكالة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصبح في موقف صعب، إذ وافق سلفه باراك أوباما على السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية بموجب الاتفاق النووي، ما استدعى تساؤلات من قبل حلفاء واشنطن الإقليميين بشأن القيود التي ما زالت مفروضة عليهم في هذا المجال.
وتمنع بعض “اتفاقات 123” المبرمة بين الولايات المتحدة مع دول أخرى تلك البلدان من تخصيب وإعادة معالجة اليورانيوم لأغراض سلمية.
وفي هذا السياق باءت المفاوضات بين واشنطن والرياض بالفشل بخصوص المشاريع النووية المشتركة في المملكة إبان عهد أوباما.
وتعتزم المملكة السعودية بناء 16 مفاعلا تتجاوز قيمتها 80 مليار دولار في غضون 20-25 عاما حسب بيانات الرابطة النووية العالمية.
ووردت هذه الأنباء قبل زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة في مارس المقبل.
المصدر: أسوشيتد برس + بلومبرغ