بوتن يقرع طبول الحرب النووية ويستعرض “الأسلحة الجبارة”
في واحد من أكثر خطاباته استعراضا للقوة منذ سنوات، كشف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، مجموعة من الأسلحة النووية الاستراتيجية الجديدة، في وقت كانت إدارته ووسائل إعلام روسية تطلق التحذيرات باتجاه القارة الأوروبية والولايات المتحدة.
وأعلن بوتن، الخميس، أن روسيا اختبرت أسلحة نووية استراتيجية جديدة لا يمكن اعتراضها، زاعما أن هذا يعد تقدما تكنولوجيا يزيد من قدرات روسيا العسكرية ويعزز وضع الكرملين عالميا، ما من شأنه أن يثير أيضا مخاوف الغرب إزاء احتمال تجدد سباق التسلح.
كروز نووي وطائرة خارقة
وفي كلمة ألقاها إلى الأمة، قال بوتن إن الأسلحة تشمل صاروخا من طراز كروز يعمل بالطاقة النووية وطائرة غير مأهولة تعمل بالطاقة النووية تحت الماء وصاروخا أسرع من الصوت جديد لا يوجد مثيل له في العالم، واللذان سيكونان بمأمن من اعتراض العدو.
وأكد أن الأسلحة الجديدة تجعل نظام الدفاع الصاروخي لدى حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة “عديم الجدوى”، ويعني نهاية فاعلة لما وصفها بالجهود الغربية لعرقلة تنمية روسيا، في تحد صارخ للناتو واشنطن.
وعقب خطاب بوتن، ذكرت وكالات أنباء روسية إن وزير الدفاع، سيرغي شويغو، قال إن أجزاء من نظام الدفاع الصاروخي الذي نشره حلف شمال الأطلسي في بولندا ورومانيا وألاسكا يشبه “مظلة بها ثقوب”، حسب ما نقلت عنه إنترفاكس.
والثغرات ظهرت بعد أن كشف الرئيس بوتن عن مجموعة الأسلحة النووية، وفق شويغو الذي أضاف أن دول حلف شمال الأطلسي تحاول جر روسيا إلى سباق تسلح جديد، لكن الأسلحة النووية الجديدة ستساعد في تجنب هذا السيناريو.
وكان بوتن قال أن روسيا اضطرت لتطوير الأسلحة الجديدة لأن الولايات المتحدة طورت نظاما للدفاع الصاروخي، هدد بتقويض الرادع النووي الروسي وتجاهلت مخاوف موسكو من ذلك. وأضاف قائلا؛ “لم يستمع أحد لنا.. أنتم تستمعون إلينا الآن”.
ولفت الرئيس الروسي، الساعي للفوز بولاية رئاسية جديدة، إلى أن صاروخ كروز الذى يعمل بالطاقة النووية واختبر فى الخريف الماضي، له نطاق غير محدود وسرعة عالية وقادر على اختراق أي دفاع صاروخي.
وأضاف أن الطائرة غير المأهولة عالية السرعة تحت الماء له مدى “قاري”، وقادرة على حمل رأس حربي نووي ويمكن أن تستهدف حاملات الطائرات والمرافق الساحلية. مشيرا إلى أن عمق العمليات وسرعتها العالية تجعلها في مأمن إزاء أي اعتراض من جانب العدو.
فيديو يستعرض الأسلحة الخارقة
وأرفق بوتن تصريحاته، أمام جمهور يضم المئات من كبار المسؤولين ونواب البرلمان، بتسجيلات مصورة وصور الكمبيوتر للأسلحة الجديدة عرضت على شاشات عملاقة في قاعة للمؤتمرات بالقرب من الكرملين.
وأظهر مقطع مصور الطائرة لدى إطلاقها من غواصة، وبينما كانت تحلق فوق قاع البحر، مشيرا إلى أن تجارب المفاعل النووي المضغوط لتزويد الطائرة بالوقود اكتملت الخريف الماضي.
ويعد بيان بوتن المرة الأولى التي تعلن فيها روسيا الأنظمة الجديدة رسميا بدرجة عالية من التفصيل، ولم يتسن على الفور تقييم مدى صدقها أو درجة استعدادها.
وعقب بوتن قائلا” سوف يتعين عليكم تقييم هذا الواقع الجديد والاقتناع بأن ما قيل اليوم ليس خدعة.. إنها ليست خدعة، ثقوا بي”.
وأضاف، وسط تصفيق، أنه لم يتم بعد اختيار اسمي الصاروخ كروز الذي يعمل بالطاقة النووية والطائرة بدون طيار لم يتم اختيارهما بعد، واقترح أن تدير وزارة الدفاع مسابقة وطنية للحصول على أفضل اسمين.
هذا الاستعراض يستلهم تقليدا اتبع في عهد الاتحاد السوفييتي بإعطاء أسماء حميدة لبعض أشد أنظمة الأسلحة دموية. وتابع بوتن قائلا؛ “لا أحد في العالم لديه شيء من هذا القبيل. قد تظهر في يوم ما، لكن وقتها سوف نقوم بتطوير شيء جديد.”
“أفانغارد”
وأضاف الزعيم الروسي أن سلاحا جديدا اسمه “أفانغارد” وهو عبارة عن صاروخ عابر للقارات أسرع من الصوت من شأنه أن يحلق نحو أهدافه بسرعة تزيد على 20 ضعفا من سرعة الصوت ويضرب “وكأنه نيزك، أو ككرة نارية”.
كما ذكر بوتن أن السلاح قادر على القيام بمناورات حادة في طريقه إلى الأهداف، ما يجعله “منيعا تماما على أي نظام دفاع صاروخي”.
وأوضح أن روسيا اختبرت أيضا صاروخا باليستيا كبيرا عابرا للقارات يسمى “سرمات” يتجاوز مداه وعدد الرؤوس الحربية التي يحملها ما كان يحملها الصاروخ الذي عرف في الغرب خلال الحقبة السوفيتية باسم “الشيطان”.
وقال كذلك إن نظاما آخر للأسلحة يسمى “كينزال” تم نشره بالفعل في المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا. وأشار إلى أنه عبارة عن صاروخ أسرع من الصوت تحمله طائرة ويمكن أن يضرب أهدافا تبعد 2000 كيلومتر.