لاجئ عراقي ينال ميدالية “الشجاعة” لإنقاذه شخصين من حريق بفرنسا
اشتهر اسم ياسين في منطقة تولوز، وهو لاجئ عراقي، لدوره قبل عام في إنقاذ حياة شابين من حريق اندلع في شقة بأحد أحياء تولوز. وأعلنت محافظة المنطقة اليوم أنها منحته ميدالية “الشجاعة والإخلاص” تكريما له على ما قام به.
مر عام كامل على أحد الحرائق التي شبت في شقة بحي سان سيبريان في مدينة تولوز جنوبي فرنسا. وكان بطل هذا الحادث الذي خلف خسائر مادية لاجئا عراقيا يدعى ياسين، أدى تدخله في الوقت المناسب إلى إنقاذ شابين اثنين، كانا بداخل هذه الشقة التي أتلفتها النيران.
اسم ياسين لا تزال تحتفظ به ذاكرة المنطقة وأرشيف الصحافة الفرنسية المحلية والوطنية، إذ عادت هذه الصحف لتثير شجاعته مجددا جراء تدخله البطولي إثر الإعلان عن منحه ميدالية “الشجاعة والإخلاص” من قبل محافظة المنطقة، تقديرا لما قام به لإنقاذ شابين في العشرينات من العمر.
حادث الحريق
ويعود الحادث إلى شهر آذار/ مارس من السنة الماضية، عندما كان ياسين، البالغ من العمر 32 سنة، برفقة صديقين له في جلسة سمر، فأثار انتباههم صوت ناقوس الإنذار قبل أن يخرج الجميع مهرولا من الشقة بحثا عن مصدره، ليكتشفوا أن شقة أحد جيران الطابق السفلي بصدد الاحتراق.
دفعوا باب الشقة الذي كان مفتوحا، ودخل ياسين إليها بحثا عن أشخاص يمكن إنقاذهم، ووجد شابين فاقدين للوعي. لم يكن أمامه إلا أن صفعهما محاولا إيقاظهما، وكانت النتيجة أن استيقظ أحدهما واستطاع الخروج بمفرده، فيما ساعد ياسين الثاني على مغادرة الشقة التي أصبح من الصعب جدا التنفس بشكل طبيعي بداخلها، بسبب انتشار الدخان في جميع زواياها. ثم عاد ليحاول إخماد النيران قبل أن يصل رجال المطافئ.
إشكالية العثور على عمل
ووصل ياسين إلى فرنسا في 2015 قادما من بلغاريا، إلا أنه لا يزال يواجه جملة من المشاكل في الحصول على عمل بسبب وضعيته الإدارية المعقدة، والتي تعود فيها الإدارة الفرنسية في أي خطوة تخص ملفه إلى السلطات البلغارية التي يحمل جنسيتها، لتتأكد من مصداقية أي وثيقة يقدمها، وفق ما نشره موقع الإذاعة الجهوية “فرانس بلو”.
ورغم الوثيقة التي تخول له الحق في العمل كلاجئ، إلا أنه يجد صعوبة في الحصول على فرصة شغل. “الأمر جد معقد بالنسبة لأي شركة تريد تشغيله كلاجئ، حيث يجب عليها أن تدفع الكثير من المال للمحافظة” مقابل ذلك، يقول صديق له لإذاعة “فرانس بلو” مفسرا لها الوضع الاجتماعي الصعب لياسين.
شهرته في المنطقة لم تغير من وضعه أي شيء. وإن كان يؤكد أنه لم يقم بذلك لأجل الحصول على أوراق الإقامة. “لست بطلا، وأعتقد أن أي شخص كان في موقعي يمكن له أن يقوم بما قمت به”، يقول ياسين بالكثير من التواضع.