قريبآ .. منصة تواصل اجتماعي بديلة لـ فيسبوك
نشرت مجلة “بيتكوين” الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن اعتزام منصة التواصل الاجتماعي “مايندز” اللامركزية، إطلاق تطبيق تنافس به فيسبوك يعتمد على تقنية “البلوكتشين” الخاصة بعملة “الإيثريوم”.
وقالت المجلة، في تقريرها إن منصة التواصل الاجتماعي “مايندز” اللامركزية، بدأت بالتحرك نحو إرساء بلوكتشين الإيثريوم ضمن خصائصها الأساسية. وبعد إطلاقها سنة 2015، تمكنت مايندز.كوم من النمو والتوسع بشكل سريع، لتصل إلى مليون حساب مسجل، وأكثر من 73 مليون مشاهدة للصفحة.
وأضافت أن هذا المشروع يسعى إلى توسيع نطاق اللامركزية من خلال إطلاق شبكة “مايندز كريبتو” الاجتماعية. وسيساهم هذا التطور، على مستوى نظام المنصة، في جعل التطبيق اللامركزي يعتمد بشكل كامل على البلوكتشين الخاصة بالإيثريوم في الأجهزة المحمولة.
ونقلت المجلة عن مؤسس شركة مايندز، بيل أوتمان، أن “هذا أهم تحديث قمنا به على الإطلاق، لقد قمنا بتعزيز وتحسين تجربة المستخدم على الإنترنت، بالإضافة إلى إعادة صياغة جميع التطبيقات في برنامج “رياكت نايتف”، لتوفير الأداء العالي للمستخدمين، وغيرها من التحسينات الأخرى”.
وأشارت إلى أن أهم التحديثات التي أجرتها الشركة تتمثل في اعتماد مايندز على العملات الرقمية في نظام المكافآت الخاص بها، عوضا عن نظام النقاط الذي تستخدمه المنصة في الوقت الحالي. ويمكن للمستخدمين اعتماد العملات الرقمية الخاصة بمايندز للاشتراك في صفحات صانعي المحتوى على المنصة. كما سيتلقى المشاركون جزءا من المكافآت اليومية التي تقدمها مايندز على منشوراتهم الأكثر شعبية.
وأضافت أن “مايندز.كوم” ستقدم محفظة مدمجة لهذه العملات الرقمية، ليتمكن المستخدمون من إدارة إيراداتهم بكل حرية، والاشتراك في المحتوى الخاص بالمستخدمين الآخرين، والتعامل فيما بينهم على المنصة. فضلا عن ذلك، ستعتمد هذه الشبكة على الرسائل المشفرة، والحسابات السرية، ونموذج إعلانات غير قابل للتتبع.
وبينت المجلة أن لهذه الخصائص دورا محوريا في رؤية أوتمان لمنصة تواصل اجتماعي يديرها المستخدمون بطريقة ديمقراطية. وبالنسبة إلى أوتمان، تعتبر هذه التحسينات نتاج فكرة شغلته منذ سنة 2011، والتي من المتوقع أن تحدث تغييرا جذريا في مفهوم المركزية الحالي لوسائل التواصل الاجتماعي العالمية.
وأوردت تصريحا أدلى به أوتمان: “لطالما علمت بأن شبكة التواصل الاجتماعي مفتوحة المصدر ستبرز، وتصبح قادرة على منافسة شبكات التواصل الاجتماعي الكبرى. فالشبكات الموجودة لا تقوم بتحفيز المستخدمين، أو منحهم المكافآت، ناهيك عن عدم وجود وسيلة لتحصيل أرباح منها. كما تقوم بتقييد الأفراد، والتجسس عليهم!”.
ونوهت المجلة بأن متطلبات السوق أصبحت أكثر وضوحا في ظل الحظر الذي فرضته شركة غوغل وغيرها، على الإعلانات المرتبطة بالعملات الرقمية. وقد كان لذلك أثر على أوتمان بشكل خاص، إذ تمت محاربة فكرته من قبل غوغل بعد حظر إعلانات مايندز.كوم من جميع منصات ألفابت.
وذكرت المجلة أن المذيع بقناة “فوكس نيوز” تاكر كارلسون، استضاف بيل أوتمان في برنامجه لمشاركة تجربته والتعليق على ما يراه نوعا من الرقابة. وخلال ظهوره في البرنامج، عبر أوتمان عن أمله في مستقبل تكون فيه منصات التواصل الاجتماعي لامركزية بشكل كامل، وحينها فقط يمكن التحرر من السيطرة التي تفرضها شركات كبرى مثل غوغل وفيسبوك على الإنترنت.
ونقلت المجلة عن بيل أوتمان قولا أفاد فيه: “أنا مثالي للغاية، وأعتقد أنه يمكن لشبكات التواصل أن تصبح لامركزية. كما لا أنكر أن هناك أيضا ميزات عديدة للشبكات المركزية، فهي تقوم بدعم بعض الوظائف إلى جانب البلوكتشين”. وأضاف بيل أن “شركة “مايندز” تعتمد منهجا “هجينا” يسمح للمستخدمين باختيار ما إذا كانوا يودون المساهمة في دعم مايندز اقتصاديا؛ فالهدف الرئيسي من هذه المنصة هو توفير خيارات للمستخدمين”.
وأكدت المجلة أن المعاملات التي تجرى على الشبكة وخارجها ستخفف من الضغط على البلوكتشين، لذلك تسعى منصة “مايندز” إلى اعتماد عملة الإيثريوم التي تلقى مؤخرا نجاحا وإقبالا كبيرين. كما أشار أوتمان إلى أن التكنولوجيات الحالية لا تتمتع بالكفاءة اللازمة لدعم شبكة اجتماعية لامركزية بالكامل، “ونحن نتخذ منهج “خطوة بخطوة” لضمان التقدم الذي نسعى إليه”.
ومع التقدم المتزايد للمنصات، بات أوتمان واثقا من أن نماذج مثل “مايندز” ستتطور بما فيه الكفاية لمنافسة عمالقة التكنولوجيا. وسيحدث ذلك بمجرد أن يتاح للمستخدمين فرصة التحكم في محتوى منشوراتهم، وهي مجرد مسألة وقت قبل أن يقوم المستخدمون بتغيير وجهتهم. ومع ذلك، مازالت هذه المنصة تحتاج إلى أعداد أكبر من المستخدمين، الذين يتشاركون نفس الرؤية التي تتبعها منصة “مايندز”، ومضمونها تحرير المشهد الإعلامي.
وفي الختام، نقلت المجلة عن أوتمان أنه “من المهم أن تقوموا بالتسجيل في المنصة لإظهار دعمكم لها، ليس فقط في منصة مايندز، وإنما في جميع المشاريع الناشئة المختلفة، لأنها هي من يدعم تحرير منصات التواصل. فنشاطك على هذه التطبيقات يعزز من قوتها، إذ إنها الطريقة التي تنمو بها مواقع التواصل الاجتماعي وتكسب بها الأرباح، فضلا عن أن تكون ضمن أكبر الشركات. لذلك تعتبر حملة “احذف فيسبوك” مهمة للغاية”.