الرهان العراقي .. ناصر قنديل يكتب ..
يعرف الأميركيون أنّ الوضع في سورية لم يعد قابلاً للتغيير، فرغم بقاء قوات أميركية وقوات تركية تقوم باحتلال أراض سورية، إلا أنّ الاتجاه الذي ترسمه انتصارات الدولة السورية ومستقبل العلاقة الكردية بالدولة السورية يقولان إنّ زمن البقاء التركي والأميركي لم يعد طويلاً إلا بحرب كبرى.
تموضع الإسرائيليون مع هذه الحقيقة بطلبهم من الأمم المتحدة نشر وحدات الأندوف على خط الفصل بين القوات في الجولان المحتلّ.
يتحدثون في واشنطن عما يسمّونه بالرهان العراقي ويقولون إنّ منع وصول أغلبية نيابية مؤيدة للحشد الشعبي وتيار الرئيس السابق للحكومة نوري المالكي المعاديَيْن لواشنطن والقريبَيْن من حزب الله وإيران والداعمَيْن لتعاون عراقي سوري وعراقي روسي سيسمح بحكومة تسوية وتوافق لن تتمكّن من اتخاذ قرار يطالب الأميركيين بالرحيل عن العراق.
حكومة عراقية تمدّد للأميركيين في العراق تعني بقاء العراق خاصرة رخوة لمحور المقاومة يمكن من خلاله تغطية الاحتلال الأميركي في سورية ومنع تعاون سوري عراقي وروسي عراقي وعرقلة التعاون العراقي الإيراني ومنح السعودية فرصاً للعبث باللعبة المذهبية.
إذا نجح العراقيون بإنتاج حكومة تستند لأغلبية نيابية تدعم محور المقاومة سيكون الوضع في المنطقة مختلفاً فخروج الأميركيين من العراق سيغيّر كلّ معادلات المنطقة.
