ايران تحظر تطبيق تليغرام وتستبدله بآخر ..
تتجه طهران نحو حظر تطبيق تليغرام الأكثر انتشارا في إيران، وذلك لدواع أمنية، واستبداله بتطبيق “سروش” المحلي، مما يمكن السلطات من مراقبة الرسائل المتبادلة والتحكم بخوادم التطبيق.
وجاء ذلك بعد شهور من الاضطرابات التي شهدتها البلاد احتجاجا على السياسات الاقتصادية لحكومة الرئيس حسن روحاني.
وقال علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إنه سيتم حظر تطبيق تليغرام الواسع الانتشار في البلاد في غضون أسبوعين، واصفاً التطبيق بأنه يشكل تهديداً أمنياً لإيران.
وأضاف بروجردي في لقاء إذاعي إنه تم اتخاذ القرار بحظر التطبيق على أعلى المستويات، مشيراً إلى أن دولاً كبرى كبريطانيا تعتبر التطبيق وسيلة لنشر للإرهاب، مؤكداً أن إيران ستتبع خطى باكستان والصين في حظره، معتبراً أنه وبسبب تعقيدات تصميمه يشكل خطراً أمنياً على الدول، وبخاصة على إيران.
واتهم بروجردي إسرائيل بالوقوف وراء التطبيق، وقال : إن صاحب تليغرام روسي، لكنه يهودي، خرج من روسيا لدواع أمنية وحصل على جنسية أخرى، وإن نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) هو المخطط الرئيس لكل هذا، فهود يذكر “بافل دوروف” صاحب التطبيق، ويشكره دوماً على ما يقدمه من خدمات لإسرائيل.
وتابع بروجردي قائلاً إن المعلومات المتبادلة في تليغرام في متناول أجهزة الإستخبارات البريطانية والألمانية والإسرائيلية، مؤكداً أنه تم استغلال التطبيق خلال بعض الأحداث الأمنية في البلاد من قبل أعداء إيران.
ويأتي قرار طهران بعد أن أخفقت في السيطرة على خوادم التطبيق في مفاوضات جرت مع الشركة المالكة له منذ أغسطس/ آب عام 2016، حيث رفضت إدارة التطبيق منح إيران برامج للتجسس على محادثات مواطنيها. ويتمتع التطبيق بخدمة تشفير الرسائل وتدميرها بشكل ذاتي.
وتناقل ملايين الإيرانيين آلاف مقاطع الفيديو والصور عبر تطبيق تليغرام خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد نهاية العام الماضي، مما دفع السلطات لحظره لمدة نحو أسبوع، ليساعدها ذلك على إخماد الاحتجاجات.
ومن المتوقع أن يؤدي حظر التطبيق إلى التأثير على عمل الملايين من الإيرانيين ممن يستخدمونه بشكل أساسي للترويج لمنتجاتهم أو البحث عن فرص عمل عبره، كما ويمتلك المرشد الأعلى السيد علي خامنئي قناة على التطبيق تضم مليون متابع، ويستخدم العديد من المسؤولين الإيرانيين التطبيق، بمن فيهم المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي، لنقل وجهات نظرهم، كما لعب التطبيق دوراً هاماً في فوز الرئيس الحالي حسن روحاني بولاية ثانية بعد أن استخدمه في حملاته الانتخابية.
ويدعو المسؤولون إلى استبدال تليغرام بتطبيق إيراني تحت اسم “سروش” الذي لايتجاوز عدد مستخدميه ثلاثة ملايين، بينما يصل مستخدمو تليغرام في إيران وحدها إلى أكثر من أربعين مليون، وفقاً لإحصاءات رسمية.
وكانت إيران حظرت فيسبوك وتويتر ويوتيوب منذ الاحتجاجات التي شهدتها البلاد عام 2009 ضد فوز الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية، لكن يمكن للإيرانيين الولوج في هذه المواقع بسهولة باستخدام برامج كسر الحجب، من دون أن يعتبر ذلك جريمة يعاقب عليها القانون.
وكان الرئيس الحالي حسن روحاني قد وعد بمزيد من الانفتاح الاجتماعي، ومنح المزيد من الحريات للشباب، ويرى مراقبون أن حظر التطبيق سيحرج الرئيس روحاني وحكومته، خاصة أن القرار صادر عن المنظمة الوطنية للفضاء الافتراضي التي أسسها المرشد الأعلى علي خامنئي.
المصدر: