سر اختفاء ناقلات محملة بنفط من كردستان في المتوسط!
قد يعتقد البعض أن مراقبة تحركات الناقلات النفطية أمر ممل، لكن هذه الأنشطة قد تكون عرضة لاكتشافات مثيرة، مثل سر الاختفاء المؤقت لناقلات تغادر تركيا محملة بالنفط من كردستان العراق.
ولاحظ السمسار النفطي كويتي الأصل المقيم في السويد، سمير مدني، وهو مؤسس موقع TankerTrackers.com المختص بمراقبة تحركات الناقلات النفطية، في نوفمبر 2017 أن ناقلة “Valtamed” المتوجهة من ميناء جيحان التركي (الموصول بكردستان العراق بخط الأنابيب) نحو قناة السويس غادرت فجأة مسارها واختفت في القطاع الشرقي من البحر المتوسط، قبالة تل أبيب لكن خارج المياه الإقليمية الإسرائيلية.
وظهرت هذه الناقلة المفقودة من جديد بعد عدة أيام، لكنها كانت، على ما يبدو، أقل ثقلا مما كان قبل اختفائها، ولم تستأنف رحلتها بل توجهت إلى قبرص ثم عادت إلى تركيا، حيث تم تحميلها بشحنة جديدة من النفط الكردي، وشهدت رحلتها اللاحقة تكرارا لهذه المناورة الغامضة.
وخلص السمسار إلى أن هذه الناقلة تنقل النفط غير المسجل رسميا بشكل سري إلى طرف ثالث، وهو إسرائيل.
واكتشف مدني أن هذه الناقلة ليست الأولى من نوعها، حيث أعلن في 17 فبراير الماضي أن ناقلة “Kriti Diamond” تفرغ في المواني الإسرائيلية من حين إلى آخر شحنات من النفط الكردستاني تحت تسمية “Kiton”، ثم تعود إلى تركيا تحت اسمها الأصلي.
وبعد أربعة أيام من ذلك، أشار موقع السمسمار إلى أن تلك الناقلة غادرت تحت تسميتها الوهمية فارغة ميناء عسقلان الإسرائيلي، متوجهة على ما يبدو إلى ميناء سيدي كرير المصري، حيث تتواجد مستودعات خط أنابيب سوميد.
وفي 21 فبراير، أفاد الموقع بأن ناقلة “مبروك” التي غادرت جيحان التركية محملة بمليون برميل نفط من كردستان ظهرت تحت تسمية “MARO” قبالة سواحل إسرائيل، حيث أفرغت شاحناتها ثم عادت فارغة.
وأوضحت الباحثة هيلين فالد من الجامعة الأمريكية في القاهرة بتقريرها أن الإعلان “رسميا” عن اكتشاف كميات هائلة من النفط في شمال العراق جاء في عام 1927، وفي 1934 أنشأت بريطانيا خط أنابيب يصل المنطقة بميناء حيفا، لكنه توقف عن العمل عند قيام إسرائيل في 1948، ومنذ ذلك الحين جاءت صادرات النفط من شمال العراق عبر خط أنابيب آخر يصل كركوك بجيحان.
المصدر: هآرتس