أزمة في ألمانيا.. 36 ألف وظيفة في مجال الرعاية لا تجد من يشغلها!
الحكومة الألمانية تقرّ بوجود عشرات الآلاف من الوظائف الشاغرة في مجالي رعاية المسنين والرعاية الصحية، وذلك بسبب نقص العمالة المؤهلة. فما هي أسباب النقص الكبير هذا وكيف ستتعامل الحكومة معه؟
قالت الحكومة الألمانية إن هناك نحو 36 ألف وظيفة في مجال الرعاية ما تزال شاغرة وإنها غير قادرة على شغلها بسبب نقص العمالة المؤهلة. جاء ذلك في معرض رد على استفسار طرحته الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض ونقلته صحيفة “برلينر تسايتونغ” في عددها الذي يصدر غدا الأربعاء (25 أبريل/ نيسان 2018).
وبحسب بيانات الحكومة، فإن هناك 15 ألف وظيفة تخصصية شاغرة في مجال رعاية المسنين، إضافة إلى 8500 وظيفة مساعد. أما في قطاع التمريض، فهناك 11 ألف وظيفة متخصصة شاغرة بالإضافة إلى 1500 وظيفة مساعد غير مشغولة. واستندت الحكومة الألمانية في هذه الإحصاءات على معطيات الوكالة الاتحادية للعمل.
وتتخذ هذه “الكارثة” بعداً خاصة عند مقارنتها بعدد المتقدمين لهذه الوظائف، إذ يتقدم في المتوسط 21 شخصاً مؤهلاً فقط لكل 100 وظيفة في مجال الرعاية، يتم طرحها على المستوى الاتحادي (جميع الولايات الألمانية)، وفي مجال التمريض يرتفع هذا العدد إلى 41 متقدماً لكل 100 وظيفة.
من جانبها، أكدت خبيرة الشؤون الصحية في حزب الخضر، كوردولا شولتز أكسه، لصحيفة “برلينه تسايتونغ” أن سوق الوظائف في مجال الرعاية “خاوٍ على عروشه”، وبدلاً من أن تضع الحكومة الألمانية خطة شاملة لمواجهة هذا الموقف، فإنها ما تزال تتمسك بما ورد في اتفاق تشكيل الائتلاف الحكومي، الذي يضيف 8000 وظيفة شاغرة لهذا القطاع، بحسب الخبيرة، التي وصفت ذلك بـ”المزحة السيئة” بالنظر إلى النقص الواضح في العمالة المؤهلة.
وطالبت شولتز أكسه بـ”برنامج فوري يوفر دعماً مالياً ملحوظاً لـ50 ألف وظيفة في المستشفيات ودور رعاية المسنين”، مضيفة أن دعم من يسعون للتحول من الدوام الجزئي إلى الدوام الكلّي أيضاً سيسهم في إعطاء حوافز إضافية للعمالة المؤهلة بالعودة إلى هذا المجال.
يذكر أن مرتبات العاملين في مجال الرعاية الصحية ورعاية المسنين تعتبر دون المتوسط في ألمانيا، مما يجعل الإقبال على دراستها والعمل فيها لدى الألمان ضعيفاً. لكن الحكومة الألمانية تأمل في أن يقوم رفع لمعدلات الرواتب في هذا المجال إلى سد حاجة السوق للعمالة المؤهلة ودفع الشباب الألماني إلى الإقبال على التأهيل في مجال الرعاية مستقبلاً.