ما هي الأخطار الخفية لمقشرات الوجه وكريمات الترطيب؟
نشرت صحيفة “الإسبانيول” الإسبانية تقريرا تطرقت فيه إلى الآثار الجانبية الشائعة لكل من مقشرات الوجه وكريمات الترطيب، التي لا تشكل خطرا على صحة الإنسان فحسب، بل تهدد الأنظمة البيئية البحرية أيضا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن التلوث البلاستيكي أضحى من أكثر التهديدات التي تحدق بالوسط البيئي. ويظن المستهلكون أن المنتجات البلاستيكية، على غرار الأكياس والقوارير، هي المسبب الوحيد لهذا النوع من التلوث. ولكن، يجهل الكثيرون أن بعض المنتجات الأخرى الغنية باللدائن البلاستيكية الدقيقة، تشكل خطرا كبيرا على الوسط البيئي البحري.
وذكرت الصحيفة أن هناك العديد من المنتجات الغنية باللدائن البلاستيكية الدقيقة، من بينها العلكة، وألياف النسيج الاصطناعية، والأطواق المطاطية. كما تحتوي بعض مستحضرات التجميل على هذه المواد الضارة، وخاصة كريمات الترطيب ومقشرات الوجه.
وأوردت الصحيفة أن إقبال النساء على شراء هذه المنتجات التي تدعي القدرة على تجديد خلايا البشرة، تضاعف خلال السنوات الأخيرة، دون وعي منهن بآثارها السلبية. وعموما، تؤدي هذه المنتجات إلى تلوث الأنظمة البيئية البحرية، حيث يتم التخلص من فضلاتها عبر قنوات الصرف التي تصب مباشرة في البحر.
ووفقا لتقرير صادر عن لجنة مراجعة الإدارة البيئية في مجلس العموم البريطاني، يصب في البحر أكثر من 100 ألف من الأجسام البلاستيكية المجهرية خلال الاستحمام باستعمال الكريم المقشر. وتمثل هذه اللدائن 1.5 بالمائة من نسبة البلاستيك الموجودة في البحر.
وذكرت الصحيفة أن هذه اللدائن لا تتسبب في اختناق الحيوانات البحرية، وإنما تؤدي إلى تسمم الكائنات البحرية التي تتغذى على الأسماك التي تتناول الأجسام البلاستيكية المجهرية. وفي الحقيقة، اكتشفت هذه الجزيئات الصغيرة في الجهاز الهضمي لبعض الأسماك، وفي المأكولات البحرية المقدمة في المطاعم، وحتى في ملح الطعام.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الحكومات قررت حظر تسويق هذه الأنواع من مستحضرات التجميل. ومن أوائل هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية، التي أدرجت هذا القرار في إطار قانون حماية المياه من التلوث المصادق عليه سنة 2015. كما دخل قانون منع تسويق هذه المستحضرات حيز التنفيذ في كندا، منذ غرة كانون الثاني/ يناير سنة 2018. ومن المقرر أن تنضم نيوزيلندا إلى قائمة هذه الدول قريبا.
كما دعت أربع دول أوروبية، وهي هولندا والسويد وبلجيكا والنمسا، الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ التدابير اللازمة في هذا الشأن سنة 2014. وعلى الرغم من أن هذه الدول لم تشرع قانونا يمنع بيع المستحضرات التي تحتوي على لدائن بلاستيكية دقيقة، إلا أنها اتخذت بعض الإجراءات حيال هذه المسألة.
وأشادت الصحيفة بالدور الذي تلعبه حملات التوعية في جميع أنحاء العالم، التي تحث المستهلكين على الحد من استخدام هذه المستحضرات.
ولكن، كيف يمكن معرفة ما إذا كان المستحضر الذي نستعمله يحتوي على مواد ضارة بالبيئة؟
مما لا شك فيه، لا يمكن للشركات المصنعة لمستحضرات التجميل تأكيد وجود اللدائن البلاستيكية المجهرية في منتجاتها. ولكن يمكن معرفة ذلك من خلال أسماء بعض المكونات التي تذكر في لائحة المكونات، التي عادة ما تكون مجهولة لدى عامة المستهلكين، على غرار بولي إيثيلين تيرفثالات وبولي البروبيلين.
وأفادت الصحيفة بأن كلا من المؤسسة الهولندية “بلاستك سوب”، ومؤسسة “بحر الشمال” قد أنشأتا تطبيقا على الهاتف يساعد المستهلك على معرفة ما إذا كان المنتج يحتوي على مواد بلاستيكية من خلال المسح الضوئي للرمز الشريطي.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة بعض الطرق الطبيعية لترطيب أو تقشير البشرة مثل بذور الفواكه، والأملاح والسكر. ومنذ القدم، اعتبرت خلطة السكر والعسل من أفضل طرق تقشير البشرة. ومن دون شك، يمكننا الاستغناء عن كريمات الترطيب ومقشرات الوجه الكيميائية من أجل ضمان سلامة بشرتنا، وحماية النظام البيئي البحري.