داعية كويتي: إصابة “صلاح ” عقاب من الله وعالم أزهري يرد : صلاح أفطر برخصة !!
أثارت إصابة نجم المنتخب المصري وليفربول الإنجليزي محمد صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا الكثير من الجدل حول مدى خطورة الإصابة، وما إذا كانت ستمنعه من اللحاق بمنتخب بلاده مع انطلاق مباريات كأس العالم بروسيا بعد حوالي أسبوعين.
إلا أن الداعية الكويتي، مبارك البذالي، المعروف بتشدده، له رأي مختلف في هذا الموضوع، حيث يرى أن إصابة صلاح كانت بمثابة عقاب من الله “بسبب قراره اللعب مفطراً في ناديه ليفربول”، على حد قوله.
ودوّن مبارك البذالي عبر مجموعة من التغريدات على حسابه في “تويتر” أن “محمد صلاح أفطر لأجل ليفربول فعاقبه الله بذلك”، وأضاف: “مسألة إفطار محمد صلاح أنه كان صائماً ثم أفطر لأجل لعب الكرة وليس لأجل السفر، فالأمر هي نية الإفطار”.
وأضاف: “كم قصة سمعناها ربط الحادث بالحدث..؟ إن فلانا كان ظالما أو فلان عمل كذا فعاقبه الله ..! من أخبركم أن الله عاقبه..؟ لهذا الذي حصل مع اللاعب محمد صلاح ليس من القصص التي نسمعها إنها من واقعنا ولهذا لا تصدقون . ثم إن الله عز وجل يعاقب المؤمن الصادق ليرجعه عن خطئه أو غفلته ..”.
وقال في تغريدة أخرى: “لا يظن ظان وخاصة المسلم أن الحياة تدار بالعقل والجهد، بل الحياة بيد الله يأتيها من يشاء سواء اجتهد أو لم يجتهد، هداك الله يا محمد صلاح ولعل الأمر فيه خير لك في كل نواحي الحياة..”.
هذا وقد رد عالم أزهري مصري على فتوى الداعية الكويتي مبارك البذالي، الذي قال فيها إن الله عاقب اللاعب المصري محمد صلاح بالإصابة بسبب قراره اللعب مفطراً في ناديه ليفربول الإنجليزي خلال مباراة نهائي دوري الأبطال الأوروبي.
وقال الدكتور محمد عبدالعاطي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر، إن اللاعب المصري محمد صلاح أفطر في يوم إقامة مباراة فريقه ليفربول الإنجليزي مع فريق ريال مدريد في نهائي بطولة أوروبا بموجب رخصة شرعية منحها له الله عز وجل، لأن الكرة لم تعد مجرد لعب أو لهو، بل وظيفة ومهنة شاقة يتقاضى عنها اللاعب أجراً، وعليه أن يبذل كل الجهد اللازم ليؤدي حقها ويكون أجره حلالاً.
وأضاف أن القدرة على الصيام مقررة شرعاً وشرط في وجوبه، وأن تكون حسية وشرعية، والحسية منها هي طاقة المكلف شرعاً بالصيام وقدرته عليه بدنياً، كأن لا يكون مريضاً مثلاً بمرض يستلزم حصوله الدائم على الدواء، أو يكون مريضاً بمرض يشق عليه الصيام، أو يكون مسافراً، أو يعمل في مهنة شاقة يتقاضى عنها أجراً يعول به عائلته، مشيراً إلى أن صلاح يلعب كرة قدم، وهي مهنة شاقة وينافس على بطولة مهمة تحتاج جهداً مضاعفاً، وتتطلب طاقة كبيرة، لذا أحل له الشرع الإفطار مع القضاء تيسيراً وتخفيفاً عليه.
وقال العالم الأزهري إن الله يقول في كتابه الكريم “وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين”، ومعنى يطيقونه أي يقدرون عليه، فإذا لم يقدر عليه فعليه إطعام مسكين، ومنح الله الرخصة للإفطار لمن لا يقدرون وعليهم أن يفدوا ذلك بإطعام مسكين، كما منحه الله رخصة الإفطار لمن يعملون أعمالاً شاقة في نهار رمضان ولا يمكن تأجيل عملهم لأيام أخرى، كما حدث مع صلاح، وعليه القضاء بعد ذلك أو إطعام مسكين كفدية.
وأشار إلى أن الدين يسر وليس عسراً، والله سبحانه وتعالي يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى فرائضه، وقال في كتابه الكريم “وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”، ولهذا من كان عمله شاقاً مشقة خارجة فعليه الإفطار، وقال الفقهاء إن من كانت له مهنة شاقة، ولا يستغني عنها ويتكسب ويعول منها لنفسه ولغيره ويضره الصوم فيجوز له الفطر.