9 حقائق وخرافات تلخص “أمراضنا العقلية”
يخشى الناس في العادة أن يصابوا بأمراض عضوية فيحرصون على وقاية أنفسهم قدر الإمكان، لكنهم لا يعرفون الكثير عن الأمراض العقلية، وفي بعض الأحيان يتحدثون عنها بمعلومات مغلوطة دون سند علمي.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الصحة العقلية لا تتحقق لدى الفرد حين يكون معافى من اضطراب عقلي، بل إنها تتأثر أيضا بالقلق وسوء المزاج وانفصام الشخصية.
ومن الأفكار الخاطئة المتداولة لدى الناس أن صغار السن في منأى عن الأمراض العقلية، لكن الطب ينبه إلى أن الأعراض قد تظهر لدى يافعين تقل أعمارهم عن 14 عاما، والسبب في ذلك قد يكون بيولوجيا أو نفسيا أو اجتماعيا.
ووفق ما نقله موقع “بولد سكاي”، فإن نحو 75 في المئة من اضطرابات الصحة العقلية لدى الإنسان تبدأ علاماتها قبل بلوغ سن الرابعة والعشرين.
أما المغالطة الأخرى فتتصور من يعانون الأمراض أشخاصا عنيفين بالضرورة، في حين أنهم قد يكونون في قمة الهدوء، إذ توضح التقديرات، أن 5 في المئة فقط ممن يعانون اضطرابات الصحة العقلية يقدمون على سلوك عنيف.
وتبعا، لذلك فإن الشخص المريض عقليا قد يكون هادئا جدا، كما أنه قد يصبح ضحية للعنف في الوسط الذي يعيش فيه، نظرا لقصور إدراكه وضعف قدرته على حماية نفسه.
وينفي الأطباء وجود علاقة بين ضعف الشخصية والإصابة بالأمراض العقلية، فهذه الأخيرة تنجم في الغالب عن أمور مثل الصدمة وعوامل وراثية وبيولوجية أو التعرض لاعتداءات.
ويذهب الظن بالبعض إلى أن الأمراض العقلية غير قابلة للشفاء، فيما يقدم الطب في يومنا هذا خيارات عدة للعلاج، وهو أمر يساعد في بعض الأحيان على الشفاء التام، ويمكن للمريض أن يعود عندئذ إلى حياته الطبيعية.
وإذا كانت الأمراض العضوية تستوجب الوقاية، فإن الأمراض العقلية تتطلب بدورها حذرا مماثلا، فالاضطرابات التي تصيب الإنسان تنجم عن عوامل محددة، ولذلك، كلما استطاع المجتمع أن يبعد الصغار عن الصدمة ويضمن لهم خدمات جيدة في الصحة والتعليم، فإنهم يحميهم بصورة غير مباشرة من الأمراض العقلية.
ويقدم 800 ألف شخص في العالم على الانتحار كل سنة، وتظهر الإحصاءات أن 75 في المئة من حالات الانتحار تقع في دول ذات دخل متدن أو متوسط.
ولا يقف خطر الأمراض العقلية عند الجانب المتعلق بالسلوك وقدرة ضبط المرء لنفسه، بل يزيد عرضة الإصابة بأمراض خطيرة مثل القلب والسكري وفيروس فقدان المناعة المكتسب.
ويجد المرضى صعوبات في مباشرة العلاج، سواء بسبب الوصم الاجتماعي الذي يصورهم بمثابة حمقى فيتفادون زيارة الطبيب، أو لأن البنيات التحتية المتاحة للعلاج لا تبشر بأمل التعافي، فيما تطالب منظمة الصحة العالمية بإيلاء عناية أكبر للصحة العقلية، على اعتبار أنها لا تقل خطورة عن المتاعب العضوية.