مسلسل مصري يفجّر غضب الأردنيين !!
أثار مشهد في الحلقة الأخيرة من المسلسل المصري”ضد مجهول” والذي عرض على شاشة الحياة التلفزيونية غضب الأردنيين، إذ استدعت الحلقة الطريقة التي أعدم بها تنظيم “داعش” الوهابي الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
العالم – الاردن
الحلقة الأخيرة من المسلسل الذي بث في شهر رمضان المبارك،اشعلت انتقادات صارخة وردود أفعال شاجبة اردنية، بسبب قيام بطلته الفنانة المصرية المعروفة، غادة عبد الرازق، بإحراق مغتصب ابنتها وقاتلها، بنفس الطريقة التي أحرق فيها إرهابيو تنظيم “داعش” الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، الذي وقع في أسرهم بعدما أسقطت طائرته في سوريا.
ويدور مسلسل “ضد مجهول” الذي قام باخرجه طارق رفعت والفه ايمن سلامه في إطار من الغموض والإثارة حول مهندسة ديكور تدعى “ندى وصفى” متزوجه ولديها ابنة، تحدث خلافات كبيرة بينها وبين زوجها الذي يعترض على عملها واهتمامها الزائد به وتأخرها كل يوم، وبعد ذلك يقوم بتخييرها بينه وبين عملها إلا أنها تختار عملها ويقوم بتطليقها ويحرمها من ابنتها الوحيدة، وتمر بحادث كبير يقلب حياتها رأسا على عقب، وتقتل ابنتها بعد تعرضها للاغتصاب.
و قامت الأم ندى (غادة عبد الرازق) بخطف مغتصب ابنتها وقاتلها، واقتادته إلى الصحراء وهو يرتدي لباسا برتقاليا يشبه الذي ظهر فيه الطيار الكساسبة، ثم وضعته داخل قفص وأحرقته بنفس الطريقة التي أُحرق بها الطيّار الأردني.
واستهجن معلقون أردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقارنة “الكساسبة” بشخص “مغتصِب”، كما حدث في المشهد، معتبرين أن المشهد أساء للطيار الكساسبة، ولم يحترم مشاعر المشاهدين الأردنيين بشكل خاص.
وطالب بعضهم عائلة الطيار الأردني بمقاضاة الممثلة المصرية، كما طالب آخرون بتدخل وزارة الثقافة الأردنية ووزارة الخارجية والسفارة الأردنية في مصر، وباعتذار من أعلى المرجعيات المصرية.
واتهم الفنانون الاردنيون الفنانة عبد الرزاق بالإساءة إلى ذكرى الطيار الشهيد، وأنها “ساوت بهذه النهاية بين شهيد حرب ضد الإرهاب ومجرم اغتصب قاصراً وقتلها من دون رحمة”.
واعتبر البعض الآخر أن اقتباس طريقة إعدام الطيار الأردني القتيل في المسلسل بهذه الطريقة، دليل على إفلاس مهني وفني لدى المخرج ومحاولة منه لإثارة جدل حول عمله الفني الذي تعوزه الحبكة الدرامية الفذّة، كون المسلسل لم يحقق النجاح المتوقّع عند عرضه.
وكان الطيار الكساسبة وقع في يد مسلحي تنظيم “داعش” عقب سقوط طائرته بعد تنفيذه إحدى الغارات بـمدينة الرقة في ديسمبر/كانون الأول 2014، وجرى إعدامه حرقا بطريقة بشعة.
وفي مايو/أيّار الماضي، كشف مصدر أمني عراقي عن استدراج المخابرات العراقية لأربعة من قيادة تنظيم “داعش”، بينهم صدام الجمل، سوري الجنسية وكان والي منطقة شرق الفرات في التنظيم، وهو المسؤول المباشر عن تنفيذ إعدام الكساسبة.
ونقلت مواقع إخبارية عن الممثلة قولها إنها لم تقصد تقليد مشهد إعدام الكساسبة، وأضافت أن الجرائم التي ارتكبها تنظيم “داعش” بهذا الشكل كثيرة وبشعة ولم تقتصر على معاذ الكساسبة، وإن وجود تشابه في الأمر جاء من قبيل الصدفة، موضحة “اخترت الحرق لمغتصب ابنتي حتى أشفي غليلي وأرى المغتصب يموت حرقًا، فقد حرق قلبي على ابنتي، وكان يجب أن يشرب من نفس الكأس”.
وعن ردود الفعل التي جاءتها عن هذا المشهد بالتحديد، قالت: “تلقيت اتصالات كثيرة أكد خلالها الجمهور إعجابهم بالنهاية، وبجرأة المسلسل في تناول قضية مهمة”.
بدوره تحدث أيمن سلامة مؤلف العمل قائلًا: “بأمانة شديدة، لم تكن حادثة مقتل الطيار الأردني على يد تنظيم “داعش” في ذهني أثناء كتابة المسلسل، وكانت وسائل الانتقام من المغتصب متعددة، ولكن غادة عبدالرازق اختارت القتل حرقًا، وقالت إنها تضع نفسها مكان الأم وترى أنه من الإنصاف أن تشاهد الأم مغتصب ابنتها وهو يموت حرقًا”.
هذا وسبق أن قامت عائلة الطيار الأردني دعوى قضائية منذ عامين ضد مسلسل “غرابيب سود” الذي عرض على قناة تلفزيونية سعودية، بسبب مشهد الطيار الذي كان يكافح في الميدان تنظيم “داعش” الإرهابي، قبل أن تسقط طائرته لأسباب ما زالت مجهولة، ويقع في أسر هذا التنظيم التكفيري الذي تفنن في عمليات إعدام ضحاياه الكثر، فقام بإحراقه وهو مقيّد خلف قضبان قفص حديدي على شكل زنزانة متنقلة.