الموارد المائية تحذر ” المقاولين ” من اقتلاع الرمال والحصى المجاورة للأنهار وتهدد بالقضاء
بيان وزارة الموارد المائية حول اعمار مدينة الموصل
لقد كانت كلفة تحرير مدينة الموصل وباقي الاراضي العراقية من قبضة تنظيم داعش الارهابي كبيرة بالارواح والمعدات والمنشآت المدنية والعسكرية، وان التضحيات الجسيمة التي قدمها العراقيون وبالاخص القوى الامنية العراقية بكل فصائلها، لايجب ان تذهب سدى في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه وطننا العزيز، وذلك عن طريق الاسراع باعادة الاستقرار والبناء وتقديم الخدمات وعودة النازحين، وهذا ما تقوم به الحكومة العراقية بكل مؤسساتها.
ان اعادة بناء مدينة الموصل لوحدها بحاجة الى (8) مليون طن من الرمال والحصى، وهذه كميات كبيرة، يلجأ بعض المقاولين والمنتفعين الى اقتلاعها من ضفاف وقيعان مجاري الانهار المجاورة، وخاصة نهر الزاب الاعلى ونهر الخازر، بصورة منفلتة وغير منظّمة مما يؤدي الى احداث اضرار كبيرة في الانهار، وحرف جريانها الطبيعي اضافة الى تلويثها، وهذه يعد تجاوزا وخطرا كبيرا على الموارد المائية وتخريبا يتعارض مع الرغبة بإعادة بناء الخراب الذي خلفه تنظيم داعش.
ان وزارة الموارد المائية، المخولة بالحفاظ على النظام النهري في العراق، ستقوم بما يمليه عليها الواجب بحماية احواض الانهار، وستقوم بتقديم ملفات المقالع الفوضوية الى القضاء والجهات الامنية، وتدعو المتجاوزين وباقصى سرعة الى اعادة تأهيل الضفاف التي خربها الاستخراج التعسفي لمواد البناء.
كذلك فان الوزارة تدعو الى اعادة استخدام الانقاض الصلبة الناتجة عن العمليات الحربية لأغراض اعادة البناء، بدلا من تخريب البيئة النهرية، وتدعم بهذا المجال نداء ومحاولات برنامج الامم المتحدة للبيئة (يونيب) وبرنامج الامم المتحدة الانمائي (يو ان دي بي) الداعي الى نفس الغرض، وتشد على ايدي المخلصين من القطاعين الخاص والعام لاحترام المحددات والقوانين النافذة بهذا الخصوص، خاصة مع توفر التكنولوجيا المتخصصة بتحويل الانقاض الصلبة الى مواد بناء بنفس المواصفات التي يحتاجها قطاعا الانشاءات والطرق، وبذلك تتخلص المدينة من ملايين الاطنان من الانقاض التي ستؤدي في حال عدم اعادة استخدامها الى مشكلة بيئية كبرى تغطي مساحات هائلة وتحطم خصوبتها او تعيق استخداماتها المتوقعة.