الجعفري يقول : حرق القنصليَّة الإيرانيَّة اعتداء على العراق ومرتكبيها سيطالهم القضاء

الجعفري يقول : حرق القنصليَّة الإيرانيَّة اعتداء على العراق ومرتكبيها سيطالهم القضاء

الجعفريّ: عملية حرق القنصليَّة الإيرانيَّة في البصرة لا تُمثـِّل الحكومة العراقـيَّة ولا الشعب العراقيَّ ولا المُتظاهِرين العراقـيِّين الذين لديهم طلبات مشروعة وهناك بعض المُندسِّين -وهم قليلو العدد- يُحاولون أن يعبثوا بهذه الظاهرة الحضاريَّة (التظاهرات)..

أكّد الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة: أنَّ العلاقات العراقـيَّة-الإيرانيَّة طبيعيَّة، وهي مُستمَدَّة من حقائق التاريخ، وحقائق الجغرافية.. فبين بلدينا حُدُود بحوالى 1200 كيلومتر، ومصالح مُشترَكة، واحترام مُتبادَل، والزوار الإيرانيّون يؤمون العتبات المُقدَّسة لأئمة أهل البيت، وكذلك العراقيون يزورون العتبات المُقدَّسة في إيران.. كلّ هذه تفاعلت، فتمخـَّضت عن علاقات طيِّبة تجمع بيننا وبينهم.

مُشدِّداً: أنَّ هذه الأعمال (حرق القنصليَّة الإيرانيَّة في البصرة) لا تُمثـِّل الحكومة العراقـيَّة، ولا تُمثـِّل الشعب العراقيَّ، ولا تُمثـِّل المُتظاهِرين العراقـيِّين الذين لديهم طلبات مشروعة.

مُنوِّهاً: هذا الاعتداء ليس على الإيرانيِّين فقط، بل علينا أيضاً، مُستدرِكاً: لا ينبغي أن نُؤاخِذ المُتظاهِرين، ونُؤاخِذ الشعب العراقيَّ، والحكومة العراقـيَّة على مُفارَقات مثل هؤلاء الشذاذ، وهم لا يُمثـِّلون إلا أنفسهم، وسيطالهم القضاء العادل، وسيُبيِّن أنَّ هؤلاء مدفوعون من عناصر أرادت أن تسيء للعراق، وللعلاقات مع الجمهوريَّة الإسلاميَّة.

جاء ذلك في تصريح للجعفري للتلفزيون الإيرانيّ:

الجعفريّ عدَّ أنَّ: البصرة مدينة عريقة، ولديها بُعد تاريخيّ، وفكريّ، وأدبيّ، وبُعد جغرافيّ؛ لأنـَّها تُمثـِّل إطلالة العراق على دول الجوار.. فهي مُهمَّة جدّاً، وفي الوقت نفسه هي ثاني أكبر مدينة في العراق بعد بغداد، وتتمتـَّع بتاريخها الجهاديِّ، وتضحياتها الكبيرة جدّاً، فهي ناهضت الأنظمة السابقة، وقدَّمت شهداء ضدَّ نظام صدام، وضدَّ الدكتاتوريَّة، والآن قدَّمت شهداء، وتحرَّكت على مسرح المحافظات المنكوبة كصلاح الدين، والأنبار، والموصل، وساهمت في التحرير.

مضيفاً: عندما ذهبتُ إلى البصرة أيام المُواجَهة ضدّ عصابات داعش الإرهابيَّة وجدتُ صُوَر الشهداء مُنتشِرة على الجدران من مُختلِف الأعمار.. فمدينة البصرة تكنُّ كلَّ التقدير، والاحترام لدول الجوار الجغرافيِّ، وتُحيِّي الجمهوريَّة الإسلاميَّة، ولا يُمكِن أن يصدر شيء باسم أهالي البصرة يُسيء لدول الجوار.

وأشاد الجعفريّ بشمائل أهل البصرة، وسمو أخلاقهم: أهالي البصرة عُرِفوا بالكرم، وبدماثة الأخلاق، وبالمحبَّة، والمودّة، والتعاون؛ لذا يُؤسِفني ما حصل، لكني أؤكـِّد أنَّ هذا (حرق القنصليَّة الإيرانيَّة) لا يُمثـِّل البصرة، ولا يُمثـِّل الشعب العراقيَّ، وتبقى البصرة مدينة مُتحضِّرة، وهي نافذة العراق على دول الخليج، وعلى الدول العربيَّة كلـِّها، فأتمنى أن لا تُترَك هذه القضيَّة إلى أن تُكشَف حقيقة أنَّ هناك أعداءً مُشترَكين للعراق، ولدول الجوار سواء كانت إيران، أم بقيَّة دول الجوار.

الجعفريّ كشف: هناك بعض المُندسِّين -وهم قليلو العدد- يُحاولون أن يعبثوا بهذه الظاهرة الحضاريَّة (التظاهرات) التي يشهدها العراق، ويُسِيئوا للعراق، كما اعتدوا على كثير من المباني، والشخصيَّات العراقـيَّة.

مُضِيفاً: للجمهوريَّة الإسلاميّة مواقف مُشرِّفة معنا عندما كنا في المُعارَضة ضدّ نظام صدام في الوقت إذ ضاقت الكثير من الدول، ولم تستقبل العراقـيَّين، ولم تسمح لهم باللجوء السياسيِّ، فيما فتحت الجمهوريّة الإسلاميَّة أبوابها لاستقبال العراقـيِّين المُعارِضين.

لافتاً: يُضاف إلى ذلك مواقفها المشهودة في دعم العراق عندما واجهنا داعش، ولم تتخلَّ عن إسنادنا بالمُستشارين.

مُشِيراً إلى عمق العلاقات العراقـيَّة-الإيرانيَّة، وصلابتها إزاء مُحاوَلات هؤلاء الشذاذ.

ووجَّه الجعفري كلمة إلى الشعب الإيرانيّ قائلاً: الشعب الإيرانيّ محطّ احترامنا، وتقديرنا، ولهم كلُّ الحبِّ، والتقدير، وأطمئنهم أنَّ هؤلاء الشذاذ لا يُعبِّرون عن مشاعر العراقـيِّين، وإنّما المرجعيَّة الدينيَّة في النجف الأشرف تُعبِّر عن حُبِّ العراقـيِّين لهم، والذين يُحيون الشعائر الحسينيَّة في الأربعينيَّة، والمُناسَبات الأخرى، ويستقبلون الزوار، ويستضيفونهم، ويُقدِّمون لهم ما استطاعوا من خدمات.

وأفصح بالقول: في الوقت الذي أحيِّي الجمهوريَّة الإسلاميَّة، وأحيِّي كذلك الشعب الإيرانيَّ، وأحيِّي القيادة الحكيمة في الجمهوريَّة الإسلاميَّة أذكّرهم أنّهم لا ينبغي أن يُعطوا فرصة لأعداء الإسلام، وأعداء بلدينا لأن يُسيئوا، ويُشوِّهوا الصورة الناصعة التي رسمتها السنوات الماضية التي شهدت تعاملاً أخويّاً، ودياً ناصعاً لا غبار.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com