وسائل النقل في المستقبل: 5 ابتكارات تتحدّى المنطق
تقوم التطورات المستقبلية في قطاع النقل بتحويل مفهوم السفر، وتحسين أوقات الرحلات وتأمين راحة الركاب وسلامتهم بالإضافة إلى حماية البيئة.
وفي التالي، نستعرض اليكم 5 طرق وأفكار تكنولوجية، من شأنها تغيير وتسهيل عملية تنقل البشر.
1. الهايبرلوب (Hyperloop)
اخترعه رجل الاعمال الكندي ايلون ماسك عام 2012، عندما أعلن أن مهندسين من شركتي Tesla و SpaceX سيبدأون العمل على تطويره.
الهايبرلوب هو وعاء أسطواني الشكل، يُفترض به أن ينقل ركاباً من نقطة إلى أخرى بسرعات تفوق 700 ميل في الساعة عبر أنابيب منخفضة الضغط.
وقد قرر صاحب المشروع أن يفتح المجال أمام الراغبين بتطوير عمله. وقد نجحت شركة Richard Branson-backed Virgin Hyperloop One، في اختبار نموذج أولي كامل للنظام في عام 2017، وتأمل في نشر نظام تشغيل كامل في غضون ثلاث سنوات.
وتتميز هذه الوسيلة كونها ستسمح المغادرة للمواطنين الراغبين بالسفر أو التنقل كل بضع دقائق، على عكس الوسائل الاخرى التي توفر خدماتها بحسب الحجز أو الطلب المتاح.
وسيكون الهايبرلوب أكثر انتظامًا من شبكات السكك الحديدية الأخرى عالية السرعة، وسيقلل من أوقات الانتظار.
2. طائرات هليكوبتر ذاتية التحكم
انتشرت أخيرا اخبار واعلانات عن تجارب لاعتماد سيارات ذاتية القيادة في عدد كبير من البلدان. ولكن من المقرر أيضاً أن تلعب الطائرات ذاتية التحكم دوراً رئيسياً في مستقبل النقل.
ومن هذا المنطلق، فإن شركة الطيران الجوي ايرباص أكملت بنجاح رحلة جوية تجريبية لها بواسطة eVTOL التاكسي الطائر، استغرقت 53 ثانية في الهواء.
وتأمل الشركة بإنشاء أسطول من طائرات eVTOL ووضعها على أسطح المنازل في المدن الكبرى حيث الكثافة السكانية وزحمة السير، مما يتيح للمسافرين التنقل بسهولة وسرعة أكبر. واذا سارت الأمور على ما يرام، ستكون هذه الطائرة جاهزة في غضون عامين.
في سياق متّصل، عرضت شركة أبحاث الطيران Aurora Flight Sciences ، في العام الماضي، طائرة هليكوبتر عسكرية مستقلة تمامًا يمكن تشغيلها عن بُعد أيضًا.
ويذكر أنّ هذه الطائرة قادرة على تجنب أي عقبات واختيار المسار الأنسب بشكل مستقل إلى الوجهة المحددة لها، من خلال أجهزة استشعار متقدمة للكاميرا، وطريقة مسح تمكنها من قياس المسافة التي تفصلها عن أي حاجز أو جسم يعيق طريقها، بواسطة ضوء الليزر.
ويشار الى أن المنافسة في قطاع الطائرات المستقلة تتنامى، حيث تستثمر شركة Uber وعدد من الشركات الصينية بشكل كبير في تكنولوجيا النقل المزدهرة هذه.
3. قطارات فائقة السرعة
قد يبدو تطبيق التكنولوجيا المغناطيسية (maglev) في شبكات النقل عبر العالم وكأنه فكرة مستقبلية، إلا أن القطارات التي تعمل في أنظمة maglev تعمل منذ عام 1984.
وعام 2015، وصل القطار المغناطيسي الياباني الى سرعة تزيد عن 600 كم في الساعة.
ورغم ذلك، فإن الباحثين في جامعة جياوتونغ في جنوب غرب الصين، يختبرون نموذجًا أوليًا سريعًا للقطارات السريعة، يعتمد على تقنية ماجليف (maglev)، والتي قد تصل إلى سرعة 1000 كم في الساعة.
تستخدم القطارات المغناطيسية الفائقة السرعة، التكنولوجيا الأساسية نفسها التي تستخدمها الإصدارات السابقة، باستثناء أن الجيل التالي من ابتكار النقل يستخدم أنبوبًا مفرغًا لتقليل احتكاك الهواء ويسمح بزيادة السرعة. ومن غير المتوقع أن يتم تشغيل هذه القطارات في السنوات القليلة القادمة، حيث لا تزال مشاريع ماجليف التقليدية قيد النظر في عدد من المدن الأميركية والآسيوية.
ويقترب نظام القطار المغناطيسي المقترح، والذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات من الحصول على الموافقة لتشغيله من واشنطن إلى نيويورك. وسيقلل من الوقت الذي يستغرقه السفر بين هاتين المدينتين إلى ساعة واحدة، أي أقل من ثلاث ساعات. ومع ذلك، فإن إدخال القطارات الفائقة السرعة إلى هذه الطريق يمكن نظرياً أن يؤدي إلى انخفاض وقت الرحلة بشكل اضافي إلى حوالي 30 دقيقة.
4. مسارات مرتفعة للدراجات الهوائية
إن إنشاء شبكة من مسارات الدراجات المرتفعة فوق شوارع المدينة، لن يجعل من ركوب الدراجات أقل خطورة وأكثر راحة فحسب، بل قد يقلل من الازدحام على الطرقات السريعة. وعلى سبيل المثال، فان مدينة شيامن جنوب شرق الصين، تبني منذ العام الماضي، أطول مسار لركوب الدراجات في العالم.
وعلى الرغم من وجود عدد قليل من هذه الشبكات المتطورة في العالم، إلا أن شركة BMW الألمانية لصناعة السيارات ترغب في تطوير ذلك. وقد كشفت أخيراً شركة BMW بالتعاون مع جامعة Tingyi في الصين، عن اقتراح لبناء مسارات دراجات هوائية ودراجات كهربائية في شنغهاي.
ستكون هذه الطرقات المستقبلية مكونة من أنبوب مغلق ومرتفع. وستتيح لراكبي الدراجات التنقل على مدار السنة براحة تامة، بفضل التحكم الكامل في المناخ. وهناك بالفعل مئات الملايين من الدراجات الإلكترونية في الصين التي يمكن أن تستخدم هذه المسارات، وهذا العدد ينمو بسرعة لأن البلاد تواجه تلوثا شديدا في الهواء.
5. الطرقات الذكية
أكثر من مليون شخص في السنة يموتون في حوادث الطرقات، مع اصابة عشرات الملايين من الجرحى. إن ظهور الطرق الذكية المتصلة بالإنترنت (IoT) يمكن أن يساعد بشكل كبير في الحد من الوفيات على الطرقات. اذ يمكن لمستشعرات الطريق التي تدعم تقنية IoT، التواصل على الفور مع السيارات الذكية حول اختيار أفضل الطرقات لتجنب المخاطر أو ظروف الطريق المعاكسة.
وفي هذا السياق، يهدف مخطط برتغالي، بتمويل مشترك من قبل الاتحاد الأوروبي، إلى إنشاء حوالي 1000 كيلومتر من الطرقات الذكية في البلاد. سوف يشهد هذا البرنامج سلسلة من تقنيات النقل المتطورة المثبتة على الطريق، مما يسهل الاتصال اللاسلكي بين عقد البنية التحتية على الطرقات والسيارات الذكية.
لا يقتصر الأمر على مسائل السلامة فقط التي يمكن للطرق الممكّنة تقنيًا المساعدة في معالجتها، حيث أكملت السويد في الوقت الاخير مشروعًا تجريبيًا شهد تحويل كيلومترين من الطريق إلى مسار كهربائي يعمل على إعادة شحن السيارات الكهربائية والشاحنات أثناء القيادة.
في المستقبل، ستكون أجهزة شحن البطاريات اللاسلكية متوفّرة في أسفل الطرقات، مما يساعد على تقليل مستوى تلوث الهواء، ويقضي على الحاجة إلى الوقود الأحفوري لتشغيل السيارات.