قصة طبيبة داعش السودانية.. التحاق محيّر بـ داعش !
الفتاة التي ظهرت في تسجيل قصير بثته الإدارة الذاتية الكردية الخميس الماضي وهي مغطاة بالكامل وتحمل طفلاً أثناء مراسم تسليمها إلى مسؤول بالسفارة السودانية بالقامشلي سيكون ظهورها مصدر سعادة كبيرة لأسرتها لكن في الوقت نفسة سيبعث الذكريات المؤلمة لرحيل شقيقها أحمد الذي كان سبباً في إقناعها بالالتحاق بتنظيم داعش المتطرف في عام 2015 ولقي مصرعه ضمن فوج كان يغادر الموصل عند اشتداد معارك تحرير المدينة من قبضة التنظيم.
وقال جهاز الأمن والمخابرات السوداني إنه أفلح في تحرير الطبيبة السودانية ندى سامي سعد، من قبضة داعش في سوريا.
وفي مؤتمر صحافي قصير قال رئيس العلاقات الخارجية في إقليم كردستان إن امرأة من أصول سودانية كانت منضوية في صفوف تنظيم داعش اعتقلت في 10 يناير 2018 سلمت للسفارة السودانية في العاصمة السورية حسب رغبتها.
وبحسب مسؤول العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية فإن الفتاة كانت معتقلة في مخيم روج الواقع جنوب مدينة المالكية والخاص بأفراد عائلات المتطرفين، وتم تسليمها مع رضيعها إلى سفارة بلدها بناء على طلبها.
وكانت ندى ضمن 550 امرأة معتقلة وطفلها الرضيع ضمن 1200 طفل من 44 جنسية ينتظرون أن تتسلمهم دولهم.
قد تبدو النهاية سعيدة لطالبة الطب التي كانت تدرس في جامعة يرتادها الصفوة وأبناء المغتربين، لكنها ترفع الستار الحزين عن قصة 17 طالباً جندهم التنظيم المتطرف بطريقة محيّرة، ولقي أغلبهم حتفهم في ساحات المعارك الرهيبة بينما لا يزال القليل منهم إما محتجزاً أو مجهول المكان.
بداية القصة
يقول الهادي محمد الأمين الصحفي المتخصص في الجماعات المتطرفة إن ندى سافرت ضمن الفوج الثاني لطلاب جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، للالتحاق بداعش وعدد أفراد المجموعة 17 طالباً.
ويضيف الهادي أن “هذه الدفعة من المجندين حالة غريبة كونها ضمت عدد من الأشقاء من أسرة واحدة بجانب ندى وشقيقها أحمد كان هنالك لجين وتامر أحمد ابو وإبراهيم عادل عقيد وشقيقه محمد عادل عقيد وحمزة سرار وشقيقه محمد سرار”.
لم يتضح حتى كتابة هذه السطور كيف استطاع التنظيم اختراق الجامعة التي تضم طلاب من حملة الجوازات الأجنبية لكن لاحقاً اتهمت الحكومة السودانية طالباً بريطانياً من أصول فلسطينية واسمه محمد فخري الجباص التحق بالجامعة الطبية الخاصة في عام 2008، وتخرج في عام 2013 بأنه هو الذي جند الطلاب عبر تطبيق “سكايب”.
لكن الدبلوماسي السوداني الرفيع عبدالله الأزرق الذي ألف كتاباً بعنوان “داعش وإدارة التوحش” يقول إن “خلايا تم تجنيدها من خلال وسائل الإعلام الحديثة، تستهدف أصحاب التخصصات العلمية الرفيعة من مهندسين وأطباء للوفاء باستحقاقات الدولة الحديثة حيث يتم توظيف الفتيات في أعمال ديوانية ولا يسمح لهن بحمل السلاح ويتم الزواج من خلال المكتب الاجتماعي طوعاً وليس بالإكراه”.
لقي أغلب أفراد هذا الفوج الأكاديمي حتفهم خلال العمليات العسكرية بالعراق وسوريا وكان ضمنهم أحمد سامي خضر الذي تتهمه تقارير صحفية بإقناع أخته ندى بالالتحاق بالتنظيم.
وكانت التحاق عدد من الأشقاء بالتنظيم المتطرف تطوراً مثيراً لكن نشأة أغلبهم في مجتمعات غربية منحتهم حرية الاختيار كما يقول أستاذ جامعي فضل حجب اسمه.
لكن بالنسبة لهؤلاء الطلاب فإنهم كانوا يبحثون عن هوية جديدة كما تعتبر تقارير بريطانية.