كشفت دراسة حديثة أن المياه الأطلسية الأكثر دفئا هي التي أثارت العدد غير العادي من الأعاصير الكبرى العام الماضي.
وتتنبأ الدراسة بأن المنطقة يمكن أن تشهد عاصفة إضافية كل عام بحلول نهاية هذا القرن.
وقد تشكلت 6 أعاصير رئيسية مع رياح لا تقل سرعتها عن 178 كلم في الساعة، حول المحيط الأطلسي في العام الماضي، بما في ذلك أعاصير هارفي وإيرما وماريا، والتي ضربت أجزاء من الولايات المتحدة ومنطقة البحر الكاريبي.
ومنذ عام 2000، بلغ متوسط عدد الأعاصير في المحيط الأطلسي ثلاثة في السنة، وقبل ذلك، كان متوسط العدد أقرب إلى اثنين.
ووفقا للدراسة الجديدة فإن عدد الأعاصير الرئيسية قد يصل إلى ما بين 5 إلى 8 أعاصير في السنة بحلول عام 2100.
وقال المعد الرئيسي للدراسة، هيرو موراكامي، وهو خبير المناخ والأعاصير في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: “سنشهد مواسم أعاصير أكثر نشاطا من عام 2017، في المستقبل”.
ويعمل الماء الدافئ بمثابة وقود للأعاصير، ويجب أن تكون حرارة المياه على الأقل 26 درجة مئوية، لتشكل العاصفة.
ووجد موراكامي أن مجموعة الظروف الطبيعية وتغير المناخ من صنع الإنسان، جعلت المياه أكثر دفئا في منطقة رئيسية واحدة، ما تسبب في المزيد من العواصف الكبرى.
وهذه المنطقة هي في الأساس مربع كبير في جنوب فلوريدا وشمال أمريكا الجنوبية، وتمتد على طول الطريق شرقا إلى إفريقيا.
وتتشكل بعض الأعاصير الأطلسية قبالة سواحل غرب إفريقيا، ثم تتجه غربا نحو البحر الكاريبي والساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وقال موراكامي إن المياه في هذا المربع الكبير، منطقة نشأة الأعاصير الرئيسية، قد زاد متوسط حرارتها بـ 0.4 درجة مئوية، أي أنها أكثر دفئا من المعتاد في موسم 2017 بأكمله، وهو أمر غير معتاد لفترة ستة أشهر.
واستخدمت دراسة موراكامي المحاكاة الحاسوبية لعزل الظروف المناخية المختلفة. وعلى الرغم من أن بحثه أظهر أسبابا طبيعية تسبب فيها الإنسان من حرق الفحم والنفط والغاز، إلا أنه لا يستطيع فصلها بما يكفي لمعرفة أيها أكثر تأثيرا.